على الرغم من حملة القمع ضد الإخوان المسلمين، فإن استطلاعًا للرأي أظهر دعمًا شعبيًا كبيرًا للجماعة في السعودية والإمارات والكويت بنسب معتبرة، تجاوزت الثلث في بعض تلك الدول التي تعد أنظمتها داعمًا رئيسيًا للانقلاب العسكري في مصر على حكم الرئيس محمد مرسي المنتمي للإخوان.
ووجد الاستطلاع الذي أجرته شركة الإقليمية الرائدة في الاستطلاعات التجارية ونشرت "ميدل إيست آي" نتائجه، أن 31% من السعوديين، و34% من الكويتيين و29% من الإماراتيين يؤيدون جماعة الإخوان المسلمين.
واستند الاستطلاع، الذي كان بتكليف من معهد واشنطن، على مقابلات أجريت مع عينة سكانية ممثلة عن كل دولة، كما لم يشمل ارتفاع عدد الموظفين الأجانب في دول الخليج.
وقال ديفيد بولوك، العضو في معهد واشنطن، أن النتائج أظهرت دعمًا أكبر للتنظيم، مما هو متوقع، على اعتبار أن حكومات كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قد وصفت جماعة الإخوان "منظمة إرهابية"، كما يشنون حملات ضارية ضدها.
من جانبه، علق عبد الخالق عبد الله، الناشط السياسي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، قائلًا: "حقيقة أن 29% من الإماراتيين يؤيدون جماعة الإخوان المسلمين، رغم الهجوم الإعلامي والحكومي الشرس، الذي أجري ضد الجماعة، هي النتيجة البارزة التي تستحق النظر في عين الاعتبار".
وأشار التقرير إلى أن التأييد الشعبي للإخوان يساعد في تفسير القلق الذي تشعر به حكومات الخليج، التي قدمت دعما ماليا كبيرا للحكومة المدعومة من الجيش، لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وشن السيسي هجوما غير عادي على جماعة الإخوان المسلمين؛ فقتل الآلاف من أعضائها واعتقل عشرات الآلاف منذ انقلاب يوليو 2013 وحتى الآن.
كما كشف الاستطلاع أيضا أن نسبة كبيرة من مواطني دول الخليج الثلاث، أظهرت دعمها لحركة المقاومة الفلسطينية حماس.
وذكر الاستطلاع أن 52% من السعوديين، و%53 من الكويتيين و44% من الإماراتيين يعربون عن دعمهم لحماس.
إلا أنه بعد حرب غزة الأخيرة، قالت نسبة كبيرة من الذين تمت مقابلتهم، أنهم ليسوا داعمين لسياسات حماس أو تكتيكاتها الحربية، في محاولة لهزيمة إسرائيل.
وعلى الرغم من ذلك، فقد بقيت شعبية حماس أعلى من شعبية السلطة الفلسطينية المنافسة لها، بحسب الاستطلاع.
وفي الوقت ذاته، عكس الاستطلاع أن نسبة التأييد لتنظيم الدولة الإسلامية، ضئيلة جدا في الدول الثلاث.
بينما بلغت نسبة تأييد التنظيم في السعودية 5%، وهي أصغر نسبة داعمة مقارنة بالكويتيين والإماراتيين للمنظمة، التي أعلنت الخلافة الإسلامية بعد الاستيلاء على مساحات شاسعة من العراق وسوريا.
وأشار الاستطلاع إلى أن نسبة تأييد إيران وحكومة بشار الأسد، وتنظيم حزب الله اللبناني، بدت ضعيفة جدا.
ورغم أن الاستطلاع شمل 3 دول فقط من دول الخليج، فإن النسبة ينتظر أن تكون أكبر منها في تلك الدول التي لا عداء معلنا بين أنظمتها والجماعة، كقطر على سبيل المثال.