فى مشهد ملئ بالوفاء للقيم النبيلة التى حملها الراحل الشاعر الكبير الدكتور جابر قميحة من تلاميذه ومحبيه من الشعراء والنقاد ، تحول عزاء الفقيد الذي أقيم بدار مناسبات مسجد علي بن أبي طالب بالدقي، الى ديوان مفتوح لتذكر مأثره و والوقوف على النقاط المضيئة التى ملئت حياته وجعلته نجما فى سماء الفكر والأدب الإسلامي وصاحب مدرسة متميزة مهل من معينها مئات ألأدباء والمشتغلين بالنقد والفكر ألإسلامي .
أكد الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن د. جابر قميحة كان قيمة وقامة كبيرة، لم تفقده الأسرة فقط بل هو فقيد لدعوة الإخوان ولمصر ككل، مضيفًا أنه كان أخ حبيب ونجم ساطع في دعوة الإخوان المسلمين، وجاهد كثيرًا في سبيل الدعوة بالحسنى في ربوع مصر.
وأشاد المرشد بأخلاق د. قميحة المتسامية ، وتواضعه وأدبه الجم، ولا نزكيه على الله، وامتلأ قلب كل مَن قابله حُبًّا، ورصيدًا من الحب الذي لا يعرف لمَن يعطيه، ذاكرًا بأن الله يعطي الدنيا لمَن أحب ومَن لا يحب، ويُعطي الدين لمن أحب.
وعبَّر عن حزنه الشديد بسبب غيابه عن حضور جنازة الرحل الدكتور جابر قميحة لأسباب مرضه وسفره، مؤكدًا أن قلبه يشعر بالحزن على فقدان الأحبة الذين يعتصر لفقدانهم القلب.
وأشار المرشد إلى أن النجم الساطع جابر قميحة ظلم حيا وميتا ،فقد ظلمه ابناء جيله من المثقفين المناهضين لفكره ولم يعطوه حقه، وتجاهات الدولة تكريمه على مشواره الذى امتد خدمة للغة العربية والدفاع عن الهوية الإسلامية لمصر قائلا:" لم أجد من مثقفي البلد ولا النخبة لم يعرف قدره؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل".
واختتم فضيلته كلمته بالدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة، وأن يحشره في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
من جانبه أشار د. خالد فهمي ،الأستاذ بكلية الآداب بجامعة المنوفية، أن الدكتور جابر قميحة بلا مبالغة الرائد الأكثر إنتاجًا والأعظم منجزًا في الحركة الأدبية، ففي الجانب الإبداعي " الشعري والمسرحي والقول النثري "، فهو يعد واحدًا من كبار الأكاديميين الذين كتبوا في النقد من منظور إسلامي، كما أنه صاحب نظرية كاملة في "الشعر الرسالي"، فقدم الأدب الذي يتبنى رسالة إنسانية راقية، خادمة للمجتمع وقد تحدث الكاتب محمود على عشري في دراسة مطولة عن "رسالية الأديب".
واشاد فهمى بالعطاء الأدبي للفقيد طوال الـ60 سنة الماضية فالدكتور جابر قميحة حيث يشهد له الميدان الثقافي على المبارزات التي خاضها مع العالمنيين والمتغربين وخصوم الفكرة الإسلامية واشتباكه المؤثر الذي يعرِّي مواقفهم المعادية ويرد على شبهاتهم.
واختتم حديثه بقوله :"نفتقد اليوم صوتًا شديد العذرية، شديد التأثير في مجمل النشاط الأدبي والثقافي والفكري".
حضر العزاء الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور رفاعة الطهطاوى رئيس ديوان رئيس الجمهورية نيابة عن السيد الرئيس محمد مرسي والدكتور محمود خليل "مدير إذاعة القرآن الكريم"، والدكتور عبد اللطيف عامر أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الزقازيق، والإعلامي بدر محمد بدر، والمهندس يحيى بياض، ومجدي عبد اللطيف رئيس تحرير موقع "إخوان أون لاين"، والإعلامي حازم غراب رئيس قناة مصر 25، والدكتور محمد فتحي، والدكتور وصفي عاشور أبوزيد والفنان وجدي العربي والدكتور خالد فهمى والشاعر وحيد الدهشان ونخبة من الشعراء.
الحرية والعدالة