د. ياسر علي - منسق مشروع النهضة
إن المشروع النهضوي الشامل هو المشروع الكلي الذي ينطلق من الواقع الوطني الملموس مستبطنا كل المكونات الحضارية والتنوع الثقافى فى الوعي المصري في اتجاه تحقيق الأهداف الاستراتيجية الكفيلة بوضع مصر على طريق عصر جديد هو عصر ثورتها التى عبرت بوضوح عن رغبة وارادة شعبية عارمة على التخلص من قيود الاستبداد والفساد واحداث نهضة حقيقية تعبر عن هويتها وارادة شعبها.
مفهوم النهضة بمرجعية اسلامية يعنى الوعي الدائم برسالة الإنسان، بوصفه خليفة عن الله في إعمار الكون، والروحيه الإيمانية المنتجة الدافعة للعمل الصالح في كافة مجالات الحياة، لتحقيق مرحلة التميز الحضاري دون استعلاء أو طغيان أو ظلم.
وعلى هذا فإن فلسفة مفهوم النهضة تقوم على الجانب الإيماني الروحي، والجانب العملي التطبيقي ولا يمكن ان نقدم مشروعا للنهضة الا ذا تحقق له شرطين:
الفائض القيمى والفائض الاقتصادى فالنهضة في المفهوم الإسلامي هي: العمران بجناحيه: «التمدن» الذي يتهذب به الواقع المادي، و «الثقافة» التي تتهذب بها النفس الإنسانية
ونقصد بالفائض القيمى هو الوعى الجمعي الحاكم لقيم العمل والانتاج والاستهلاك من مفاهيم حضارية ومرجعية مرتبطة بمركزية الانسان فى هذا الكون وارتباطه بالنظرة الايمانية ولاشك ان هذا البعد القيمى والفكرى والثقافى مركوز فى وجدان كل مصري لانه جزء من هويته ووجدانه ولكنه يحتاج الى ازالة التباس نتيجة تزاحم مفاهيم كثيرة حول ادراكنا للواقع ونمط الحياة الذى نحياه والذى ستكون له انعكساته الهامة فى مفهوم النفع والعمل الاهلي والمسئولية الاجتماعية للقطاع الخاص وكثير من الانشطة.
ونقصد بالفائض الاقتصادي هو العمل بكل جد لهيكلة الاقتصاد المصري مما يحوله من اقتصاد ريعي الى اقتصاد قيمة مضافة تمكّن فيه كل شرائح المجتمع المصري من الاسهام فى نهضة بلدها لمضاعفة الناتج الوطنى والخروج من هيمنة العجز.
ولذلك فيمكننا القول ان هذا المشروع هو الاسم النوعي لمجموعة مشاريع فرعية: المشروع السياسي، والمشروع الاقتصادي، والمشروع الاجتماعي، والمشروع الثقافي والمشروع الامنى ومشروع الريادة الخارجية وغيرها .
ان اعادة تعريف هذه المشروع وادواته وانعكاسه على حياتنا هو امر لا بد ان يشارك فيه الجميع وهو امر يحتاج الى اسهام كل مصري متشوق لرؤية نهضة حقيقية لبلده ولمجتمعه ومستقبل اولاده ولذلك فنحن نعلنها عن ايمانا بأن النهضة ارادة شعب