توفي الحاج طلعت الشناوي مسئول المكتب الإداري للإخوان المسلمين بالدقهلية عن عمر يناهز 80 عاماً، صباح اليوم الإثنين، بعد صراع طويل مع المرض وذلك بإحدى المستشفيات بالقاهرة.
يذكر أن الشناوي أحد كنوز الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين وهو مسئول المكتب الإداري لإخوان الدقهلية له روح خفيفة الظل إلي أبعد الحدود ووجه حفرت فيه السنون الطويلة ملامح الإصرار علي الثبات والمضي في نفس الطريق مهما كانت التضحيات قضي في المعتقلات 18 عاما وختم القرآن كاملا في ليلة واحدة متزوج وله من الذكور اثنان ومن البنات أربع.
من مواليد 16 / 9 / 1935م بقرية (سنفا- ميت غمر- دقهلية)، كان والدة ناظرًا، ولة من الإخوة 14 أخًا وأختًا.
التحق بمدرسة القرية الابتدائية ثم مدرسة السنبلاوين الثانوية وأعتقل في أثناء الدراسة الثانوية وكان عمره لا يتجاوز العشرين عامًا، وبعد خروجه أجري أختبار الثانوية بنظام ثلاث سنوات مرة أخرى؛ (حيث اعتبر حاصلاً على الإعدادية فقط) (ونجح كما يقول بمعجزة إلهية فقد خرج قبل الامتحانات بثلاثة أشهر فقط)
وفي أثناء تقديم أوراقة إلى كلية (المعلمين) اعتقل من جديد ولخمس سنوات متواصلة وقدم شقيقه الأرواق إلا إنهم رفضوا قبولها لضرورة إجراء مقابلة شخصية معه وكان وقتها رهن الاعتقال فلم يستطع دخول الكلية.
بعد خروجه عام 1970 قدَّم أوراقه من جديد لكن إلي كلية دار العلوم وقُبل بها وتخرَّج منها في عام 1974 بعدها عمل مدرسًا للغة العربية للمرحلة الإعدادية، ثم سافر بنظام الإعارة إلى اليمن، وبعد العودة عمل مدرسًا ثانويًّا حتى عام 1994 ثم التحق بمدارس (الهدى والنور الخاصة) بمدينة المنصورة حتى وصل به مركزه الوظيفي إلى مشرف عام المدارس.
تعرف علي جماعة الإخوان المسلمين في قريته منذ أوائل الأربعينيات، حيث كان بها شعبة معروفة في القرية وكانت معلَنة ورُفع على مقرها شعارهم، وقد التحم الإخوان بالقرويين البسطاء وعايشوا مشكلاتهم وأفراحهم، وكان حضورهم طاغيًا، بالإضافة إلى أنشطتهم الرياضية والثقافية، إلى جانب أنشطة الجوالة المتعددة، والتي كان لهم بها حضورٌ طاغٍ.
ويقول شيخنا (أن أكثر ما كان يميز الإخوان في هذه الفترة هو دعوتهم إلى الجهاد والدفاع عن مقدسات المسلمين، خاصةً وقد واكب هذه الدعوة حرب فلسطين ، وكان عمري وقتها لا يتجاوز ثلاثة عشر سنة، كما كنت أواظب على حضور حديث الثلاثاء، والذي كان يحاضر فيه الإمام البنا في المركز العام بالقاهرة).
أما في القرى والبلدان الأخرى فكان يحاضر فيه كبار الإخوان، إضافةً إلى قلة الضغوط على شباب المسلمين في هذه الفترة، والذين كانت تظهر فيهم بوادر الرجولة مبكرًا، وليس كما هو الحال في شبابنا الآن، والذين ألهتهم مباريات كرة القدم و"الموضة" والأفلام وغيرها، فكنا نشعر بمسئولية كبيرة تجاه أمتنا. كل هذا دفع بي إلى الانضمام إلى الإخوان ، وكما يقول الشهيد (سيد قطب) رحمه الله: (الإنسان ما هو إلا مجموعة اهتمامات؛ فإن كانت اهتماماته عظيمة فهو عظيم، وإن كانت فارغة فهو فارغ.)
أعتقل لأول مرة وهو لم يتعدَّ عشرين عامًا؛ وذلك عام 1955م على إثر اعتقالات واسعة قام بها جمال عبد الناصر للإخوان في محاولة لاستئصال شوكتهم؛ فبعد حملة اعتقاله للإخوان عام 1954م ظنَّ عبد الناصر وأعوانه أنهم بذلك قد نجحوا في القضاء على الإخوان المسلمين، إلا أنهم فوجئوا بالإخوان وقد ظهروا من جديد وقاموا بجمع التبرعات لبيوت الإخوان من المعتقلين وإيواء البعض الآخر الذين حُكم عليهم بالسجن، إلا أن يد عبدالناصر لم تستطع العثور عليهم، ووقتها جن جنون عبدالناصر، فقام بحملة أخرى لاعتقال الباقين وأطلق عليهم (تنظيم 55)، وحوكموا محاكمة سرية حتى لا يعلم الناس أنه وبعد اعتقالات 54 لم يَبْقَ من الإخوان أحد وحكم علي طلعت الشناوي بالسَّجْن عشر سنوات.
بعد إنتهاء العشر سنوات خرج لمدةٍ لم تتجاوز ثلاثة أشهر ثم اعتقل بعدها وحكم علية بخمس سنوات.
وللمرةً الثالثة في عام 1995 وخرج و بعد ثلاث سنوات عام 1998 على إثر حملات اعتقالية أخرى لأفراد الإخوان المسلمين.
لم يلتق بالإمام البنا فقد استشهد وهو في الرابعة عشرة من عمره لكنه عاصر الشهيد سيد قطب وعمر التلمساني يقول (أذكر ذات مرة أنني شكوت إلى الشهيد سيد قطب قلة نشاط أحد الإخوة، وكان هذا يثير حفيظتي بشدة ويكاد يؤثر على علاقتي به، فإذ به رحمه الله يعلمني درسًا رائعًا في التكيف مع الآخر قائلاً:
"نحن نفتقد بشدة هذا الطبع ونحتاجه؛ فلن نستطيع أن نكون نسخًا من بعضنا البعض، بل لكلٍّ منا شخصيته وملامحه، والتي لا بد من استثمارها لصالح الدعوة"، وقص عليَّ من سيرة النبي والصحابة ما يؤيد ذلك، ومن لحظتها تعلمت الدرس بأنني لا بد وأن أتعامل مع الآخر بما يلائمه لكي أنجح في التواصل معه، وعندها تندر المشكلات، وإذا وجدت فسرعان ما تحل؛ فنحن البشر كالتروس؛ لا بد لها من زيت لتواصل عملها، وزيتنا هو الأخوة والود.)توفي الحاج طلعت الشناوي مسئول المكتب الإداري للإخوان المسلمين بالدقهلية عن عمر يناهز 80 عاماً، صباح اليوم الإثنين، بعد صراع طويل مع المرض وذلك بإحدى المستشفيات بالقاهرة.
يذكر أن الشناوي أحد كنوز الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين وهو مسئول المكتب الإداري لإخوان الدقهلية له روح خفيفة الظل إلي أبعد الحدود ووجه حفرت فيه السنون الطويلة ملامح الإصرار علي الثبات والمضي في نفس الطريق مهما كانت التضحيات قضي في المعتقلات 18 عاما وختم القرآن كاملا في ليلة واحدة متزوج وله من الذكور اثنان ومن البنات أربع.
من مواليد 16 / 9 / 1935م بقرية (سنفا- ميت غمر- دقهلية)، كان والدة ناظرًا، ولة من الإخوة 14 أخًا وأختًا.
التحق بمدرسة القرية الابتدائية ثم مدرسة السنبلاوين الثانوية وأعتقل في أثناء الدراسة الثانوية وكان عمره لا يتجاوز العشرين عامًا، وبعد خروجه أجري أختبار الثانوية بنظام ثلاث سنوات مرة أخرى؛ (حيث اعتبر حاصلاً على الإعدادية فقط) (ونجح كما يقول بمعجزة إلهية فقد خرج قبل الامتحانات بثلاثة أشهر فقط)
وفي أثناء تقديم أوراقة إلى كلية (المعلمين) اعتقل من جديد ولخمس سنوات متواصلة وقدم شقيقه الأرواق إلا إنهم رفضوا قبولها لضرورة إجراء مقابلة شخصية معه وكان وقتها رهن الاعتقال فلم يستطع دخول الكلية.
بعد خروجه عام 1970 قدَّم أوراقه من جديد لكن إلي كلية دار العلوم وقُبل بها وتخرَّج منها في عام 1974 بعدها عمل مدرسًا للغة العربية للمرحلة الإعدادية، ثم سافر بنظام الإعارة إلى اليمن، وبعد العودة عمل مدرسًا ثانويًّا حتى عام 1994 ثم التحق بمدارس (الهدى والنور الخاصة) بمدينة المنصورة حتى وصل به مركزه الوظيفي إلى مشرف عام المدارس.
تعرف علي جماعة الإخوان المسلمين في قريته منذ أوائل الأربعينيات، حيث كان بها شعبة معروفة في القرية وكانت معلَنة ورُفع على مقرها شعارهم، وقد التحم الإخوان بالقرويين البسطاء وعايشوا مشكلاتهم وأفراحهم، وكان حضورهم طاغيًا، بالإضافة إلى أنشطتهم الرياضية والثقافية، إلى جانب أنشطة الجوالة المتعددة، والتي كان لهم بها حضورٌ طاغٍ.
ويقول شيخنا (أن أكثر ما كان يميز الإخوان في هذه الفترة هو دعوتهم إلى الجهاد والدفاع عن مقدسات المسلمين، خاصةً وقد واكب هذه الدعوة حرب فلسطين ، وكان عمري وقتها لا يتجاوز ثلاثة عشر سنة، كما كنت أواظب على حضور حديث الثلاثاء، والذي كان يحاضر فيه الإمام البنا في المركز العام بالقاهرة).
أما في القرى والبلدان الأخرى فكان يحاضر فيه كبار الإخوان، إضافةً إلى قلة الضغوط على شباب المسلمين في هذه الفترة، والذين كانت تظهر فيهم بوادر الرجولة مبكرًا، وليس كما هو الحال في شبابنا الآن، والذين ألهتهم مباريات كرة القدم و"الموضة" والأفلام وغيرها، فكنا نشعر بمسئولية كبيرة تجاه أمتنا. كل هذا دفع بي إلى الانضمام إلى الإخوان ، وكما يقول الشهيد (سيد قطب) رحمه الله: (الإنسان ما هو إلا مجموعة اهتمامات؛ فإن كانت اهتماماته عظيمة فهو عظيم، وإن كانت فارغة فهو فارغ.)
أعتقل لأول مرة وهو لم يتعدَّ عشرين عامًا؛ وذلك عام 1955م على إثر اعتقالات واسعة قام بها جمال عبد الناصر للإخوان في محاولة لاستئصال شوكتهم؛ فبعد حملة اعتقاله للإخوان عام 1954م ظنَّ عبد الناصر وأعوانه أنهم بذلك قد نجحوا في القضاء على الإخوان المسلمين، إلا أنهم فوجئوا بالإخوان وقد ظهروا من جديد وقاموا بجمع التبرعات لبيوت الإخوان من المعتقلين وإيواء البعض الآخر الذين حُكم عليهم بالسجن، إلا أن يد عبدالناصر لم تستطع العثور عليهم، ووقتها جن جنون عبدالناصر، فقام بحملة أخرى لاعتقال الباقين وأطلق عليهم (تنظيم 55)، وحوكموا محاكمة سرية حتى لا يعلم الناس أنه وبعد اعتقالات 54 لم يَبْقَ من الإخوان أحد وحكم علي طلعت الشناوي بالسَّجْن عشر سنوات.
بعد إنتهاء العشر سنوات خرج لمدةٍ لم تتجاوز ثلاثة أشهر ثم اعتقل بعدها وحكم علية بخمس سنوات.
وللمرةً الثالثة في عام 1995 وخرج و بعد ثلاث سنوات عام 1998 على إثر حملات اعتقالية أخرى لأفراد الإخوان المسلمين.
لم يلتق بالإمام البنا فقد استشهد وهو في الرابعة عشرة من عمره لكنه عاصر الشهيد سيد قطب وعمر التلمساني يقول (أذكر ذات مرة أنني شكوت إلى الشهيد سيد قطب قلة نشاط أحد الإخوة، وكان هذا يثير حفيظتي بشدة ويكاد يؤثر على علاقتي به، فإذ به رحمه الله يعلمني درسًا رائعًا في التكيف مع الآخر قائلاً:
"نحن نفتقد بشدة هذا الطبع ونحتاجه؛ فلن نستطيع أن نكون نسخًا من بعضنا البعض، بل لكلٍّ منا شخصيته وملامحه، والتي لا بد من استثمارها لصالح الدعوة"، وقص عليَّ من سيرة النبي والصحابة ما يؤيد ذلك، ومن لحظتها تعلمت الدرس بأنني لا بد وأن أتعامل مع الآخر بما يلائمه لكي أنجح في التواصل معه، وعندها تندر المشكلات، وإذا وجدت فسرعان ما تحل؛ فنحن البشر كالتروس؛ لا بد لها من زيت لتواصل عملها، وزيتنا هو الأخوة والود.)