الدكتور إبراهيم الزعفراني يكتب :
إلى أخى الحبيب أ.د. محمد بديع مرشد الإخوان الصامد الرابض فى شيخوخته بالعناية المركزة
إن كان جسدك معتلا فهمتك وعزيمتك لم ولن تعتل بإذن الله
ثباتك سند لأحبابك وغصة فى حلوق ظالميك واعداءك أنت تعيد سيرة سلفك الأول فى الجماعة الإمام البنا حين نزل من السيارة ودمائه تنزف ليلاحق قاتله محاولا الإمساك به فى شجاعة وجسارة نادره ،وبعد ذهابه إلى المستشفى تركه ينزف حتى لقى ربه ثابتا مرفوع الهامه.
عرفتك فى الدعوة مسارعا فى العمل نشطا مرحا خلوقا
وعرفتك فى سجنك خدوما لاخوانك لا تهدأ تكاد لا تنام إلا سويعات قليلة وأكثرها فى غير وضع الإسترخاء لاتجد وقتا
لوردك القرآنى إلا بعد أن ينام الجميع فى ركن من الزنزانه على ضوء خافت جدا لايكاد يرى ، واسع الصدر تسرى عن الآخرين همومهم حتى ضابط امن الدولة بالسجن الرائد محمد عشماوى كان يبكى ورأسه على كتفك.
كنت مفسرا للرؤى مطيبا للخواطر ليس لإخوانك فقط بل و لافراد الجماعة الإسلامية المسمون بالتائبين كانوا يجدون عندك الملاذ والراحة كنت خدوما لمن يكبرك سنا الحاج محمود شكرى فكنت تصر على أن تتولى بنفسك اعداد طعامه وتقديم الفاكهة والعصائر رافضا أن يقوم به غيرك ، عرفتك بساما تطلق عبير النكات فى عنبر السجن والتى كنت تطلب من اولادك فى الزيارة إحضارها من النت لتدخل البهجة على رفقائك ، كنت رائعة فى تناولك لمعانى سور القرآن
صورتك أمامى حين جاءك خبر الخروج من السجن أنت ود.سعد زغلول وأ.احمد الحلوانى بعد أن قضيتم أربعة سنوات تقريبا من الخمس سنوات المحكومة عليكم بمحكمة عسكرية فى قضية ما يسمى (قضية المهنيين الإخوان) رأيتك وأنت تخرج حذاءك من تحت الركام والذى لم تلبسه منذ أربع سنوات وأنت تتظف التراب الذى علاه وتبتسم وتقول: فرجت ياولاد ، أعلم أنك اخترت مرشدا على غير رغبه منك لها و مع احساسا بعظم مسئوليتها ورغم أن المقام ليس مقام تقييم لهذا الدور الآن إلا أنى أشهد أن ثباتك فى هذه المحنة الكبيرة والشرسة يليق ويتناسب مع رجل مثلك فى مثل موقعك.
(سوف اسجل بإذن الله آخر لقاءين بيننا فى بوست قادم )