واصلت جماعة الإخوان المسلمين تصديها للحرب التى تشنها دول الخليج العربى وعلى رأسها السعودية والإمارات أمام مجلس العموم البريطانى، بعد إن عمدت الحكومة البريطانية إلى فتح تحقيق في أنشطة جماعة الإخوان المسلمين نتيجة تعرضها لضغوط من كلا الدولتين.

 
وقال أشرف عبد الغفار، القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، إن التحقيقات البريطانية بشأن الجماعة تأتي في ظل ضغوطات سعودية، كمحاولة لإرضاء السعوديين، لافتاً إلى أن المجلس، الآن، يقوم بجمع المعلومات عن أنشطة الجماعة من خلال السفر لعدد من الدول، فضلًا عن وزارة الخارجية بحكومة الانقلاب أو من خلال قيادات الجماعة المتواجدين خارج البلاد.
 
 وأضاف عبد الغفار، خلال لقاء له على قناة "الجزيرة مباشر مصر": "إننا لم ولن نسلك طريق الإرهاب، مهما حاول السيسي لصنع الاقتتال الأهلي، وإن أيدي الإخوان لن تتلوث مهما كان الثمن من التضحية".
 
 وأوضح أن : "من يدّعي علينا الإرهاب فليأتي بالدليل، نحن نثق بأننا ليس لنا صلة بالإرهاب، نحن لا نخشى من شيء، ونثق أيضاً في نزاهة القضاء البريطاني".
 
 وأكد عبد الغفار أن تمثيل بريطانيا في حفل تنصيب السيسي؛ هو "أقل نوع من التنصيب"، مشيرًا إلى أنّ من حضر تمثيلا عن المملكة المتحدة، حضر من باب الإجراء البروتوكولي، مؤكدًا أنّ السيسي لن يستطيع القضاء على الإخوان، ولن يستطيع أن يكون رئيسًا "محترمًا" في عيون الأجيال القادمة، على حد تعبيره.
 
وقالت دباريرا زواتر أحد المتحدثين بجلسة اجتماع مجلس العموم البريطاني أن جماعة الإخوان المسلمين تتميز بأن لها هيكل تنظيمي منظم، ولها قاعدة شعبية تمتد لكافة الأعمال المجتمعية والدعوية والتربوية.
 
وأضافت خلال ندوة مجلس العمومي البريطاني مساء الثلاثاء : أن الإخوان بمثابة نسيج اجتماعي شبكي منتشر بكافة أنحاء مصر، تضم ملايين المصريين، ومن خلال البحث والتقصي والدراسة ثبت من خلال قنواتها أنها لا يمكن أن تمارس العنف أو الإرهاب".
 
وأشارت إلى أن عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري يسعى الآن لاعتقال كافة قيادات الجماعة ظنا منه أنه بذلك سيقضي على شعبيتهم وانتشارهم وأرى أنه ظن خاطئ.
 
وقالت جماعة الإخوان المسلمين خلال جلسة أمس، إنها تسعي إلى "استخدام كل الحقوق الإنسانية والتحالفات السياسية بشكل سلمي تام لإسقاط الاستبداد في مصر" مؤكدة على أنها "تتعامل مع الحكومة البريطانية بشفافية وليس لديها ما تخفيه".
جاء ذلك خلال جلسة استماع ثانية، دعا لها أندى سلوتر، عضو مجلس العموم البريطانى (الغرفة الأولى للبرلمان)، بأحد قاعاتها، للاستماع المباشر، بحضور وسائل الإعلام، من قيادات الإخوان عن أفكار الجماعة مع قرب إصدار الجانب البريطاني تقرير بشأن مراجعة فلسفة وأنشطة الجماعة.
 
وجلسة الاستماع الأولى عقدت في أحد قاعات المجلس باستضافة عضو مجلس العموم دوجلاس كارسويل في 14 مايو الماضي وتطرقت إلي وضع جماعة الإخوان والظروف السياسية التي تمر بها مؤخرا، واستمعت الجلسة إلي شهادة زوجة خالد القزاز (سكرتير الرئيس محمد مرسي) حول ظروف القبض عليه في القاهرة.
 
وقال ورودنى ديكسون، محام الجماعة في بريطانيا خلال جلسة الاستماع اليوم إن "الإخوان المسلمين يتعاملون مع الحكومة البريطانية بشفافية وليس لديهم ما يخفوه".
 
وأشار إلى أن الجماعة "تسعي لضمان حقوق الإنسان لكل المواطنين وليس فقط لمن ينتمون إليها".
 
وخلال ذات الجلسة، تطرقت مني القزاز ممثلة لجماعة الإخوان المسلمين ببريطانيا لقصة ارتباطها بالإخوان قائلة :" في ظل الفساد وعدم وجود حرية في ظل حكم المخلوع حسني مبارك كنت دائما أتطلع إلي التغيير والتحقت بجماعة الإخوان وأعجبت بما تسعي له من الإصلاحيات المجتمعية".
 
وأمام حضور من وسائل إعلام وباحثين، سردت القزاز الدور الإصلاحي للجماعة التي نشأت عام 1928، مشيرة إلي أنها لعبت دورا هاما في الحركة الطلابية بالجامعات والنقابات المصرية ودورا مؤثرا وكبيرا في العمل الخيري ببناء المستشفيات والجمعيات الخيرية.
 
وتطرقت القزاز في شهادتها عن أنشطة الإخوان إلي دور الجماعة في ثورة 25 يناير عام 2011 والتي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك قائلة "الإخوان شاركوا في ثورة يناير 2011 وكان شبابهم في الطليعة ممن شاركوا في ميدان التحرير (قلب الاحتجاجات وقتها) وأقاموا المستشفيات الميدانية وكل ما يلزم لتحقيق الاعتصامات بالميدان وهو ما أثمرت عليه ثورة بالإطاحة بمبارك".
 
ومضت القزاز إلي الحديث عن دور الإخوان في الحياة السياسية بعد الثورة قائلة "جماعة الإخوان شاركت في العملية الإصلاحية وفازت بأغلبية في انتخابات نزيهة (عام 2012) واندمج كثير من الشباب والنساء في الحزب ولكن تم القضاء علي الحركة الديمقراطية والحريات تم قمعها ومواجهة الاحتجاجات والاعتقالات الكثيرة بعد الانقلاب".
 
وقالت مني القزاز القيادية بالجماعة، إن "النظام الانقلابي أعاد القمع والاستبداد " مضيفة :" أنا عدت لمصر معارضة للاضطهاد والاعتقال الذي طال من أكثر من 40 ألف سجين بما فيهم أخي (خالد القزاز، سكرتير الرئيس السابق محمد مرسى،)وأبي (عدلي القزاز) الذي لا ينتمي للإخوان".
 
ووجهت القيادية الإخوانية رسالتها إلى الحكومة البريطانية قائلة إنه "يجب الاحتفاء بأنشطة الإخوان في ضوء ما قدمته وليس مراجعتها".
 
ومضت تقول " نحن لا نريد انتقاما نحن نقدم رسالة هامة للتغيير ونسعى لإعادة الإصلاح في مصر والحريات وسنواصل التظاهرات، والشباب الإخوان يتحدون مع آخرين معارضين بمصر لإسقاط النظام الفاسد والاستبداد بكل سلمية.
 
ومن جانبه قال إبراهيم منير القيادي بجماعة الإخوان المسلمين إن الجماعة ملتزمة بالسلمية رغم الانتهاكات التى تتعرض لها من قبل سلطات الانقلاب العسكرى.
 
 وأضاف منير في لقاء أعضاء حزب العمال فى مجلس العموم البريطاني، أن أي شخص يعترض على المنهج السلمي للجماعة سيطرد من التنظيم.

رصد