بسم الله الرحمن الرحيم
تمر مصر الحبيبة بظروف عصيبة وأحداث جسيمة، ففي الوقت الذي تسعى فيه السلطة الشرعية المنتخبة المتمثلة في رئيس الجمهورية، والجمعية التأسيسية المنتخبة لوضع الدستور لاستكمال المؤسسات الدستورية وإنجاز مشروع الدستور لملء الفراغ الدستوري الذي تعيشه البلاد منذ سقوط النظام السابق، حتى يتم الاستفتاء على الدستور ثم إجراء انتخابات البرلمان وصولا إلى حالة الاستقرار وتحقيقا للأمن في البلاد ومحافظة على الثورة ومكاسبها ودورانا لعجلة الإنتاج وجلبا للاستثمار لتحقيق الازدهار الاقتصادي وتحقيق العدالة الاجتماعية، تسعى قوى عديدة لمنع حدوث ذلك كله بطلب حل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور وتعطيل إنجاز الدستور، وبالتالى منع إجراء انتخابات البرلمان وحرمان الوطن والشعب من السلطة التشريعية والرقابية، لتظل البلاد في حالة الفراغ والفوضى تمهيدا لإسقاط النظام المنتخب والقفز على السلطة .
فتعالت أصوات شعبية كثيرة تطالب باتخاذ إجراءات ثورية لحماية البلاد واستكمال المؤسسات وتحقيق الاستقرار، ولما استجاب الرئيس لهذه المطالب الوطنية الثورية بإعلان دستوري تضمن تحقيق جملة من مطالب الثورة بإعادة محاكمة المتهمين بقتل الثوار ورعاية المصابين أثناء الثورة وتكريمهم إضافة إلى عزل النائب العام الذي عينه الرئيس المخلوع، وكذلك حماية الجمعية التأسيسية لوضع الدستور ومجلس الشورى المنتخب وتحصين قرارات الرئيس لفترة لا تزيد على شهرين، استقبلت الغالبية العظمى من الشعب المصري هذه القرارات بالترحيب والتأييد وخرجت في مظاهرات عديدة لإعلان تأييدها، وظهر ذلك في استطلاعات الرأي التي أجرتها وسائل الإعلام المختلفة .
ولقد رفض ذلك بعض القيادات السياسية والحزبية ومؤيدوهم ممن لم يدركوا خطورة الموقف على ثورة شعب مصر ، بعد أن تم تشويه مفهوم هذه القرارات عن عمد وقصد، فخرجوا في مظاهرات مضادة يهتفون هتافات بذيئة وانطلق بعضهم مصطحبا مجموعات من البلطجية يدمرون ويحرقون مقرات حزب الحرية والعدالة في الإسكندرية وغيرها من المدن، كما ذهب البعض الآخر يعتدي على جنود الشرطة بالملوتوف والحجارة ويشعل النار في بعض المؤسسات العامة والخاصة .
وظهرت دعوات غير مسئولة تدعو إلى التصعيد والتخريب وتعطيل مرافق الدولة، وكل هذا ليس من الحكمة والوطنية ومراعاة المصالح العليا للبلاد، واحترام الإرادة الشعبية والأغلبية التي تمثل مبدأ الديمقراطية التي يدعي الجميع احترامها .
ورغم ما طالنا من أذى مادي ومعنوي إلا أننا ما زلنا ندعو الجميع إلى التحلي بروح المسئولية والعمل مع المواطنين لكسب ثقتهم والتنافس السياسي الشريف على تحقيق مصالح البلاد في ظل الديمقرطية والعدل .
إن غالبية المصريين وفي القلب منهم الإخوان المسلمون ليؤيدون بكل قوة قرارات السيد الرئيس ويسعون لبناء المؤسسات الدستورية وتحقيق مطالب الشعب والثورة .
لذلك فإننا ندعو كل القوى الوطنية والثورية والشبابية والإسلامية إلى الوقوف غدا الأحد في ميادين كل عواصم المحافظات عقب صلاة المغرب للإعراب مجددا عن تأييدها لهذه القرارات، كما ندعوهم جميعا إلى مليونية في ميدان عابدين يوم الثلاثاء القادم لنفس الهدف .
حمى الله مصر من كل سوء ووقاها ما يحاك ضدها في الداخل والخارج.
(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ)
الإخوان المسلمون
القاهرة في : 10 من المحرم 1434هـ الموافق 24 من نوفمبر 2012م