كتب – محمد صلاح


كتب الدكتور أحمد عارف المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين عبر صفحته الشخصية علي مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يحكي حوارا دار بينه وبين أحد شباب المعارضة قال فيه نصا:

التقى بي شاب أنيق (وعرفني بنفسه أنه أحد الشباب الميدانيين الذين يهتفون ضد النظام).


حدثني أننا نهاجمهم و نصفهم بالبلطجية !! و قال : أنا شاب محترم و أعمل بوظيفة مرموقة و ممن انتخب مرسي ؛ فلماذا يتم وصفي بذلك ! هل لأنني أعارض ؟!

قلت له : أنت أخي مهما اختلفنا و لكنني لا أقبل أن تكون و إخوانك الشرفاء في الصفوف الأولى للمعارضة "متاريس ثورية" و يتجمع خلف ظهوركم (شئتم أم أبيتم) كل كروت الثورة المضادة فتصبحون قد وقعتم في الفخ و ستقولون "أكلت يوم أكل الثور الأبيض".

قال لي : وجود الأطفال و في أيديهم المولوتوف و الأسلحة شئ مقلق فعلا و لكننا "مش عارفين البلد رايحة على فين" و إحنا معترضين ، و فعلا الثورة المضادة خطر و لكن ممكن إحنا "مش حاسين بحجمها الحقيقي فعلا" و كنت أقول عند الانتخابات لن يقف أمام تنظيم الفلول القوي إلا الإخوان.

أجبته : و أنا لا أطلب منك أمام سياسة تكسير العظام الدائرة الآن إلا أن تأخذ خطوة واحدة فقط نحو ترشيد التظاهر حتى يتم إخلاء الطريق للإنقضاض على قوى الماضي الكئيب على الأقل في معركة الفوضى و العنف.

اعترضني : أريد أن أعرف ما يدور و نكشف الضباب عن كل ما يحدث ؟! ساعتها سنكون معكم و انتم "مش لوحدكم".

أجبته : و أنا كذلك أنتظر حقي في المعرفة، ولكن حتى في الدول الديموقراطية العريقة و المستقرة تنكشف كثير من المعلومات و الوثائق ربما بعد سنوات طويلة ، فهل تستكثر على وضع كمصر و في مرحلة حرجة جداً أن أصبر أنا و أنت قليلا حتى ينكشف كثير مما يحاك بالوطن أمام صعوده الإقليمي و العالمي و نختلف فيما بيننا على أرض بلا ألغام.

تأخر الكشف عن المعلومة الصحيحة يساعد على إعداد و تهيئة المناخ لتلقيها بقبول حسن ؛ فتفعل فعلها و تؤتي ثمرتها ، أما رأيت لهفة الأرض لغيث السماء "وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ".

يكفيني و يكفيك أننا سويا لا يمكن أن نصدق أبدا أن النظام السابق المجرم قد تاب إلى الله تعالى فجأة "على يد الإخوان" توبة نصوحا ؛ حتى وصلنا إلى أن ينصح الرئيس السابق المخلوع جموع الشعب بالالتفاف حول الرئيس المنتخب الجديد !!

أريد أنا و أنت كمواطنين صالحين مختلفين أن نقف على أرض آمنة ، و ألا نستبعد من حساباتنا في أي معادلة الألغام التى تم زراعتها بكل احتراف بعد تنحي المخلوع مباشرة!

ثم تعانقنا و قد أكد لي ضرورة أن نتكلم و أن يسمع بعضنا بعضا.