وصلت الأحد، أولى طلائع القوات التركية إلى الدوحة، حيث  ذكرت وزارة الدفاع القطرية أن تلك القوات أجرت أولى تدريباتها العسكرية في كتيبة طارق بن زياد بالعاصمة، واستخدمت خلالها الدبابات.

بوصول طلائع القوات التركية إلى قاعدة الريان القطرية وتأكيد الرئيس رجب طيب أردوغان وقوفه إلى جانب قطر في أزمتها، تلوح في الأفق بوادر انفراجة للأزمة التي تشهدها منطقة الخليج.
 
وفي تعليقه حول تداعيات الأزمة ووصول القوات التركية إلى قاعدة الريان، قال العميد  صفوت الزيات الخبير العسكري في تصريحات صحفية إن وصول طلائع القوات التركية إلى قطر سيحجم هذا التصعيد المتسارع في الأزمة من جانب بعض دول الخليج ، مؤكدا أن هذا الصراع كان يمكن أن يصل في مرحلة ما إلى التدخل العسكري واختراق الحدود؛ لإسقاط النظام القطري الحاكم.
 
وذكر أن الدول التي صنعت الأزمة وفرضت حصارا على قطر لم يكن لديهم درجة الرشد الكافي، مشيراً إلى أن المملكة السعودية اعتادت على التعامل بحكمة وحنكة سياسية مع مشكلات دول الخليج خاصة في حقبتي الملك فيصل  وفهد.
 
وتابع أن القاعدة التركية في قطر ليست قوة عسكرية كبيرة في حد ذاتها، وإنما تمثل "سلك إعصار "، ويعنى أن "أردوغان " يخاطب الخليج ويحذرهم  بأن موارد تركيا وقواتها المسلحة وثقلها السياسي بجانب قطر .

واستطرد أن ميزان القوة العسكرية كان في صالح دول الحصار قبل إعلان تركيا وقوفها إلى جانب قطر وهو ما أحدث توازن، موضحاً أنه كان هناك رؤية استراتيجية كبيرة لدى قطر بتوقيع اتفاقية القاعدة التركية في 2015 ، و أن هذه الاتفاقية أتت ثمارها في ظل هذه الأزمة.

و اختتم أن هذه الأزمة الخليجية وحصار قطر يمثلان نقطة تحول خطيرة في مستقبل دول الخليج العربي ومجلس التعاون، مؤكداً أنه من المستحيل أن تتوحد هذه الدول ثانيةً مثلما كانت من قبل. 

وفي الخامس من يونيو الجاري، قادت الإمارات والسعودية حملة مسعورة ضد قطر على خلفية مواقف الأخيرة الداعمة للثورات العربية وحركة حماس والإخوان المسلمين، وصلت ذروتها بقطع العلاقات السياسة والدبلوماسية مع قطر، وحصارها عبر إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية أمام الإمارة الخليجية، ومضت في ركابهما عدة دول تابعة لهما من بينها نظام الانقلاب في مصر.

فيما لم تقم قطر بالتصعيد ضد تلك الدول، واستطاعت احتواء وامتصاص الحصار المفروض عليها وأعلنت مؤخرا نجاح خطتها في كسره.

يذكر أن تركيا أعلنت وقوفها مع قطر ضد الحصار الظالم وإمدادها بكل ما يلزمها من احتياجات غذائية وحياتية، كما فعلت ذلك عدة دول أخرى من بينها المغرب، فيما رفضت دول غربية وعلى رأسها ألمانيا الحصار، وطالبت بالحوار من أجل حل الأزمة.