تُوفِّي اليوم العالم القانوني المستشار الدكتور فتحي لاشين – استشاري المعاملات المالية الإسلامية، والمستشار السابق بوزارة العدل في مصر ومن الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين – عن عمر يناهز 83 عاماً.
المستشار فتحي السيد لاشين من مواليد قرية “عمروس” مركز الشهداء بمحافظة المنوفية، ولد في 24/ 4/ 1932م.
دراسته وعمله
درس الحقوق وحصل على دبلومتين وهما يساويان الآن درجة الماجستير وكانت الدبلومة الأولى في المدني العام والثانية في الشريعة الإسلامية، ثم حصل على الدكتوراه وكانت بعنوان: “عقد التأمين في الفقه الإسلامي.. دراسة مقارنة لتنظيم أحكامه وفق مبادئ الشريعة الإسلامية” عام 1983م.
كما حصل على الشهادة العليا في أصول الدين من جامعة الأزهر عام 1958م، وهو نفس العام الذي حصل فيه على شهادة الليسانس بكلية الحقوق جامعة القاهرة.
عمل فى بداية حياته مندوبا فى مجلس قضايا الدولة ثم مساعدا للنيابة العامة ثم وكيلا للنائب العام ثم قاضيا ثم مستشارا في محكمة استئناف القاهرة.
في عام 1969م وهو العام الذي حدث فيه مذبحة القضاء، خرج من القضاء ونقل لوظيفة مدنية في الجهاز المركزي للمحاسبات حتى وفاة جمال عبد الناصر، وتولي السادات الحكم فأصدر قرارًا بعودة القضاة الذين شملتهم المذبحة، وكان من بينهم المستشار فتحي لاشين.
تم إعارته عام 1975م إلى وزارة العدل الليبية على درجة رئيس محكمة, وعمل مستشارا لوزير العدل لشئون التشريعات الإسلامية ومندوبا من الوزارة في اللجنة العليا لتقنين التشريعات الإسلامية, وبعدما عاد من ليبيا عام 1978م عُيّن مفتشا قضائيا للتفتيش القضائي بوزارة العدل ثم مفتشا أول ثم عُين في المكتب الفني بمحكمة النقض.
تمت إعارته مرة أخرى لدولة الإمارات على درجة رئيس لمحكمة الجنايات بإمارة أبوظبي بالقضاء الاتحادي وبقي هناك حتى بلغ سن المعاش, وأثناء عمله فى الإمارات تم ندبه لتمثيل دولة الإمارات في لجنة تابعة لوزارة العدل العرب بالجامعة العربية؛ وكانت مهمتها صياغة قانون جنائي عربي موحد مستمد من أحكام الشريعة الإسلامية وتم إعداد القانون وقدمت مسودته للوزراء العرب غير أن الظروف السياسية حالت دون تطبيقه.
وفي عام 1995م عاد إلى مصر ليعمل محامياً بدرجة النقض حتى وافته المنية.
انضمامه للإخوان
تعرف على الإخوان عام 1946م خلال دراسته بالثانوية الأزهرية بمعهد طنطا، وكان حريصا على حضور درس الثلاثاء للإمام البنا بالمركز العام للجماعة.
انضم إلى جوالة الإخوان في سن صغير وشارك تنظيم الاحتفالات وتقديم الخدمات في المناسبات العامة، وكذلك إقامة مراكز صحية لإسعاف المرضى.
لم يلتحق بالنظام الخاص للإخوان وقتها، كما لم يسافر إلى فلسطين بسبب صغر سنه والتطورات السياسية على الساحة ودخول الجيوش العربية وحلّ الجماعة، وشارك في مظاهرات 28 مارس 1953م وكان تحت الشرفة التي وقف فيها الشهيد عبد القادر عودة.
حادثة المنشية
بعد أن حدثت حادثة المنشية عام 1954م تم اعتقاله من قريته “عمروس” حيث كان في أجازة وتم ترحيله لقسم المنوفية ثم إلى القاهرة، وهناك جرت التحقيقات معه ومع عدم ثبوت الاتهامات الموجهة إليه لكن تم اعتقاله ومرَّ بما مَرَّ به جميع الإخوان من مراحل التعذيب في سجن القلعة ثم سجن مصر، ثم خرج مع أول دفعة خرجت عام 1956م وكان وقتها في كلية الحقوق وكلية أصول الدين.
وبعد تخرجه عام 1958م حاول الالتحاق بعمل في وزارة العدل لكن المباحث العامة (الأمن الوطني حاليا) اعترض على تعيينه بسبب انتمائه للإخوان واعتقاله، لكن تم تعيينه في وقت لاحق بالنيابة العامة، وأكمل مشواره القانوني.
عهد المخلوع مبارك
تعرض للاعتقال من منزله يوم 28 يونيو 2009م بتهمة انتمائه للإخوان رغم معاناته المرضية وقامت قوات الأمن بالاستيلاء على أمواله ثم أفرجت عنه لعدم وجود شيء يدينه.
للمستشار لاشين العديد من الأبحاث الاقتصادية، وعدة مؤلفات في القانون المدني والجنائي منها: ميثاق الأسرة في الإسلام.