تضخمت إلى حد بعيد شخصية إبراهيم العرجاني خلال الأشهر القليلة الماضية، وبدأت تتكشف جوانب من علاقاته وشركاته في سيناء إلى الحد الذي صدر له قانون من السيسي يسمح لاتحاد القبائل العربية الذي أسسه بسيناء بالإشهار واعتباره جمعية مسلحة تابعة للجيش!

وذلك بعدما ارتبطت أعماله بحصار غزة واستمتاعه بمزايا له دون كإشهار اتحاد القبائل وغيرها كتربح شركة هلا  مليوني دولار يوميا من معبر رفح، ويملك العرجاني من الشركة 40% فقط منها، والباقي تملكه "جهات أخرى " تحدثت تقارير صحفية غربية أن منها المخابرات المصرية..

التساؤل الذي حذر محمود وهبه @MahmoudNYC هو "قبائل سيناء لديهم الحق لامتلاك السلاح.. هل سيسمح للشعب كله بامتلاك السلاح؟ والا كيف سيعيشون جنبا لجنب؟".


ورأى الفنان عمرو واكد @amrwaked أن "هل قبول دولة عصابات السيسي (مصر سابقا) وجود ميليشيات مسلحة في سيناء هذا شيء دستوري؟ وهل ستقبل بوجود ميليشيات مسلحة أخرى تابعة لمن يستطيع أو من يرش النقطة على الضباط؟ أم أن تلك الميزة محصورة فقط على تجار المخدرات والمهربين ومحترفي الجريمة المنظمة؟".

 

https://twitter.com/amrwaked/status/1786723091839676511

وحذر المستشار وليد شرابي من الهدف نفسه الذي قد يتتبعه آخرون مثل "قبائل سيناء" وعبر @waleedsharaby قال: "لايجب الاستهانة بإتحاد القبائل السيناوية.. فهو نواة لأمر خطير يعد لمصر ولامانع للنظام من قيام اتحادات أخرى مثل:
* اتحاد القبائل النوبية
* إتحاد قبائل مطروح
* إتحاد الطوائف المسيحية
* إتحاد الجماعات الشيعية
محذرا إلى أن "فالدول التي تم تقسيمها قد سبق تفكيكها إنشاء كيانات داخلية مهدت للانفصال".

https://twitter.com/waleedsharaby/status/1787044640669012014

وعن خلفيات إبراهيم العرجاني المقلقة من تأسيس "اتحاد القبائل" المسلح لفت المحامي عمرو عبد الهادي @amrelhady4000 إلى أن : "الدولجي والفاسد بس هو الي يقول امين على اي حاجه بيعملها الجيش الماسري حتى لو ضد بعض.. الجيش الماسري لما كان مدير مخابراته #السيسى قبض على #إبراهيم_العرجاني في ٢٠٠٨ بتهم متنوعه تطرف على مخدرات على بلطجه على سلاح.. تمر ٦ سنين ونفس الجيش المصري قائده الاعلى السيسي في ٢٠١٤ يعتبر العرجاني قائد فصيل من الجيش.. والمنتفعين من الجيش بيهللو ويغنوله".


لا استقرار مستقبلي

وتساءلت الصحفية شيرين عرفة @shirinarafah ".. هل طبيعي أن رئيس ميليشيا عسكرية، في دولة مستقرة سياسيا، ليس بها حروب أهلية ولا نزاعات، ولديها جيش ضخم ومتماسك، ويسيطر على الحكم فيها، أن يستعرض موكبه وقوته على الملأ، وأمام الجميع،  بهذا الشكل؟!".


وأضافت تساؤل آخر، "..هل طبيعي أن رئيس ميليشيا عسكرية يتولى رئاسة منظمة أهلية (اتحاد قبائل سيناء) ويكون له نواب ومتحدثين باسمه، ويتم الترويج له في كل وسائل الإعلام، والتضخيم من مكانته وأهميته، بل ويوضع اسمه أحيانا قبل أسماء العديد من الوزراء، ويتم اعتقال متظاهرين بتهمة انتقاده أو الهتافات ضده، ولا يتم إنكار ذلك في الإعلام؟!".


ومن ثم تساءؤل ثالث: "هل طبيعي أن رئيس ميليشيا عسكرية يكون رجل أعمال متنفذ وبيرأس عشرات الشركات، ما بين سياحة ومقاولات وشركات هندسية واستثمارية، (تتولى بناء مدن كاملة، مثل تعمير غزة قبل الحرب، وبناء مدينة "السيسي" في شمال سيناء اليوم) ويعلن عن صفقات بمئات الملايين، ويتولى إدارة مشروعات، بل ويكون الراعي لأكبر الأندية الرياضية (النادي الأهلي)، ويمنح جوائز بالملايين لاتحادات رياضية (مثل اتحاد الجود) والكثير من الأعمال الاجتماعية والنشاطات؟!!".

وقالت: "هل طبيعي أنه (ميليشيا عسكرية) في منطقة ساخنة وحيوية مثل سيناء، يقف الإعلام المصري يدافع عن وجودها (ويزعم إعلامي شهير وبرلماني سابق أنها فصيل من الجيش) بل وأن وجودها ضروري جدا، وأنه لن تصلح بدونها سيناء؟!!".


وأضافت، "هل طبيعي أنه رئيس ميليشيا عسكرية، يتولى إدارة معبر حدودي، وتجارة بالمليارات، يتم تحصيلها (ظلما وجورا) من دماء أهل غزة، ويقوم بدور الدولة (التحكم الكامل بالحدود) أثناء أحرج فترة في تاريخ البلد (حرب إبادة وحشية تنتهك حدود مصر الشرقية وتعصف بأمنها القومي) ؟!.. ".


فصل سيناء

شيرين عرفة قالت ما تراه أمامك الآن، ما هو إلا قنبلة الدخان التي تغطي على الأحداث الحقيقية، والفاعل الحقيقي، فالعرجاني هذا الذي خرج لنا من الظلام (طريد العدالة السابق) ما هو إلا الأداة والواجهة في السيناريو الأسود الذي رسمه السيسي لبلادنا..

ورأت أن العرجاني "أداة لتنفيذ مخطط فصل سيناء عن أرض مصر وتسليمها للصهاينة اليهود ".


وألمحت إلى المقالات التي نشرتها صحيفة المصري اليوم، وأحدثت ضجة كبرى في مصر، لكاتب مجهول، كان يوقع باسم "نيوتن" وأشارت إلى أن المقالات دعت إلى فصل سيناء إداريا عن مصر، وجعلها إقليم مستقل بذاته، وتعيين حاكم لها) في محاولة للتمهيد لذلك الأمر، وحينما هاج الرأي العام ضدها، واضطر (المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام) التحقيق مع الجريدة، فخرج بعدها السيسي، يقول أنه متفهم لكل ما جاء بالمقالات، وأن ما بها "مُقدر" وسيتم التفكير فيه!!".

وأضافت "والواجهة والستار لكل الأنشطة غير المشروعة، واللصوصية والإجرامية، وغسيل الأموال، والتجارة في الدماء والأرواح، التي يقوم بها السيسي بالشراكة مع ابنه "محمود السيسي" سواء سيناء أو في غيرها من أراضي مصر وحدودها الملتهبة."

واستعانت في رؤيتها بتقرير "ميدل إيست آي" المنشور عن أن شركة العرجاني تجني مليونيْ دولار يومياً من أهل غزة، سواء من خلال رسوم العابرين من القطاع للعلاج خارجه، أو المسافرين منهم عبر مصر، أو من خلال تحصيل رسوم باهظة على عبور كل شاحنة من المعبر إلى داخل القطاع، يوضح لك أن الأمر أكبر من فرد أو شركة أوحتى مجموعة أفراد وشركات،".
 

وألمحت إلى أن " مئات الملايين من الدولارات هذه التي تم تحصيلها، والتي وصلت لشركة "هلا" المملوكة العرجاني، لم تصلها من البيع أو الشراء، وإنما من خلال الاستغلال الكامل لمعبر حدودي، وهو المعبر الذي تملكه الدولة المصرية وتسيطر عليه بشكل كامل".