05/06/2010

نافذة مصر/ إخوان أون لاين : 

التقى ظهر اليوم "السبت 5-6-2010م" المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير بالدكتور محمد سعد الكتاتني (رئيس الكتلة البرلمانية) بمكتب الكتلة الكائن بشارع الإخشيد بالمنيل.

أكد الدكتور محمد البرادعي رئيس الجمعية المصرية للتغيير أن الإخوان المسلمين جزءٌ من المواطنين، وأن تجاوزهم في أية عملية للإصلاح أمرٌ غير منطقي، مشيرًا إلى أنه يجب أن يكون لهم حزب سياسي، خاصةً أن الإخوان أكدوا أكثر من مرة أنهم ينادون بدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية، كما استمع إلى ذلك من الدكتور محمد سعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد ورئيس الكتلة البرلمانية للإخوان في مجلس الشعب.

 وأضاف د. البرادعي- خلال المؤتمر الصحفي الذي جرى اليوم في مقر الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بعد لقائه بالدكتور الكتاتني- أن اللقاء كان مهمًّا؛ حيث تناقش الطرفان في إمكانية تفعيل المطالب السبعة التي تقوم عليها الجمعية المصرية للتغيير، وهي المطالب التي سبق الاتفاق عليها في اللقاءات السابقة التي جمعت الطرفين.

  وكانت وسائل إعلام قد تحدثت أمس عن خروج عدة آلاف من إخوان الفيوم للترحيب بالبرادعي ودعم المطالب السبعة التي أعلن تمسكه بها ، والتي قالوا أنها جزء من مطالبهم .

 وأكد الدكتور الكتاتني أن اللقاء تناول العديد من الأمور محلَّ الاتفاق بين الطرفين، خاصة تفعيل المطالب السبعة التي اتفقت عليها كل القوى السياسية الممثلة في الجمعية، مشيرًا إلى أن هناك لقاءً مرتقبًا يوم الخميس القادم للجمعية يحضره جميع أعضائها لمناقشة آليات ووسائل العمل في المرحلة القادمة، وفي حالة الاتفاق فإنه يجب أن يتعاون الجميع في هذه الوسائل ومنها جمع التوقيعات.

 وفي ردِّه على سؤال عن آليات الإخوان في تنفيذ هذه المطالب، أكد الكتاتني أنه بعد الاستماع للجمعية سيتمُّ عرض ما تمَّ التوصل إليه على الجماعة لاتخاذ ما تراه مناسبًا.

 مشيرًا إلى أن د. البرادعي توافق معه على أن بيان "معًا من أجل التغيير" هو المحطة الرئيسية والأساسية التي يجب العمل من أجلها خلال هذه المرحلة، وأن الحديث عن انتخابات الرئاسة أمرٌ سابقٌ لأوانه.

 وأوضح أن الاتفاق على المطالب السبعة لا يعني أنه ليس هناك خلاف في قضايا أخرى، ولكنها ليست خلافات جوهرية.

 وأكد الكتاتني أن المرحلة التالية للتوقيعات سوف تحدِّدها أرض الواقع، سواءٌ كانت الفعاليات المرتبطة بالشارع أو غيرها، خاصةً أن الجماعة تنسِّق بشكل جيد مع الجمعية المصرية للتغيير؛ باعتبارها وعاءً يجمع كل المصريين من أجل الخروج من أزمات مصر الراهنة.

 واستبعد الكتاتني- في ردِّه على أسئلة الصحفيين ووسائل الإعلام- أن يكون لقاء اليوم مع الدكتور البرادعي ذا صلة بانتخابات مجلس الشورى، والتي لم تكن انتخاباتٍ في الأساس، موضحًا أن اللقاء كان محددًا من قبل ولكن تحديد اليوم هو الذي تمَّ الاتفاق عليه مؤخرًا، وأضاف أن الإخوان لهم أجندة داخلية خاصة متعلقة بالانتخابات وكيفية الإصلاح، كما أن للدكتور البرادعي أجندة، وكلامهما يطالب بالإصلاح والتغيير.

 ونفى الكتاتني أن تكون هنالك صفقاتٌ تمت بين الجماعة وبين أمين لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم أو غيره، مستدلاًّ بما حدث في انتخابات مجلس الشورى مؤخرًا وقبلها مدّ قانون الطوارئ، كما استبعد الكتاتني أن يكون لقاؤه اليوم مع البرادعي ردًّا على فشل هذه الصفقة.

 وشدَّد على أن الإخوان لا يتحركون من أجل د. البرادعي، وإنما من أجل مصر التي تحتاج إلى تضافر كل الجهود من أجل الإصلاح الشامل.

وفي رده علي أسئلة الصحفيين أكد د. البرادعي أن مطلبه الأساسي الآن هو أن يشارك الكل في التغيير، وألا يتم الاعتماد علي شخص واحد لإحداث هذا التغيير، موضحًا أن الخطوة الأولى لهذا الهدف هي حملة التوقيعات التي سوف تمكن الجمعية المصرية للتغيير من التحرك بدعم جماهيري.

 واوضح أن الهدف في هذه المرحلة هو الانتقال من نظام غير ديمقراطي إلي نظام ديمقراطي بشكل سلمي، يبدأ بإنهاء حالة الطوارئ، متسائلا كيف لدولة تعيش في ظل الطوارئ أن تتقدم أو تحتل مكانتها اللائقة، كما أشار إلي أن التغيير الذي ينادي به لن يكون بين يوم وليلة وإنما يحتاج إلي جيلين علي الأقل لأنه من غير المعقول أن يتم إصلاح ما أفسدته 58 عاما في عامين أو ثلاثة، وأضاف أنه لا يقصد بهذا التغيير الوضع السياسي وإنما تغيير النمط الاجتماعي القائم علي الفساد والاستبداد الاقتصادي السياسي والاجتماعي، إلي نمط عادل يحترم الشعب المصري ويعيد له مكانته.

 وأضاف  البرادعي  أنه يجب التفريق بين العمل في إطار المبادئ السبعة للجمعية المصرية للتغيير وفكرة الترشح علي منصب رئيس الجمهورية، مشيرا إلي أنه شخصيا يرفض فكرة الترشيح إلا إذا توفر عاملين وهما الإجماع علي المبادئ السبعة ووجود دعم شعبي وإرادة حقيقية من أجل التغيير، ولذلك فإن المهم في هذه المرحلة هو الإصلاح الشامل الذي سيوفر بعد ذلك بدائل عديدة لحكم مصر.

 ودعا البرادعي الشعب المصري إلي التفاعل مع المطالب السبعة، مؤكدا أن الإصلاح لن يقوم علي البرادعي أو علي الإخوان فقط وإنما يقوم بالشعب المصري كله وبكل فئاته وقواه الفاعلة، مطالبا الشعب بتوجيه صرخة قوية بأنه يريد التغيير.

 وفيما يتعلق بأن اللقاء تم مع د. الكتاتني وليس فضيلة المرشد العام، أكد البرادعي أن زيارته للدكتور الكتاتني جاءت ردا علي زيارة الأخير له في منزله، وانه رأي أنه يجب رد الزيارة، مبديا في الوقت نفسه سعادته الكبيرة بالتقاء فضيلة المرشد العام، وقال أنها خطوة سوف تأتي في وقتها.

 وحول الاستقالات التي شهدتها الجمعية المصرية للتغيير قال البرادعي أن الجمعية تضم العديد من الرموز المحترمة في مصر والتي لها وجهات نظر جيدة وطبيعي أن يكون هناك اختلاف في وجهات النظر ولكنها اختلافات لن تؤدي إلي حالة انقسام داخل الجمعية، موضحا أنه سعيد بأنه أصبح الأب الروحي للجمعية والتي يجب أن تعبر عن الشعب المصري كله وليس عن البرادعي فقط، مؤكدا أن ربط التغيير بالبرادعي فيه إهانة للشعب المصري الذي اقترب عدده من 85 مليون مواطن.

 وعن رأيه في أن هذا اللقاء جاء نتيجة لانتخابات مجلس الشورى الأخيرة، قال البرادعي إن انتخابات الشورى الأخيرة أكبر دليل علي فساد النظام السياسي المصري، وعاد وأكد أن اللقاء كان معدا له مسبقا وليس له علاقة بالانتخابات وما أسفرت عنه.

وردا على سؤال لـ(إخوان أون لاين) عن تأثير زيارات البرادعي للخارج وهل أحدثت هذه الزيارات حراكا ضد استبداد النظام المصري المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، قال البرادعي أنه يستشهد بـ(إخوان أون لاين) نفسه والذي ينقل العديد من المقالات والكتابات الغربية والتي تفضح النظام المصري واستبداده، موضحا أنه ليس علي صلة بالجهات الرسمية الأمريكية ولكنه ألتقي بالعديد من مؤسسات المجتمع المدني وتحدث مع العديد من الصحف العالمية وأوضح لهم حقيقة النظام الحاكم، وأن الإخوان لم يعودوا البعبع للغرب كما يردد النظام، وأن غياب هذا النظام لن يأتي ببديل راديكالي أقرب للقاعدة وابن لادن، مشيرا إلي أنها أمور أصبحت واضحة بشكل كبير لدي الإعلام الغربي.

 وأضاف أنه ألتقي بالجاليات المصرية في عدد من الدول الأوربية، كما سوف يلتقي بالمصريين في انجلترا، وألتقي أيضا منذ أسبوع بـ 15 رئيسًا إفريقيًّا في الكاميرون، وعدد من المسئولين العرب والجميع أبدي أسفه من هذا النظام الذي أفقد الأمة العربية مكانتها باعتبار أن تراجع مصر أدي لتراجع الوطن العربي كله.