تجمّع مئات الآلاف من المحتجين في وسط لندن، اليوم السبت، في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين يتوقع أن تكون الأضخم في تاريخ بريطانيا، بينما أطلقت الشرطة عملية أمنية كبيرة تخللها توقيف 82 يمينياً خرجوا ضمن حشد مضاد، واشتبك بعضهم مع عناصر الشرطة في وقت سابق اليوم. يأتي ذلك في وقت تحيي فيه بريطانيا ذكرى قدامى المحاربين.
ومن المتوقع أن ينضم مئات الآلاف من المتظاهرين إلى المسيرة، رفضاً للعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، لليوم الـ36، وسط توسيع الاحتلال قصفه على المستشفيات، وسقوط أكثر من 11 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وتأتي التظاهرة فيما تحتفل بريطانيا بيوم الهدنة، وهو اليوم الذي انتهت فيه الحرب العالمية الأولى، تكريماً لذكرى قدامى المحاربين.
وبعدما قصف أكثر من مستشفى وسيارة إسعاف، وتنكّر لقصف المستشفى المعمداني ورمى بالتهمة على المقاومة، صبّ الاحتلال الإسرائيلي نيرانه بشكل مركّز ومتعمّد في محيط عدّة مستشفيات وسط وشماليّ قطاع غزة، أبرزها مستشفى الشفاء، فيما تتقدّم قوّاته برًّا في ما تبدو محاولة للسيطرة على المستشفى، وسط اشتباكات وصفت بأنها الأعنف منذ بدء الهجوم البري في 27 أكتوبر الماضي.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن دبابات الاحتلال باتت على بعد 20 متراً من مستشفى القدس التابع للجمعية بمدينة غزة، مشيرة إلى أن القوات المتوغلة تطلق النار مباشرة على المستشفى وسط حالة هلع وخوف شديد بين النازحين.
قالت وسائل إعلام فلسطينية إن اشتباكات عنيفة ومستمرة تدور بين المقاومة وجيش الاحتلال في محيط مستشفى الشفاء وفي محيط مفترق الاتصالات وشارع الشهداء وقرب برج الوحدة في شارع النصر.
في غضون ذلك، استهدف جيش الاحتلال مجموعة من النازحين حاولت الخروج من مستشفى الشفاء بعد القصف الذي تعرض له صباح اليوم.
يأتي ذلك بينما دان البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية في الرياض "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاستعماري".
ورفض البيان توصيف "هذه الحرب الانتقامية دفاعا عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة"، داعياً "جميع الدول لوقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل".
وشدد البيان على ضرورة كسر الحصار على قطاع غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية إلى القطاع.