أصدرت حكومة الانقلاب أوامر لرهبان دير سانت كاترين بإخلاء الدير، وذلك تمهيداً لمشروع "التجلي الأعظم" الذي يدعي الانقلاب أنه يهدف إلى تطوير المنطقة وتحويلها إلى وجهة سياحية .
القرار أثار غضب الكثيرين والعديد من التساؤلات حول مستقبل الدير، الذي يُعتبر أحد أهم المعالم التاريخية والدينية في العالم.
 

ما هو مشروع "التجلي الأعظم"؟!
   
مشروع "التجلي الأعظم" هو مشروع حكومة الانقلاب في الفترة الأخيرة، وتدعي حكومة الانقلاب أن هذا المشروع يهدف إلى تعزيز السياحة في منطقة سيناء، من خلال تطوير البنية التحتية وتقديم خدمات سياحية متنوعة، حيث يتضمن المشروع إنشاء مرافق سياحية جديدة، وتطوير الطرق والمواصلات، مما يُتوقع أن يُعزز من الاقتصاد المحلي.

ومع ذلك، فإن هذا المشروع يثير قلقًا كبيرًا بين الرهبان والمجتمع المسيحي، وذلك بسبب أوامر الإخلاء التي قد تُهدد استمرارية الدير كمعلم تاريخي وثقافي، ويعتقد الكثيرون أن مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى فقدان الهوية التاريخية للدير، وتحويله إلى مجرد موقع سياحي دون قيمة روحية.

وحسب حكومة الانقلاب؛ فإن مشروع "التجلي الأعظم" هو مبادرة تهدف إلى تطوير البنية التحتية والخدمات العامة في مدينة سانت كاترين، وهي منطقة تتمتع بقدسية دينية ومناظر طبيعية خلابة.
ويسعى المشروع إلى تحويل سانت كاترين إلى وجهة سياحية عالمية تلبي احتياجات السياحة الدينية والبيئية مع الحفاظ على البيئة الطبيعية والتراث الثقافي للمنطقة.
 

تفاصيل مشروع "التجلي الأعظم" بالأرقام والتواريخ:

  1. الموقع:
    • المشروع يركز على مدينة سانت كاترين في جنوب سيناء، بالقرب من جبل موسى، حيث يتوقع أن تجذب المنطقة عددًا كبيرًا من السياح والزائرين من جميع أنحاء العالم.
  2. المساحة:
    • يتم تنفيذ المشروع على مساحة تصل إلى حوالي 5,200 فدان، وهي مساحة شاسعة تتضمن مناطق إقامة، مراكز سياحية، مسارات سياحية، وبنية تحتية متنوعة.
  3. الأعمال الرئيسية:
    • إنشاء مناطق الإقامة: توفير فنادق ومنشآت إقامة تستوعب الزوار وتناسب مختلف الميزانيات.
    • المسارات السياحية: إنشاء مسارات لرحلات المشي الجبلية ومسارات دينية، بما في ذلك مسارات لصعود جبل موسى.
    • تطوير البنية التحتية: تحسين الطرق والبنية التحتية لضمان سهولة الوصول إلى المنطقة، وتشمل هذه الجسور، والطرق، وشبكات المياه والكهرباء.
    • مراكز خدمة السياح: إنشاء مراكز معلومات سياحية، ومطاعم، وأماكن للراحة.
  4. التكلفة التقديرية:
    • تقدر تكلفة المشروع بحوالي 3 مليارات جنيه مصري، مما يشير إلى إهدار كبير لموارد الدولة التي تعاني أزمة اقتصادية خانقة يعاني منها المواطن المصري.
  5. الجدول الزمني:
    • بدأت مراحل التخطيط للمشروع في عام 2021، وبدأت أعمال التنفيذ في منتصف 2022.
    • من المتوقع أن تكتمل بعض مراحل المشروع في نهاية 2024، مع استمرار تطوير مرافق إضافية في السنوات اللاحقة.

   ويعود اسم دير سانت كاترين إلى القديسة كاترين، التي تُعرف أيضاً بقديسة الإسكندرية، وُلدت في القرن الرابع الميلادي، وتُعتبر واحدة من أبرز الشخصيات في التاريخ المسيحي.
وفقاً للأسطورة، تم العثور على جثمانها في موقع الدير، مما دفع الإمبراطور جستنيان الأول إلى بناء الدير في القرن السادس الميلادي تكريماً لها، لذا، يُعتبر الدير رمزاً للروحانية والقداسة عند المسيحيين.

ويُعد دير سانت كاترين واحداً من أقدم الأديرة في العالم، ويقع عند سفح جبل سيناء في جنوب سيناء، مصر، كما يُحيط بالدير جبال وعرة، مما يمنحه حماية طبيعية من العوامل الخارجية.

تم تأسيس الدير في عام 565 ميلادي، ويُعرف بمكتبة تحتوي على مخطوطات نادرة تعود إلى العصور الوسطى، مما يجعله مركزًا هامًا للبحث والدراسة، وتاريخياً، لعب الدير دورًا مهمًا في نشر المسيحية في المنطقة، وقد استضاف العديد من الحجاج والمسافرين عبر القرون.

كما يحتفظ الدير بتقاليد رهبانية عريقة، ويُعتبر موطنًا لجماعة من الرهبان الذين يعيشون فيه ويقومون بالعبادة، ويعتبر دير سانت كاترين واحدًا من مواقع التراث العالمي لليونسكو، وهو يمثل مزيجًا من الأهمية التاريخية والدينية والثقافية.

يتميز دير سانت كاترين بتاريخه العريق وأهميته الدينية الكبيرة، حيث يحتوي على عدة معالم رئيسية، منها:

  1. كنيسة سانت كاترين: وهي قلب الدير، وهي كنيسة تاريخية بنيت في القرن السادس الميلادي بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان، تعتبر الكنيسة من أبرز المعالم المسيحية في المنطقة، وتضم العديد من اللوحات الجدارية القديمة.
  2. مكتبة دير سانت كاترين: تحتوي المكتبة على مجموعة قيمة من المخطوطات القديمة والنادرة التي تمثل التراث المسيحي والإسلامي، من بين المخطوطات هناك العديد من النصوص الدينية والعلمية التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى.
  3. شجرة العليقة المشتعلة: يُعتقد أن هذه الشجرة هي المكان الذي تحدث فيه معجزة العليقة المشتعلة لموسى عليه السلام، حسب التقليد الديني اليهودي والمسيحي، الشجرة تعتبر رمزًا مهمًا في الدير، ويُقال إنها شجرة عنب أو شوك.
  4. القديس كاترين: يقال أن جثة القديسة كاترين (التي تحمل الدير اسمها) تم نقلها إلى هذا المكان بعد استشهادها في الإسكندرية، وفي الدير يتم الاحتفاظ بجزء من آثارها.
  5. جدران الدير: يحيط بالدير أسوار ضخمة مبنية من الحجر، وذلك لحمايته من الهجمات، والأسوار تظهر التصميم الدفاعي التقليدي الذي كان متبعًا في العصور الوسطى.
  6. الجبل المقدس: يقع الدير عند سفح جبل سانت كاترين، وهو أعلى قمة في مصر، يُعد الجبل مكانًا مقدسًا بالنسبة للعديد من الأديان، يمكن للزوار الصعود إلى القمة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة وتجربة الروحانية الفريدة.