نافذة مصر :
الدكتور "إبراهيم الزعفراني" أحد قيادات العمل الإسلامي في مصر :
رسالة إلى إخوانى فى الله، الثائرين والمحبوسين والمشردين والمرابطين الممتحنيين :
حين أجد الوقت الذى أخلو فيه بنفسى أجد صور احبائى أمام عينى رفقاء طريق صالحين قد تعلقت اعينهم بالله, يرتحلون اليه كل يوم و ساعة بانواع القربات.
رفقاء اسعد برفقتهم ويشرفنى ان اكون احد افراد موكبهم ( فهم القوم لا يشقى جليسهم ) , رأيت جميل صنع الله بى فيكم , حيث اختاركم لى واختارنى لكم صحبة فى الله, نمشى فى اعظم طريق, نقتفى اثار الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم, حادينا وهادينا الى الله الذى غمرنا برحمته واصبغ علينا نعمته فأضاء لنا الكون بمعرفته وساق لنا الخير من كل باب .
فمنحنا من الخير ما لا يحصى, واغدق علينا من النعم ما لا يُعد , ومن أوائلها معرفتكم وصحبتكم الطيبة الصالحة, المتفانية فى ارضاء ربها ,المتعاونة المترابطة فيما بينها لا تبخل فى ميدان العطاء ولا تتخلف فى مضمار التضحية والفداء, تعيش مرابطة على ارض طاعته, واذا استيقظت على آذان المحنة توضأت بماء الثبات والاحتساب , وصلت صلاة الرضا والاخبات , فانقلبت المنحة إلى منحة القرب والقبول , فلا يزال ذلك حالنا حتى نلقى الله بغير خطيئة بأذن الله تعالى .
فنعم الرعاية رعايته ,ونعم الصحبة صحبتكم ,ونعم الرفقاء انتم , فان كنت انا احد الفروع التى تنقيها وتثقلها المحن فانتم جذور وسيقان هذا البستان بستان العبادة والطاعة للرحمن , كلما تأملتكم واحداً واحداً امام عينى يمتلئ قلبى حباً لله وعزم على مواصلة الطريق , استلهم من اخلاقكم اخلاقى , واقتبس من عبادتكم طريق صلاحى , لا أمل من استحضار صوركم امامى وتصفح البوم ذكرياتنا حيث أرتوى بها واّنس بحضورها.
لقد اسعدنا الله برفقتنا , وثقتنا فيه كاملة انه سيظلنا بعنايته الى ان نلج رحاب جنته , كنت اود ان اخاطب احبائى فرداً فرداً ولكن تطابق كثير من الاوصاف الصالحة قد يجعل فى حديثى تكرار ولكنه تكرار يزكى النفس ويقوى الهمة والعزيمة . احبائى رفقائى فى طريق الله احيكم عبر المسافات حتى القاكم بالصوروالاجساد فالقلوب لقائها دائم لا ينقطع.