كشف الدكتور عزام التميمي -المفكر الإسلامى المعروف- عن بعض تفاصيل اللقاءات التي أجريت بين بعض قادة الإخوان ومسئولين بلجنة التحقيق البريطانية التي شكلها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للتحقيق في فكر ونشاط وفلسفة جماعة الإخوان المسلمين.

وقال -في حوار صحفي-: "لجنة التحقيق استمعت مباشرة من "الإخوان" في أكثر من مناسبة، فقد التقى رئيس اللجنة السير جون جينكينز بالدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان، وانتهى اللقاء بارتياح الطرفين لما تم بينهما من حوار.

وفي لندن، اجتمع إبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، بمسئولين في وزارة الداخلية البريطانية يعتقد أن لهم علاقة مباشرة بالتحقيق".

وأضاف "التميمي": وخارج إطار إخوان مصر، التقى رئيس اللجنة بالشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، في تونس، كما التقى بمسئولين من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا. وكان من قبل قد التقى بمسئولين في الإخوان المسلمين في الأردن".

وأوضح " التميمي" أن "الانطباع العام هو أن ما يجري ليس تحقيقًا، لأن الإخوان لم يثبت بحقهم شيء يستحق التحقيق، وإنما هو استعراض أو مراجعة بهدف صياغة تقرير يرفع إلى رئيس الوزراء بعد أن تعرضت بريطانيا لضغوط شديدة من انقلابيي مصر ومن داعميهم في الإمارات والسعودية".

وتابع: "الذين قابلوا السير جينكينز من الإخوان وأصدقاء الإخوان كانت انطباعاتهم عن السير جينكينز إيجابية ولم يلسموا لديه عداءً للإخوان أو تحيزاً ضدهم. والرجل يتكلم العربية بطلاقة، ولديه اطلاع جيد على التاريخ العربي والثقافة العربية وعلى الدين الإسلامي. وليس صحيحاً أن رئيس اللجنة السفير جينكينز أو رئيس المخابرات البريطانية "الإم آي 6" لديهم موقف مسبق منحاز ضد الإخوان.

هذان الرجلان، وباقي فريق التحقيق، موظفو دولة، والمتوقع أن يحرصا على إنجاز عملهما بمهنية عالية. في البلدان الديمقراطية حيث يتعزز مبدأ الفصل بين السلطات يحرص كل ذي مسئولية على القيام بعمله بمهنية عالية، وإلا فإنه إن تعمد التقصير أو التلاعب فلن ترحمه مؤسسات الرقابة في السلطات المختلفة، وعلى رأسها الإعلام الحر والقضاء المستقل".

وذكر أنه من المفترض أن يصدر قرار لجنة التحقيق بعد منتصف شهر يوليو القادم، وقد جمعت اللجنة شهادات ومعلومات من بعض الدول، وتعكف خلال هذه الأيام علي كتابة التقرير، وفي الغالب لن يدين الإخوان -حسب مقربين من اللجنة- وكان الأمر بمثابة تخفيفًا للضغط الذي تعرض له "كاميرون" والابتزاز الذي مورس علي حكومته من الإمارات والسعودية.

ومن المتوقع في نهاية المطاف أن يقول "كاميرون" لكل الذين مارسوا عليه الضغوط إن نتيجة التحقيق تقول إن الجماعة ليست كما تقولون.

وحول إذا ما كان هناك تغيير ما في الموقف البريطاني تجاه "الإخوان"، ذكر "التميمي" أنه لا يوجد ما يشير إلى أي موقف سلبي من قبل السلطات البريطانية تجاه الإخوان، وأنهم لم يلمسوا أي تغير يذكر، مضيفًا: "والذي لمسناه حتى الآن أن البريطانيين لديهم قناعة بأن التهم التي توجه ضد الإخوان لا أساس لها من الصحة".

ونوه "التميمي" إلى أن "الإخوان تمكنوا من خلال حسن تجاوبهم مع لجنة التحقيق ومن خلال تواصلهم مع مختلف قطاعات الرأي البريطاني من تحويل قضيتهم إلى قضية رأي عام، إذ نلمس رفضاً شديداً من قبل هذه القطاعات لأي ابتزاز تمارسه الإمارات أو السعودية على الحكومة البريطانية بهدف وضع الإخوان على قائمة الإرهاب، أو اتخاذ إجراءات بشأنهم تقلص من نشاطهم أو تفرض قيودًا على تحركاتهم".