شهدت العاصمة البريطانية لندن مظاهرة حاشدة جمعت أعدادًا كبيرة من النشطاء والمواطنين، الذين احتشدوا للتنديد بممارسات السيسي القمعية في مصر، والمطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين السياسيين في سجون السيسي.
تأتي هذه المظاهرة ضمن سلسلة من الفعاليات التي تسلط الضوء على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في مصر، حيث يتعرض الآلاف للاعتقال التعسفي والاحتجاز المطول دون محاكمات عادلة.
 

شعارات واحتجاجات مستمرة
   رفع المتظاهرون في شوارع لندن لافتات تبرز معاناتهم من أجل حقوق الإنسان، من بينها شعارات مثل "أفرجوا عن المعتقلين السياسيين"، و"الحرية لكل سجين"، و"نريد وطنًا بلا سجناء".
ودعا المتظاهرون الحكومات الغربية والمجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط فاعلة على نظام السيسي، لإنهاء الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان، التي تتجاهل الحقوق المدنية والسياسية للأفراد بشكل صارخ.
 

استغلال سياسي
   انتقد المتظاهرون بشدة استغلال نظام السيسي للأزمات الدولية، لا سيما الحرب الدائرة في غزة ولبنان، بهدف الظهور في دور "الوسيط السياسي" لصرف الأنظار عن الأوضاع الكارثية لحقوق الإنسان في البلاد.
ويرى النشطاء أن نظام السيسي يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تحسين صورته عالميًا وإخفاء ملفات الفساد والانتهاكات التي تطال السجناء السياسيين، مما يعمّق من معاناتهم ويطيل من أمد اعتقالهم التعسفي.
 

سجون.. وظروف غير آدمية
   أفادت "الجبهة المصرية لحقوق الإنسان" بتقارير مفزعة حول ظروف الاحتجاز في سجن "بدر 3"، الذي يُستخدم الآن كبديل عن سجن العقرب سيء السمعة.
وأشارت التقارير إلى معاناة السجناء من إجراءات رقابية صارمة ومنعهم من التواصل مع العالم الخارجي أو تلقي الزيارات، مما يؤدي إلى تدهور حالتهم النفسية.

وأكدت الجبهة أن الزنازين في سجن بدر 3 تُغلق بفتحات ضيقة لا تكفي للتهوية المناسبة، وتعتمد مياه السجن على مصادر غير صالحة للشرب، مما يجبر السجناء على شراء مياه الشرب بأسعار باهظة، كما تُقدم لهم وجبات قليلة ورديئة، مما يزيد من معاناتهم الجسدية والنفسية على حد سواء.
 

أرقام صادمةوتزايد مستمر
   تُشير تقارير حقوقية إلى أن عدد المعتقلين السياسيين في مصر يصل إلى حوالي 60 ألف شخص، إلا أن تقارير أخرى قدرت أن العدد يزيد عن 100 ألف معتقل، معظمهم محتجزون بسبب آرائهم المعارضة أو نشاطاتهم السياسية.
ويعاني هؤلاء المعتقلون من ظروف احتجاز قاسية، في ظل تفشي ظاهرة التعذيب والمعاملة المهينة داخل السجون، ما يجعل مصر واحدة من أبرز الدول التي تنتهك حقوق الإنسان في العالم العربي.
 

دعوات لتحرك دولي عاجل
   في ختام المظاهرة، دعا النشطاء الحكومات الغربية، والمنظمات الدولية، إلى التحرك العاجل للضغط على حكومة السيسي.
كما شدد المتظاهرون على ضرورة تفعيل الآليات الدولية لمحاسبة نظام السيسي على الانتهاكات التي يمارسها بحق السجناء السياسيين، ووضع حد لمعاناتهم، مع التأكيد على أن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الانتهاكات يعزز من تجبر سلطات السيسي، ويساهم في تصاعد الأزمة الإنسانية وحقوق الإنسان في مصر.

الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=ooO593I3Y38