كشف شهود عيان عن انتهاكات شديدة مارستها ميلشيات الأمن في قرية البصارطة بدمياط، شملت الاعتداء بالضرب على نساء من بينهم أسر شهداء ومختفين قسريا.
وقالت إحدى شاهدات العيان : "راحو بيت المختفي قسرياً بلال الزيات ضربوا اخواته البنات بالخشب وطردوهم من البيت عشان يهدوه ، وبيلمو في حاجتهم دلوقتي، اللهم كن لهم".
وأضافت أخرى: "احد الضباط بيقول لاخوات الشهيد محمد بدوي البنات والمعتقل جميع اخواتهم الذكور ووالدهم ومعظم ازواجهم بين مطارد ومعتقل" خرجوا مرتبة في الشارع تناموا عليها كلكم لاننا هنهد بيتكم.. مع العلم اعتدوا على والدتهم وقفلوا الباب على اصابع والدتهم من عدة ايام واليوم جروا وراهم هم وزوجة معاذ الشيوخي المطارد برجل كنبة لضربهم".
ومنذ منذ 31 مارس الماضي تحاصر ميليشيات داخلية الانقلاب العسكري قرية البصارطة، واعتقلت 20 مواطنا بينهم قصر خلال الأسبوع الجاري.
وأكدت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، عبر صفحتها على "فيسبوك"، أن القوات اقتحمت عددا من منازل القرية، وكسرت محتوياتها، واعتدت على أصحابها، كما قامت بهدم عدد من المنازل في القرية.
كما قامت ميليشيات الداخلية بسرقة المواشي الخاصة بالمواطن رفعت بلبولة عم الشهيد محمد عادل بلبولة وذلك بعد اعتقاله وآخر معه.
وكانت الميليشيات قد استولت على منزل المواطن رفعت بلبولة مع بداية الحصار لقرية البصارطة ومنعت زوجته من الخروج من المنزل لعدة أيام وحطمت محتويات المنزل ،كما منعت بناتها من الإطمئنان عليها، ثم طردت الأم من المنزل واستولوا على كل الأوراق الموجودة بداخله والتي شملت عقود المنزل وعقود أراضي كانت موجودة على سبيل الأمانة .
وطردت الميليشيات زوجة ابنه من منزل مجاور واعتقلت أخيها أحمد سمير الديب ذو ال 15 عاما لمدة أسبوعين ثم استولوا على كل شئ داخل المنزل .
لماذا البصارطة؟
بدأت أحداث الحصار الحالي بعد مقتل أحد أفراد الأمن -قيل أنه خفير- ويدعى مسعود الأمير، نهاية مارس الماضي، على يد ملثمين، وعلى إثر ذلك بدأت حملة أمنية على القرية، لم تكتف بملاحقة المشتبه بهم، بل استهدفت المعارضين للانقلاب في القرية، المعروفة بمعارضتها الشديدة للانقلاب.
ادعت الداخلية أن عددا من المعارضين في القرية بالمسؤولية عن مقتله، في حين أكد الأهالي عن دور تجار المخدرات في الجريمة بعد اختلافهم مع القتيل.
أيضا، نشر عدد من الأهالي بيانا عقب حادثة قتل فرد الأمن؛ للتبرؤ من الحادثة، وتوجيه تنويه للقوات الأمنية بعدم التذرع بالحادثة، ومن ثم الانتقام من الأهالي.
ليست المرة الأولى
وكانت قوات الأمن اقتحمت البصارطة منذ عامين في مايو 2015، بعد قطع الأهالي للطريق العام؛ احتجاجا على اعتقال خمس فتيات من القرية، اللاتي تم اعتقالهن من تظاهرة ضد النظام بدمياط، تبعه اشتباك بين الأمن والمتظاهرين، وأسفر عن اعتقال 16 متظاهرا، بينهم 13 فتاة، تم حبسهن على ذمة التحقيق، من بينهن 5 فتيات من قرية البصارطة.
وعقب قطع الأهالي للطريق العام، شنت قوات الأمن حملة مداهمات للقرية، وتكسير لمحتويات المنازل، وإحراق عدد من المحلات، وقتل 5 من شباب القرية، وحصار القرية، ومنع الموظفين من الخروج من منازلهم، وإلغاء الامتحانات في مدارس القرية.
العساكر يتفاخرون بالاعتداء
اللافت في اعتداءات هذا الأسبوع، التي سجلتها التنسيقية والأهالي وشهود عيان، ما ذكره الناشط صديق جمال من مصادفته لعدد من الجنود خلال عودتهم من البصارطة، حيث التقط جمال طرفا من حديثهم، الذي وصفه بـ"المتفاخر بما فعلوه في البصارطة وهدم المنازل"، على حد قوله.

