قالت صحيفة بوليتيكو الأمريكية إن مصر طلبت من أمريكا تمويلات إضافية ومعدات عسكرية جديدة لتأمين الحدود مع غزة استعدادا لغزو بري إسرائيلي لرفح.

وأوضحت الصحيفة أن مصر طلبت في الأشهر الأخيرة من أميركا توفير شرائح إضافية من التمويل والمعدات العسكرية، مثل أنظمة الأمن والرادار، لتأمين الحدود مع غزة استعدادا لاجتياج "اسرائيل" رفح بريا.

ورغم إعلان "بوليتيكو" أن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس بيع "معدات عسكرية" منها؛ طائرات مقاتلة وصواريخ وقنابل موجهة لصالح "اسرائيل" حيث يدور الحديث عن 50 طائرة جديدة من نوع "إف 15" و صواريخ "جو – جو" وعدد من قنابل JDAM الموجهة.

إلا أن "بوليتيكو" نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الجداول الزمنية التي قدَّمها "الإسرائيليون" لإجلاء المدنيين من رفح لم تكن واقعية!

واعتبر مراقبون أن نقل المعدات العسكرية ضمن الحديث عن اجتياح قريب لرفح هو رسالة واضحه للعرب  والفلسطينيين بأن وجود "اسرائيل" المتفوقه ضرورة لإبقاء الابتزاز الأميركي.

وأشار المراقبون إلى أن الإعلان عن وصول المعدات العسكرية للصهاينة لا يعني عدم وصوله للسيسي، مستدلين بما علقت به "بولتيكو" من أن "النظام المصري يساوم "إسرائيل" وأمريكا على ثمن اقتحام رفح".

ولفت المراقبون ضمن هذا السياق التنسيقي إلى لقاء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية برئيس "الشاباك" لتهيئة غزة لما بعد الحرب، حيث أن سياق القوة الأمنية المشبوهة التي ضبطتها حماس في رفح والشمال مع قوافل الهلال الأحمر المصري هو نفسه ما تحدث عنه يوآف جالانت وزير الدفاع الصهيوني من مقترح على واشنطن ب"إنشاء قوات متعددة الجنسيات في غزة" تضم 3 دول عربية تستعد لتنفيذ المهمة بحماية الميناء (بديل أمريكي لمعبر رفح) وإدخال المساعدات!

 

تعطيل استراتيجي

وحذر الأكاديمي د.رضوان جاب الله على فيسبوك من "التعطيل_الاستراتيجي_لمعبر_رفح" موضحا أن تعطيله هو "ضمن خطة أكبر من التعطيل المتدرج وصولا للتعطيل الاستراتيجي. ".

وقال إن "من أهم أهداف الدولة العبرية كما جاء في وثائق هيئة الأركان التي نشرها الباحث الهندي كاراينجا ١٩٥٧ هو التعطيل الكامل لقدرات مصر الذي يحقق ثلاثة أهداف:
 - أكبر ضمان لبقاء الدولة العبرية وجوديا
 - أنجع وسيلة لمنع يقظة عارمة للشعب الفلسطيني اعتمادا على مساندة استراتيجية هائلة
-سبب أساسي لتطوير الدولة العبرية نحو أن تكون هي الدولة العظمى التي تحكم المنطقة أو تقودها أو تكون ذات الأثر الأول. 

 

وأضاف أن التعطيل بعدة طرق من بينها:
١-إغلاق منفذ مصر على فلسطين تماما وهو فصلها عن آسيا حيث يقع التبعية فصل المشرق العربي عن مغربه. ومعبر رفح هو شريان الحياة لمصر نحو آسيا ولفلسطين نحو أفريقيا واستبداله بمنافذ تخضع للكيان خضوعا تماما وليس لمصر فيها أي دور.

٢-احتواء الوجود المصري في البحر الأحمر وتعويقه وحرمانه من التفوق الجيوسياسي الذي يتمتع به منذ آلاف السنين حيث الاستيلاء على منطقة أم الرشراش (إيلات) واستكمال التغول عليها في المياه الاقتصادية في البحر المتوسط واحتلال الجزر أو تحييدها عن مصر.

٣-تعطيل قناة السويس سياسيا أو اقتصاديا بإنشاء قناة بديلة (قناة بنجوريون).

٤-حرمان مصر من منفذ بري يربطها بالشرق الكبير يمنع أي تواجد بشري كثيف في سيناء تلقائيا واستمرار إضعاف قيمة سيناء العالمية هو إضعاف لمصر وقد بدأ ذلك باحتلال منطقة ما يعرف غلاف غزة لقطعها عن المدن الفلسطينية التاريخية على المتوسط وقد تم ذلك في عام ١٩٥٩.
وقطعها بريا عن القدس وكذلك شرق الأردن تماما باحتلال مرتفعات منطقة الخليل في حرب ١٩٦٧ وإنشاء سلسلة مستوطنات بالإضافة إلى عدة عقدات عسكرية شديدة التحصين.

٥-سيناء هي أكبر مفتاح استراتيجي لأن تكون مصر هي الدولة الأهم إقليميا وتعطيلها هدف أساسي وهي تشبه الموقع الجيوسياسي لمدينة اسطنبول وفي حالة إقامة دولة فلسطينية وقيام الفلسطينيين بدورهم التاريخي في وصل مصر بالعراق والشام فمن المتوقع إقامة عشرة ملايين مصري خلال ثلاثين عاما واستقبال ما يقارب من ٣ مليون عربي للتجارة. والسياحة والعمل والاستثمار.