04/06/2009

 

أكد الدكتور محمود عزت الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين أن مسألة زيارة الرئيس الأمريكي أوباما لا يمكن الرد عليها إلا بعد إلقاء خطابه اليوم بجامعة القاهرة، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك ردٌّ من الجماعة على الخطاب.

 

وقال د. عزت في حوار لقناة (فرانس 24 ساعة) قبيل ساعات من زيارة أوباما لمصر: إن هناك لهجةً كلاميةً جديدةً من الإدارة الأمريكية غير معهودة عليها، ولا نلمسها على أرض الواقع، مطالبًا بضرورة أن تتضمن رسالة الرئيس الأمريكي التي سيوجِّهها من جامعة القاهرة اليوم قضايا العالم العربي والإسلامي، على أن تكون مستقاةً من مشكلاته.

 

وأضاف د. عزت أن القضيةَ الفلسطينيةَ تأتي في مقدمة تلك القضايا، يليها ما يحدث في العراق ثم أفغانستان، وكذلك ما يحدث في باكستان ووادي سوات، مشيرًا إلى أن ما يحدث في باكستان يُوضِّح الرغبة الأمريكية في استئصال طالبان من داخل وادي سوات، والذي من شأنه أن يُؤثِّر في الأمة الإسلامية بشكلٍ كبير.

 

وشدَّد الأمين العام للجماعة على ضرورةِ أن يتخلى أوباما عن سياسة الكلام فقط، على أن نلمس تغييراتٍ حقيقيةً ووجودًا فعليًّا على الساحة.

 

وعن المؤشرات السلبية المتخذة مسبقًا من جانب الإدارة الأمريكية، أوضح الدكتور عزت موقف الجماعة قائلاً: "نحن لا نستبق الأحداث، وإذا ما تم إحداث تغييرات حقيقية فسوف نتقبلها ما دامت تصبُّ في نهاية المطاف لصالح الأمة، خاصةً أن الإخوان ينظرون دائمًا إلى الأفعال مع الأقوال بشكلٍ جدِّي، وندرسها ولا نتسرَّع في أحكامنا".

 

وردًّا على سؤالٍ حول مطالب الإخوان من أوباما قال: "إن إحقاق العدالة وحقوق الإنسان أهم المطالب التي تريدها الجماعة، وإن الشعوب تريد تطبيق الشعارات التي تنادي بها الولايات المتحدة على أرض الواقع؛ حيث الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت لا تتحرى العدل في تعاملها مع القضية الفلسطينية، وما زالت تتعامل مع حماس على أنها منظمة إرهابية، على الرغم من أنها جاءت بانتخاباتٍ ديمقراطية سليمة.

 

وفيما يتردد حول وجود انقسامات داخل الجماعة فيما يخصُّ التعامل مع الولايات المتحدة، قال: إن دعوة الإخوان دعوة سلمية، والحوار فيها وسيلة أساسية من أجل توصيل وجهة نظر الجماعة، مشيرًا إلى أن الجماعة تريد أن تُوضِّح مبادئها للعالم بأكمله في ظل منظومة أخلاقية وسلوكية لا ينبغي الانحراف عنها.

 

وأضاف أنه لا يرى أي اختلافٍ أو فرقٍ بين ما يسمونه "تيارين" في الجماعة؛ لأن كلاهما يشترط العدالة، وعدم الانحياز الأعمى للمشروع الصهيوني كمطلبٍ لا يختلف عليه أحد، وما تعلنه دعوة الإخوان للناس أو ما تقوله للنظام واضحٌ لا لبسَ فيه.

 

وفي سؤالٍ للقناة عن مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي عرضته الولايات المتحدة لتحقيق الديمقراطية في المنطقة ردَّ قائلاً: إن ربط الديمقراطية بمشروع الشرق الأوسط الكبير مرفوض؛ لأن ما يعنيه مشروع الشرق الأوسط الكبير هو الهيمنة الصهيونية على المنطقة كلها، أما الديمقراطية فإن سعي الإخوان لتحقيق الديمقراطية هو لتحقيق مصلحة الأمة كلها وليس مصلحة خاصة بالإخوان وحدهم.

 

وفيما يتعلق بقضية الاعتراف بالكيان الصهيوني، قال د. عزت: ليس الفلسطينيون وحدهم هم الذين يرفضون الاعتراف بالكيان الصهيوني، بل كل الشعوب العربية والإسلامية.

 

واستنكر الأمين العام للجماعة عدم تفهم الغرب للطريقة التي تُفكِّر بها الشعوب العربية والإسلامية "انزلوا إلى الشارع واستطلعوا آراء الناس، فكلُّ الناسِ- مسلمين ومسيحيين- يرفضون الاعتراف بالكيان الصهيوني، موضحًا أنه إذا ما تمت ممارسة ضغوط من جانب الإدارات الأمريكية على الشعوب من أجل الاعتراف بالكيان الصهيوني فسوف يكون هناك صدامٌ حقيقيٌّ بين الشعوب ومَن يحاول الضغط عليهم.

 

وعند سؤال د. عزت عن اتفاق الإخوان مع أوباما في الضغط على الحكومة المصرية، قال: "نحن كفيلون بأن نأخذ حقَّنا، ولا نأمل كثيرًا في أن يضغط أوباما أو لا يضغط، ورغم كل ما بيننا وبين حكامنا فلن نطلب من أحدٍ أن يضغطَ عليهم، ونحن مصرُّون على الديمقراطية؛ لأنها الحل لمشكلات العالم، ونؤمن بها كوسيلةٍ لحرية كافة الشعوب".