علن الرّئيس التركي "رجب طيب أردوغان" عدم مشاركته في مراسم تشييع جنازة الرّئيس التركي السّابع "كنعان إيفرين" الذي توفي يوم السبت الماضي والذي كان قد اعتلى منصب رئاسة الجمهورية عقب إجرائه انقلاباً عسكرياً على الحكومة التركية عام 1980.
وأضاف أردوغان في هذا الصّدد أنّ لعائلة إيفرين الحق في تشييع جنازته من خلال مراسم رسمية ودفنه في المقبرة المخصّصة لكبار العاملين في الدّولة، وذلك على اعتبار أنّه عمل كرئيس للجمهورية بحسب موقع ترك برس.
كما أعلنت مصادر من رئاسة الوزراء التركية إنه لن تكون هناك أي مشاركة من الحكومة في مراسم تشييع إيفرين الذي سيجري في مقرّ قيادة هيئة الأركان التركية للجيش والقوات المسلحة
وكذلك أعلنت أحزاب معارضة عدم حضورها الجنازة بسبب قيامه بانقلاب عسكري.
ووري أيفرين" الثرى بمقبرة رؤساء الجمهورية في أنقرة، عقب مراسم تشييع عسكرية أقيمت لجنازته في مقر رئاسة الأركان. وحضر المراسم قائد القوات البرية في الجيش التركي الجنرال "خلوصي أقار"، وقائد القوات البحرية الأميرال "بولند بستان أوغلو"، وقائد القوات الجوية الجنرال "أقين أوزتورك"، وقائد قوات الدرك الجنرال "عبد الله أطاي"، وعدد من العسكريين المتقاعدين، وعائلة "أفرن".
وعقب انتهاء المراسم العسكرية؛ نُقل نعشه مغطى بالعلم التركي إلى مسجد "أحمد حمدي آق سَكي" في أنقرة، حيث صُلي عليه هناك ليوارى الثرى بعد ذلك في مقبرة رؤساء الجمهورية التركية، في ظل غياب لممثلي الحكومة والمعارضة عن المراسم.
وقاد أيفرين انقلاب عام 1980 في تركيا، وتقلد بعد ذلك رئاسة مجلس الأمن القومي، ورئاسة الدولة، وحل البرلمان والحكومة، وأصبح أيفرَين الرئيس السابع للجمهورية التركية رسميا، في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر 1982، من خلال الدستور الذي تم إقراره في استفتاء شعبي، بتاريخ 7 نوفمبر من العام نفسه، واستمرت ولايته الرئاسية حتى التاسع من الشهر ذاته عام 1989.
وعقب الانقلاب فرض العسكر دستورًا جديدًا عام 1982، يفتقد إلى القيم الديمقراطية العالمية، ويكرس هيمنة الجيش على السلطة، ويوسع من صلاحياته، وما زال مطبقًا إلى يومنا هذا، رغم إدخال تعديلات ديمقراطية كثيرة عليه.
ونتيجة إقرار استفتاء شعبي في 12 أيلول/ سبتمبر 2010، فقد جرى إلغاء مادة مؤقتة في الدستور التركي، كانت تحول دون محاكمة المسؤولين عن الانقلاب، أعقب ذلك تقديم لائحة اتهام في 2011، بحق أيفرين، وقائد القوات الجوية الأسبق الفريق أول المتقاعد "علي تحسين شاهين كايا"، الوحيد الذي ما زال على قيد الحياة من أعضاء مجلس الأمن القومي آنذاك.
وقضت محكمة الجنايات العاشرة في أنقرة بالسجن المؤبد على أيفرين، وكايا، في 18 حزيران/ يونيو من العام الماضي، على خلفية قيادتهما الانقلاب العسكري، الذي شهدته تركيا بتاريخ 12 أيلول/سبتمبر عام 1980، كما صدر قرار بخلع رتبتيهما العسكرية.
ولم يصدر القرار النهائي بعد بشأن الطعن الذي تقدم به محامو "أيفرين"، و"كايا" على الحكم الصادر بحقيهما.".