27/05/2009

 

 كتب / عمار خالد :

أكد المهندس / سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين أن المرشد العام يثق فى أن مؤسسات الجماعة قوية ، وأن قياداتها على درجة عالية من الكفاءة بشكل يجعلها قادرة على قيادة الجماعة بشكل طيب تستطيع من خلاله المساهمة فى تحقيق الأهداف التي قامت الجماعة من أجلها ، لذ إتخذ قرارأً بعدم التجديد ؛ وقال الحسيني فى حواره مع جريدة الأحرار : "المرشد يرى أنه لا يليق بمن وصل إلى عمر الثمانين أن يظل فى منصبه ؛ وهناك أجيالاً فى أعمار الستين والخمسين والأربعين  يستحقون الفرصة "..

مضيفاً " هو أراد أن يضرب المثل بنفسه ويعطي العظة ؛ وهذه رسالة للأنظمة المختلفة : بأن يعطوا الفرصة للشباب " ؛ مشيراً إلى أن الإخوان لا يتشبسون بالسلطة كالأنظمة القائمة ؛ مؤكداً أن المناصب داخل الجماعة مسئولية ، وليست سلطة ..

 وأشار الحسيني إلى أن جماعة الإخوان بطبيعة الحال مادة ثرية للصحافة والإعلام ؛ وأنه على مدار الخمسة عشرة عاماً الأخيرة نجد حديثاً لا ينتهي حول الإنشقاقات ، والصراعات ،والتيارات ، والإنهيارات ، ولكن لم يثبت أي شيئ  من ذلك !

 مؤكداً أن تلك الدعاوى مستحيلة ، ومستبعدة ؛ مضيفاً أن "منصب المرشد يكون مسئولية فأنظروا بماذا حكم على المرشد : عشرين عاماً ، ثم ثلاثة سنوات أخرى ، وهو ما يؤكد أن العمل فى الجماعة تضحية وعطاء وليس مغنماً نتصارع من أجله "

مشيراً إلى أن الإمارة عند الاخوان أمانة؛ وخزي وندامة يوم القيامة ؛ مضيفاً أن من مبادئ الإخوان أنهم لا يعطون الإمارة لمن يطلبها بمعنى : أن الشخص المتشوق إلى المنصب ، ويزاحم عليه لا يحصل عليه ؛ وهذه أخلاقياتهم ..

ونفى الحسيني وجود أي خلافات داخل الجماعة بخصوص منصب نائب المرشد الثالث مضيفاً أن الجانب اللأئحي فى الإخوان يشير إلى أن إختيار نواب المرشد أمر جوازي ؛ ومن الصلاحيات المخولة للمرشد فيجوز له أن يختار نواب له ؛ أو لا يولي أحداً ؛ ويجوز له أن يولي نائباً له عن الخارج ؛ أو أن لا يولي أحداً ؛ كما أن العرف جرى أن يكون النائب الثالث غير مصري ؛ على الرغم من أن اللائحة لا تنص على ذلك ؛ مضيفاً أن المرشد غير متعجل فى هذا الأمر ويرى أن الموضوع لا يستدعي العجلة لأسباب هو يراها ؛ ونحن نقدرها ؛ ونحترمها وبالتالي : لا يوجد أي خلاف ..

 ورفض الحسيني الربط بين تلك القضية وموضوع سفره إلى بريطانيا مؤكداً  أن سفره كان لإجراء فحوصات روتينية ؛ ولم يكن متعلقاً بموضوع نائب المرشد ؛ مشيراً إلى أن الموضوع برمته يقع ضمن صلاحيات المرشد ؛ وإذا إرتاح المرشد لتسمية شخص بعينه ؛ فإنه يتحدث معه تليفونياً ويبلغه بأن الإختيار وقع عليه ..

وعن وجود تيارات مختلفة داخل الجماعة قال : هذه إفتراضات تعطي مادة ثرية الغرض منها تسويق الصحف ؛ وأحياناً تكون لإرضاء بعض الجهات ؛ مؤكداً أنها غير صحيحة بالشكل الذي يسوقه الإعلام مضيفاً "أنه بالنظر إلى مكتب الإرشاد وتركيبته بصفته إعلى هيئة داخل الجماعة فإنه يوجد تبايناً ضخماً من الناحية العمرية بين 94و48 عاماً ، كما أن هناك تبايناً من النواحي الصحية ، والعلمية ، وتبايناً وتنوعاً فى الوظيفة ، والثقافة ، والبيئة ، والجغرافيا وكذلك الأمر من الناحية المادية؛ مشيراً إلى أنه من روعة دعوة الإخوان أن هذا التنوع الذي قد يراه البعض مادة ثرية للتضاد والتنافر يتناغم ليخرج قرارات يحترمها الجميع ؛ مؤكداً أن الإختلاف فى الأفكار والتوجهات أمر وارد لأننا بشر؛ ولكن تضبط الأخلاق الإسلامية هذا الأمر فهناك الحب ، والإلتزام بالقرار طالما أنه لا يدعوا لمعصية أو مخالفة للشرع ، مضيفاً حتى سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر بن الخطاب كان يحتدا فى الخطاب فى وجود رسول الله صى الله عليه وسلم مضيفاً  " ما يحدث بيننا ليس عيباً ، ولكن فى النهاية الرغبة فى خدمة هذه الدعوة تجعل كل شيئ يذوب، ونظل أخوة ، ويقف الجميع عند ثوابت الجماعة ، وأفكارها الراقية ، وعند إحترام مؤسساتها ..

 وحول رؤيته للتطوير داخل الجماعة قال الحسيني :  التطوير ليس رؤيتي الخاصة بل هناك أقسام فى الجماعة مسئولة عن التطوير وإصلاح المؤسسات ، والتطوير الإداري ، وإستكمال الهياكل واللوائح وتحديد آليات واضحة للمتابعة ، وكل ذلك لتحقيق أهداف ، ومصالح الجماعة التي هي فى صميم صالح مصر ...

وبالنسبة لحصول الشباب على الفرصة داخل الجماعة أكد الحسيني أنه لا يوجد حزب أو تجمع أخذ فيه الشباب الفرصة مثلما هو حادث فى جماعة الإخوان المسلمين ؛ مضيفاً " بالنظر إلى مكتب الإرشاد فمن هم دون قادة تنظيمي 54 ، 65 يعتبروا من الشباب د / محمد حبيب ، النائب الأول للمرشد ، وم / خيرت الشاطر النائب الثاني ، ود / محمد مرسي مسئول القسم السياسي ، ود / عبد المنعم أبو الفتوح مسئول قسم المهنيين ، ود / محمود حسين ، ود / سعد الكتاتني ، ود / أسامه نصر ، ود / محيي حامد ، د / محمد عبد الرحمن ، وأنا ، ود / محمد علي بشر هؤلاء مجموعهم 11  عضواً ، وهم من يتحملون نسبة هائلة من المسئوليات على مستوى الجماعة ، هذا بالنسبة لمكتب الإرشاد أما بالنسبة لهياكل الجماعة كالأقسام الفنية والمكاتب الإدارية فسنجد 99فى المائة من قياداتها من الشباب "..

مضيفاً "أما بالنسبة للتشكيلات الأدنى كالمناطق والشعب فالنسبة إما 100% أو 99% ..""

وأضاف " جماعة الإخوان أثرى الجماعات بالشباب ، وهي أكثر جماعة تسعد بالشباب ، وقد قامت الجماعة على أكتاف الشباب  ، فالإمام البنا مؤسس الجماعة كان عمره 22 عاماً حينما بدأ فى تأسيسها ، وأستشهد وعمره 43 عاماً ، ومكتب الإرشاد فى عصر البنا كان أعضاؤه من الشباب ، ونحن جماعة شابه ، وحتى المرشد العام الذي يبلغ 82 عاماً حينما تجالسه تجده أكثر الناس شباباً فى مصر..

وأشار الحسيني إلأى أن أعضاء مجلس الشعب الذين رشحتهم الجماعة من القيادات الشابة ، ولا يوجد بينهم من الجيل القديم سوى الأستاذ / علي لبن ، والشيخ / ماهر عقل رحمه الله ، والشيخ /  السيد عسكر فقط  ؛ لكن كون وجود مشاكل لدى بعض الشباب فى الحوار داخل مناطقهم وشعبهم (يقصدالمدونيين ) فهذا لا يعني أن الشباب لا يحصلون على فرصتهم كاملة فالمسئوليات الحقيقة فى الإخوان يتحملها الشباب بنسبة 75 فى المائة ..

ورفض الحسيني الزعم بأن القيادات الوسيطة تعمل كحاجز بين مكتب الارشاد وبين القواعد ! مؤكداً أن هناك مؤسسات ونظم فى الجماعة ، وكل عضو فى مكتب الإرشاد يشرف على قسم له مكتب وإدارة وجمعية عمومية وله مؤسسات ، مشيراً إلى أن التعليمات داخل مكتب الإرشاد : انه لا يجب أن يحول أحد بين مستوى ومستوى أخر ؛ ولكن فى الوقت ذاته هناك أدبيات داخل الجماعة ؛ مضيفاً " فإذا أردت أن تسأل عن شيئ عليك أن تلجاً  إلى مسئولك المباشر فإذا كان الرد غير كافٍ ، يأخذك مسئولك المباشر إلى من فوقه ، وهكذا حتى تصل للمرشد العام للجماعة ، ولكن غالباً ماتنتهي القصة مع الخطوة الأولى والثانية .."

كما نفى الحسيني وجود مناخ طارد للأفراد داخل الجماعة مؤكداً أن أبناء الجماعة يبلغون مئات الآلاف ، ولم يطرد منهم أحد ؛ مضيفاً أن ماحدث أن هناك أشخاص لديهم وجهة نظر تختلف عن وجهة نظر الجماعة ؛ فرأو أن يخدموا دينهم ووطنهم بطريقة أخرى بعيداً عن الجماعة " مستطرداً " نحن لم نطرد أحد ؛ فنحن نبذل جهداً كبيراً فى الشارع لتعريف الجماهير بدعوتنا وبالإسلام ؛ ولضمهم إلينا فكيف نطرد أحد أبنائنا وإخواننا؟!

وأكد الحسيني وجود محاولات مضنية للتشهير بالجماعة ، والإساءة إليها أمام الرأي العام ؛ مضيفاً : "هناك مؤسسات جاهزة لهذا الغرض ؛ وهناك من ينفقون الملايين لتشويه صورة الإخوان ، ولكن فى النهاية لن يصح إلا الصحيح وسيبطل الله ذلك كله ، وستنقلب الأمور لتصب فى صالح الجماعة "..

وبالنسبة لموقف الجماعة من الأقباط والمرأة قال : الاخوان أعلنوا وثيقة عامة فى سنة1994 يوضحون فيها رؤيتهم حول الأقباط ، والشورى ، والمرأة ، والجماعات ، والأحزاب

مضيفاً أنا جزء من قيادة الجماعة ، وملتزم برؤيتها ، وبما خرجت به مؤسسات الجماعة من رؤى بعد نقاش موضوعي ؛ فالأقباط فى مصر لهم مالنا وعليهم ماعلينا، فهم أبناء الوطن وشركاء فى صنع حضارته ، ولهم حقوق المواطنة كاملة مثل المسلمين ، ولن ينال الأقباط حقوقهم بأي حال من الأحوال وعلى أكمل صورة إلا فى ظل تطبيق الشريعة الإسلامية" . 

فحماية حقوق الأقباط عندنا فوق أنه خلق وقانون ، هو دين وعقيدة ؛ فالأخ المسلم الذي يتربى فى صفوف الإخوان يتعبد ويتقرب إلى الله  بأن يقسط ويبر أخيه المسيحي ، ولم يرى الأقباط عدلاً ولا طمأنينة كما رأوها فى ظل الحكم الإسلامي ، والتاريخ والثقافة ومعاملاتنا تصب فى هذا الإطار فلا توجد حادثة واحدة تعرض لها قبطي على يد أحد أعضاء الجماعة " متسائلاً : فما المشكلة إذاً ؟!

وبالنسبة للمزاعم حول منع الإخوان الأقباط من الترشح لإنتخابات الرئاسة قال : مَن مِن المسلمين له الحق فى الترشح للرئاسة فى ظل المادة 76 ؟؟ والمادة الخامسة من الدستور المادة (الشيطانية) التي تتناقض مع 7مواد ، ومع مبدأ المواطنة والمساواة ، وهي مادة نشاز ، وتحرم 50 فى المائة من المصريين من حقوق المواطنة !!

نحن نرى ألا يتولون منصب الرئاسة فقط ؛ أما باقي المناصب فتكون بالكفاءة ؛ مضيفاً : لا أحد يرعى حق الأقباط مثلما يفعل الإخوان المسلمين ، وبالنسبة لموضوع المرأة أضاف " نحن ننحاز إلى الشرع فى هذه القضية : فهناك ضوابط شرعية ، ونحن لم نقل أن تجلس المرأة فى البيت إلا إذا إحتاجها بينها ، وإذا أستطاعت أن توازن بين البيت والعمل فأهلاً وسهلاً ؛ فهناك أخوات أصبحن رؤساء أقسام ، وأساتذة جامعات ، ووصلوا لمناصب عليا فى الوزارات ، ولكن يقيننا ألا تتولى المرأة الولاية العامة ، ومع ذلك الحقوق والحريات مصانة ..

ونفى الحسيني ترك الإخوان الجانب الدعوي على حساب الإنشغال بالسياسة ! مضيفاً السياسة طريقنا حتى نمكن للدعوة ، فما قامت جماعة الإخوان المسلمين إلا لنشر الدعوة ؛ والتمكين لمبادئها وإعلاء قيم الإسلام ؛ فالسياسة من أجل تحقيق هذا الغرض ؛ والإدارة والتربية كذلك ؛ ونحن لم نترك الدعوة لكن نعترف أن هناك قصوراً ، وهذا من طبيعة البشر ...

وأشار الحسيني أنه من الممكن أن ينسق مع أحد أعضاء الحزب الوطني ، مؤكداً أن التنسيق يحدث معهم عشرات المرات فى اللجان ، مضيفاً  "وفى مئات المرات نتفق ولكن على مستويات دنيا داخل لجان المجلس ؛ لكن لم يحدث إتفاق حول القضايا الكبرى " ؛ نافياً وجود أي صفقات مع الحزب الوطني ؛ مبدياً الإستعداد للإتفاق مع الحزب الوطني شريطة أن يكون ذلك لمصلحة مصر ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ