تعلم العمل الجماعي يرغب في معرفته الكثير من الناس، فالعمل الجماعي صفة من أهم الصفات التي يجب أن يشاركها كل من يقدمون على فعل شيء سويًا، كما أنه يثمر عن العديد من الفوائد منها إنجاز العمل على أكمل وجه، وتوفير الكثير من الوقت لأداء مهام أخرى، كما أن العمل الجماعي له عدة مهارات يجب معرفتها والعمل بها لممارسته بالشكل المثالي.
تعلم العمل الجماعي
يعد تعلم العمل الجماعي من أكثر الأشياء المفيدة التي يمكن تعلمها في عصرنا هذا، ولتعلم العمل الجماعي يجب تعلم عدة خصائص متعلقة به، فبتطبيق تلك الخواص يتم العمل الجماعي، وتتمثل تلك الخواص فيما يلي:
التواصل الفعال
- يعني التواصل مقدرة الإنسان على توصيل وجهة نظره للآخرين، وكذلك فهم وإدراك ما يرغبون توصيله إليه.
- لذلك التواصل أوجه مختلفة سواء كان شخصي وجهًا لوجه، أو إلكترونيًا، أو عن طريق رسائل الهاتف، ما يهم بالأمر هو تبادل المعرفة والمعلومات المختلفة.
- التواصل الفعال يعتبر من الخصائص الهامة جدًا والمفيدة، فالعمل الجماعي يحتاج مشاركة المعلومات الهامة والأفكار المختلفة بين أعضاء الفريق للوصول إلى نتائج مرغوبة بشكل أسرع.
تسوية الخلافات
- تُعتبر الخلافات أمور واردة جدًا بأي عمل جماعي بين أعضاء الفريق.
- أهم ما في الأمر هو كيفية التعامل مع تلك النزاعات عندما تنشأ.
- فلا يجب السماح لأي نزاعات بأن تتصاعد وتكبر لأجل مصلحة الفريق.
التعاون مع باقي الأفراد
- العمل الجماعي ينشأ بين عدة أشخاص ذوي مهارات متنوعة، ومواهب متعددة يعملون معًا للوصول لهدف مشترك بينهم.
- لذا فإن التعاون بينهم أمر هام جدًا، ليطوروا من مواهبهم وعمل بعضهم.
- كما يساعد التعاون على مشاركة كل الأفكار المختلفة الخاصة لكل فرد مع الآخرين.
اتخاذ القرارات
- اتخاذ القرار من الأمور التي تبدو غاية في السهولة، لكن العمل في فريق يجعل ذلك الأمر صعبًا.
- فعملية الاتفاق على اتجاه العمل صعبة على كل الأفراد.
- حيث تتواجد آراء متنوعة بين أفراد الفريق، وبشكل خاص حين اتخاذ قرار لا يريده بعض الأفراد.
- ما يمتاز العضو الفعال به هو قدرته على الرؤية للأمور بشكل واضح، وعدم الاتصاف بالغرور أو الأنانية لتحقيق الهدف المشترك وإرضاء الجميع بالنتائج التي تخرج.
تحمل المسؤولية
- تحمل المسؤولية من الأمور الهامة جدًا في العمل الجماعي.
- حيث أن تحمل المسؤولية يجعل الأعضاء يبذلون كل ما لديهم من طاقة ومجهود لإتمام كل المهام المطلوبة.
- بالإضافة لذلك فإن تحمل المسؤولية يجعل الأفراد يؤدون مهامهم بمستوى عالي جدًا ويحققون هدفهم المشترك.
حل المشكلات
- حل المشكلات يساعد جميع أفراد الفريق على التفكير بكل هدوء لإدارة أي أزمة يواجهونها في عملهم.
- يساعدهم كذلك في إدارة الوقت بشكل جيد لإنجاز المهام على أكمل وجه.
- حل المشكلات يسهم في ترسيخ فكرة التعاون بين الأفراد لمواجهة أي شيء يمرون به سويًا.
الشفافية بالعمل
- الصدق والشفافية بالعمل من أهم الصفات، فيجب على الإنسان أن يكون صادقًا سواء في عدم مقدرته على القيام بشيء ليكسب الفريق الوقت للتعاون وأداء هذا الشيء.
- أو يكون صادق في التبليغ بالتحديات العسيرة التي مر بها، ليكسب الفريق خبرة ومعرفة كيفية حلها.
- الشفافية بالعمل يجعل الفريق يطور الثقة بين أفراده، فيساعدهم هذا على العمل بكفاءة ويساعد في زيادة إنتاجيته.
التخطيط الجيد والتنظيم
- ينبغي على كل فرد بالفريق معرفة كيفية وضع خطة أساسية يفهما كل الأعضاء.
- فيساعد ذلك حل أي مشكلات بشكل فعال وبكفاءة عالية.
- فبمجرد الاتفاق على تلك الخطة، سيستطيع جميع الأفراد تنظيم وقتهم ومهامهم، وتنسيق مجهوداتهم الخاصة، وتعيين مواعيدهم النهائية.
كيفية تطوير مهارات العمل الجماعي
تعلم العمل الجماعي هو ما يرغب به الكثير من الناس، فالعمل الجماعي له فوائد كثيرة أهمها أنه يساعد على إنجاز المهام بصورة سريعة مما يوفر الوقت لأداء غيرها من المهام، وفيما يلي بعض الخطوات لتطوير العمل الجماعي:
الابتعاد عن التذمر
- مهما كان هناك مشكلات أو صعوبات عديدة تواجه الفريق، فيجب الابتعاد عن التذمر والنظر للجانب الجيد للأمور.
- فالطاقة السلبية تؤثر بكافة الفريق، فعندما يتذمر أحد ويلحقه إحدى الأعضاء يسبب ذلك تشاؤم ويحبط كل الفريق.
- فعند تأجيل التذمر والتصرف بإيجابية، ستنتهي جميع المهام والإنجاز الذي يتم يجعل الشخص ينسى كل تذمره.
الابتعاد عن الأنانية
- الأنانية لا تفيد في شيء، فليس هناك تنافس بين أعضاء الفريق لأنهم يعملون لصالح نفس الشيء.
- لأن إنجاز مهمة من قبل أي فرد تعم على كل الفريق، وكذلك الإخفاق يؤثر على الجميع.
تطوير التواصل
- التواصل الناجح هو القاعدة الأساسية لنجاح أي فريق أو مؤسسة.
- كذلك عدم التواصل يسبب فشل الفريق وانهياره.
- التواصل مع أفراد الفريق يطور المهارات ويجعل الشخص ذو دور فعال بالفريق.
- لذا فإن الاختلاف والاتفاق بوجهات النظر ليس مهم بقدر تقبل الفرد أفكار الآخرين، وإيصال أفكاره الخاصة لهم.
وضع قواعد تنظيم للفريق
- تتعلق تلك النصيحة بقائد الفريق، لكنها لا تقتصر عليه.
- حيث يمكن أن يقوم بها أحد الأعضاء الآخرين إذا اقتضى الأمر ذلك.
- فيتم وضع قواعد لتنظيم الاجتماعات واللقاءات الخاصة بالفريق.
- ليتم الوصول لأقصى حد من الاتفاق والتناسق بين الأعضاء والأفكار الخاصة بهم، والحصول على نتائج مثالية.
- من أمثلة هذه القواعد: منع استعمال أي جهاز إلكتروني خلال الاجتماعات الخاصة بالفريق، ومنع التواصل بشأن العمل عقب انتهاء الوقت الرسمي للدوام.
إظهار الحماس للفريق
- إذا أتت لدى أحد أفراد الفريق فكرة للتطوير يجب عليه ألا يدفنها بقرارة نفسه، بل يجب إخراجها للفريق ومناقشتهم فيها.
- لأن ذلك الحماس ينتقل للآخرين، ويشعل شغفهم ويدفعهم للتفكير في التطوير كذلك.
- فالحماس الذي يشمل جميع أفراد الفريق، ينير بصيرتهم ويجعلهم يفكرون في التقدم والازدهار أكثر وأكثر.
الابتعاد عن الغيبة
- من أكثر الأمور التي تعمل على تفكك الفريق، وإشعال الفتنة بينهم.
- لذا لا ينبغي التحدث بشأن أي فرد من الفريق من خلف ظهره.
- فإذا كان هناك تعليق على شخص معين أو أدائه، فيجب مواجهته شخصيًا، وإخباره بذلك دون تجريحه.
- فسيتقبل ذلك ويحاول التغيير منه، بينما إذا عرف أن شخص تكلم عنه من خلف ظهره سيغضب، وينهار الفريق بأكمله.
الاحتفال بنجاح الفريق
- القيام بشيء كهذا ينمي صفات القيادة الجيدة ويطورها.
- كما أنه يسعد أعضاء الفريق، ويعطيهم دفعة لتحقيق كل ما هو أفضل.
- بالإضافة لهذا، فإن الأمور يعود بالنفع على الشخص المبادر، حيث يعزز ثقته بنفسه ويدفعه على الأداء الأفضل.
- هناك أشكال عديدة للاحتفال بنجاح الفريق وتقدمه مثل: تنظيم نزهة لهم، أو مكافأتهم بشوكولاتة، أو حتى مدحهم لفظيًا، فذلك سيحدث فرق لديهم بلا شك.
فوائد امتلاك مهارات للعمل الجماعي
تعلم العمل الجماعي له فوائد متنوعة وجميعها ذات قيمة، فمهاراته تسهم في تحقيق الكثير من التقدم وتساعد على الوصول للأهداف المرغوبة، وتتلخص هذه الفوائد فيما يأتي:
- ترسيخ فكرة الوحدة الواحدة لفريق العمل، وتعزيز الولاء لذلك الكيان المشترك.
- توفير آراء متعددة ووجهات متنوعة للنظر، وأفكار إيجابية تثمر جميعها عن نجاح عظيم وتقدم للفريق.
- ضمان إتمام المهام المختلفة في وقت أسرع من وقتها المُحدد، والعمل على زيادة الإنتاجية.
- توفير الفرص للتعلم المتبادل، واكتساب مهارات جديدة وخبرات مختلفة.
- تعلم التحدي لإنجاز مهمة معينة، والرغبة في التقدم المستمر.
- نبذ الأنانية والعمل باسم فريق دون النظر لمصلحة فردية أو خلافه.
مراحل بناء فريق عمل جماعي متميز
هناك عدة مراحل ينبغي أن يمر بها الأفراد حتى يكونوا فريق عمل جماعي متميز في التكوين والأداء، وتتلخص تلك المراحل كالتالي:
المجموعة العاملة
- أول مرحلة يمر بها الفريق دومًا، لذا يكون هناك بعض التشتت.
- عبارة عن عدة أشخاص يقومون بأعمال فردية للوصول لهدف معين مشترك فيما بينهم.
- لا تقتضي تلك المرحلة تواجد تنسيق أو تكامل فيما بينهم.
الفريق الزائف
- تأتي بعد قرار الأشخاص بأن يتحولوا لفريق واحد، ومن ثم يتراجع الأداء العام الخاص بهم.
- يعتبر هذا التراجع شيء طبيعي جدًا، بسبب عدم اعتياد الأفراد على فكرة العمل الجماعي، وكذلك تواجد عدة اختلافات شخصية فيما بينهم.
- هنا يجب أن تظهر المهارة القيادية الصحيحة الخاصة بقائد هذا الفريق، ليتم تخطي تلك المرحلة بسلام والانتقال للمرحلة التي تليها.
الفريق المحتمل
- بعد فترة من ممارسة العمل الجماعي، يصل الفريق لتلك المرحلة.
- يبدأ الأفراد في أن يتفقوا على أساليب التواصل والعمل وأهدافهم الأولية.
- يبدأ التفاهم والانسجام في الظهور تدريجيًا بين الأفراد، فيؤدي ذلك لتعزيز الثقة وانبثاق الأمل في روح الفريق.
- فيثمر ذلك التغيير عن الوصول لأداء جيد، وتحقيق نجاحات عظيمة.
الفريق الحقيقي
- تتطور ثقافة الأفراد بهذه المرحلة، ويبدأن بممارسة أعمالهم كفريق موحد.
- حيث يستطيعون الآن تشجيع بعضهم البعض، وتخيل مستقبلهم المشترك معًا بما فيه من إنجازات.
- ليس ذلك فقط، بل يستطيعون تسوية الخلافات فيما بينهم وأداء المهام المختلفة بصورة تدعم نظام الفريق وتعززه.
- مما يمكنهم ذلك من التقاط أي فرصة جديدة، وتحقيق المزيد من النجاحات.
الفريق المتميز
- عندما يتطور الفريق بصورة مستمرة ويبذل الجهد لاكتساب الخبرات وتعلم المزيد، فيساعدهم ذلك على تحقيق التطور المستمر.
- بالإضافة لذلك فكل عضو سيطور من المهارات الفردية الخاصة به لتعود بالنفع على كافة الفريق.
- كل تلك العوامل ستثمر عن تحقيق نجاحات لم تحدث من قبل، وستقوي الفريق وتعزز مكانته وتجعله فريق ذو كفاءة عالية.
أهداف العمل الجماعي
تعلم العمل الجماعي من الأشياء الهامة بعصرنا هذا، فهو يجعل الإنسان يطور من نفسه بصورة مستمرة ويبحث دومًا عن النجاح والتقدم، وفيما يلي الأهداف الخاصة بالعمل الجماعي:
- التطوير من المهارات الفردية للشخص.
- ترسيخ روح التعاون بين الأشخاص، وتأكيد مدى أهميتها لتحقيق النجاح والازدهار.
- تحمل المسؤوليات المختلفة، فيسهم ذلك في بناء شخصية الفرد بشكل إيجابي، كما يسهم في المقدرة على اتخاذ قرارات مصيرية دون التعجل في الأمر.
- التنافس الإيجابي بين الأفراد، فيجعل ذلك كل شخص يخرج أفضل ما يملكه من مواهب.
- البحث المستمر عن المعلومات الجديدة، والقدرة على التناقش فيها مع الآخرين.
- ترسيخ مبدأ احترام الغير، وتقبل آراء وأفكار الآخرين سواء تتفق أو تختلف مع الرأي الشخصي.
- تنمية القدرة على مواجهة الغير والرد بأسلوب راقي ومهذب.
- تنمية ميزة الاعتماد على النفس في أي عمل قد يدخل به الإنسان، وتقوية الثقة بالنفس ، حيث يتعلم المرء أن يثق بقدراته وما يستطيع أن ينجزه.
- تنمية المقدرة على البحث عن حلول مبتكرة للمشكلات التي تواجه الفريق، وتعلم فن إدارة الأزمات لمواجهة أي مشكلة تحدث بالحياة العامة.