يشهد النظام العالمي في بداية الربع الثاني من القرن الحادي والعشرين تحولًا حاسمًا، مع تراجع الهيمنة الأمريكية وصعود نظام متعدد الأقطاب. يوضح المقال كيف تطور النظام الدولي منذ القرن السابع عشر، بدايةً من الإمبراطوريات الرأسمالية الأوروبية وحتى الحقبة الحالية التي تتسم بتراجع الهيمنة الأمريكية وتنامي التحديات من قوى صاعدة، مثل الصين.
التحولات في النظام الإمبريالي
النظام الدولي الحديث تأسس مع الإمبراطوريات الرأسمالية الأوروبية، لكنه أعيد تشكيله في مراحل مختلفة، أبرزها خلال الحروب العالمية التي أفضت إلى هيمنة الولايات المتحدة في منتصف القرن العشرين. إلا أن هذه الهيمنة بدأت في التراجع مؤخرًا، مما أفسح المجال لظهور قوى جديدة تنافس على النفوذ العالمي.
وشهدت الولايات المتحدة في الأعوام الأخيرة تراجعًا في قدرتها على فرض هيمنتها العالمية. سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب، التي تضمنت الحمائية الاقتصادية والعزلة الدولية، كانت مؤشرًا واضحًا على هذا التراجع. اعتمدت الولايات المتحدة تاريخيًا على سياسات التجارة الحرة لتعزيز نفوذها، لكنها الآن تتبنى الحمائية في مواجهة صعود قوى مثل الصين.
رغم أن ترامب حاول النأي بالولايات المتحدة عن "الحروب الخارجية" مثل الحرب في أوكرانيا، إلا أنه لم يتخل عن النزعة الإمبريالية. بدلاً من ذلك، ركز جهوده على مواجهة الصين وزيادة الضغوط على حلفاء الناتو لزيادة إنفاقهم العسكري.
وتظل منطقة الشرق الأوسط في قلب النزاعات العالمية بسبب ثرواتها الطبيعية وموقعها الجغرافي الاستراتيجي. وتحاول الولايات المتحدة تقليل التزاماتها في المنطقة للتركيز على منافستها مع الصين، لكنها تواجه صعوبة في الانسحاب الكامل.
رغم نجاح إسرائيل عسكريًا في المنطقة، إلا أن الثمن السياسي كان باهظًا، حيث أصبحت دولة منبوذة عالميًا بسبب الاتهامات بارتكاب إبادة جماعية. كما أن علاقتها مع الولايات المتحدة تشهد توترات نتيجة عدم التزامها الكامل بالتوجيهات الأمريكية.
ولكن الصين تمثل أكبر تحدٍ للإمبريالية الأمريكية. رغم تباطؤ نموها الاقتصادي مؤخرًا، إلا أن قوتها العسكرية ونفوذها الاقتصادي يجعلانها منافسًا رئيسيًا على الساحة الدولية. وتحاول الصين تعزيز أسواقها الداخلية لمواجهة التباطؤ الاقتصادي، لكنها تواجه تحديات داخلية قد تؤدي إلى زيادة التوترات الدولية.
مع بداية عام 2025، يبدو النظام العالمي أمام حقبة جديدة مليئة بالتحديات. تراجع الهيمنة الأمريكية يرافقه صعود قوى جديدة مثل الصين، مما يزيد من احتمالات النزاعات الدولية. الحكومات غالبًا ما تسعى إلى تصدير أزماتها الداخلية عبر الصراعات الخارجية، مما يجعل من الضروري أن تتحرك الشعوب للحفاظ على السلام.
يخلص المقال إلى أن الحقبة القادمة ستشهد إعادة تشكيل للنظام الدولي، حيث تواجه الولايات المتحدة والصين تحديات داخلية وخارجية قد تؤدي إلى تغيرات جذرية في موازين القوى العالمية.
https://www.middleeasteye.net/opinion/us-new-dangerous-imperial-era-has-begun