02/09/2010

نافذة مصر / إخوان أون لاين :

فُوجئ الجمهور المتابع لمسلسل (الجماعة) عدم عرض الحلقة الجديدة من المسلسل، والتي تحمل رقم (23)، والمقرر عرضها الساعة 12 من منتصف الليل على قناة (القاهرة والناس)، والساعة 12.15 على قناة (النيل للدراما)، وبدلاً من عرض الحلقة الجديدة عرضت قناة (القاهرة والناس) الحلقة الجديدة من مسلسل (العار) الذي كان يتم عرضه بعد مسلسل الجماعة كل يوم، بينما اكتفت قناة (النيل للدراما) اليوم بعرض الحلقة (22) من المسلسل، والتي تم عرضها في وقت سابق على نفس الشاشة.

وقد راجت العديد من التفسيرات حول هذا الغياب المفاجئ للحلقة الجديدة من المسلسل؛ حيث برَّر البعض السبب إلى عدم انتهاء المنتج من إنهاء الحلقة الجديدة، وأن السبب لا يعدو كونه فنيًّا.

بينما أكدت مصادر أخرى قريبة من وزارة الإعلام أن السبب يبدو سياسيًّا حتى الآن، خاصةً أن الحلقات الماضية أظهرت مدى الحقد الذي كان يكنه الإنجليز تجاه الجماعة، وسعيها بكل السبل إلى تحجيمها وتكليفها لسري باشا رئيس الوزراء وقتها بتحجيم نشاط الجماعة، ونقل الشيخ حسن البنا إلى الصعيد، كما أظهرت تفضيل الإمام حسن البنا لمصلحة مصر بإلغاء بيوت الدعارة مقابل تنازله عن الترشح لانتخابات مجلس الشعب، فضلاً عن موقف حزب الوفد والملك تجاه الجماعة ومؤسسها حسن البنا.

كما أظهرت الحلقات الديمقراطية والشورى التي كان يعتمد عليها الإمام المؤسس في كلِّ قراراته التي تخص الجماعة، وأظهرت الحلقات - بالرغم من التلاعب في كثير من الحقائق التاريخية - أن نشأة النظام الخاص كان الهدف منه تحرير مصر من الاحتلال الإنجليزي، كما أن الحلقات القادمة كانت ستتناول موقف الإخوان من حرب فلسطين وجهادهم الذي أشاد به قادة الجيش المصري نفسه، وكان جزاؤهم حل الجماعة، واعتقال المجاهدين في معتقل الطور.

المسلسل الذي روَّجت له وسائل الإعلام الرسمية بشكل كبير لقي رفضًا شعبيًّا من مختلف الطوائف والاتجاهات، كما انتقدته العديد من الكتابات الموضوعية والمحايدة، بينما طالبت بعض الأقلام الحكومية محاكمة المسئولين عن المسلسل؛ لأنه رَوَّج لفكر الإخوان، وكان سببًا في تعاطف قطاع كبير من الشعب مع الجماعة، بدليل الارتفاع الملحوظ في مبيعات الكتب التي تتحدث عن الإخوان المسلمين.

يذكر أن النظام الرسمي المصري كان يعول على هذا المسلسل كثيرا في تشويه صورة الإخوان بما يؤدي إلى خفض نسبة التأييد لهم في الانتخابات المقبلة ، لذلك كان اختيار وقت عرض المسلسل قبل الانتخابات البرلمانية القادمة بشهرين فقط ، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن .