19/03/2009

أكَّد د. حمزة منصور (رئيس كتلة جبهة العمل الإسلامي في البرلمان الأردني) أنَّ النظام المصري يعاني من عقدة اسمها الإخوان المسلمون وهو كغيره من الأنظمة العربية غير سعيد بنموذج حركة المقاومة الإسلامية حماس التي ولدت من رحم الإخوان المسلمين، وتعبر عن مبادئ التي وجدت من أجلها جماعة الإخوان المسلمين.

وأضاف- خلال حديثه لفضائية "الأقصى" الثلاثاء 17/3/2009م- أنَّ مبادئ حركة حماس مستمدة من عقيدة هذه الأمة وحضارتها، ومصالح الأمة العليا، مشيدًا بحماس التي ولدت على أرض فلسطين وتجمع بين الدنيا والآخرة، وبين الجهاد وبين العمل بالوسائل السلمية والسليمة، ولذلك هم لا يطيقون أن يروا نماذج لشخصيات إسلامية مثل إسماعيل هنية تجمع بين الحكم وقيادة الناس في المسجد، ونحن بحاجة إلى أناس تقود الناس من خلال المسجد وتقودهم في ميدان الحياة.

وأكَّد منصور ضرورة التفريق بين الشعب المصري والنظام المصري؛ فالشعب المصري ما كان في يوم من الأيام إلا مع أمته وقضايا أمته، أما النظام الرسمي المصري الذي أسهم إلى حد كبير في إضعاف الموقف العربي، فمصر كما تستطيع تقوية الموقف العربي فهي تستطيع في نفس الوقت إضعاف هذا الموقف.

وقال إنَّ النظام المصري لم يقف موقفًا مشرفًا، حيث إن الذين يغلقون معبر رفح وهو المنفذ الوحيد لأهلنا في غزة هو إسهام مع العدو الصهيوني في خنق أهل غزة ومحاولة لتركيعهم وحملهم على تنازلات تخرجهم عن دورهم وثوابتهم الوطنية.

ورحَّب منصور بالحوار العربي الدائر الآن، متوقعًا أن تستمر الحالة العربية الراهنة على ما هي عليه، حيث إنَّ الأنظمة الحالية لا تمثل شعوبها، فليس هناك أي نظام في العالم العربي منتخب، فكلها أنظمة إما ورثت الحكم وإما أنظمة جاءت على ظهر دبابة وصنع لها انقلاب في سفارة من السفارات وأن أعتقد أن التضامن العربي الحقيقي لا تصنعه إلا أنظمة من إفراز الشعوب وفقًا لقوانين ديمقراطية ووفقًا لإجراءات سليمة.

وحول الحوار الدائر بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة، قال منصور إنه ليس مع فرض أي فصيل شروطه على الآخرين، ولكن المهم هو التمسك بثوابت الأمة، وهناك فرق بين التمسك بثوابت الأمة وفرض الشروط، فهي ليست قضية مساومات، فهناك ثوابت لا يجوز لحماس ولا لفتح ولا لأي جهة أن يتنكر لها، ويجب على حماس والجهاد الإسلامي والقيادة العامة وسائر المنظمات الفلسطينية بثوابت الشعب الفلسطيني التي هي ثوابت الأمة العربية والإسلامية وليست شروط، داعيًا منظمة التحرير للعودة إلى ميثاقها الذي تخلت عنه  إكرامًا لهيلاري كلينتون.

وأشار إلى أن مسئولية إعمار غزة ليست مسئولية الإخوان المسلمين أو أي فصيل أو جماعة وإنما هي مسئولية الجميع والإخوان المسلمين هم جزء من هذه الأمة سواء في الأردن أو غير الأردن، وجماعة الإخوان المسلمين هي تعمل بروح الفريق الواحد مع الشعب الأردني الذي هب منذ الساعات الأولى مع حرب الفرقان ولو فتح الطريق لغزة لكان الشعب الأردني من أوائل الشعوب التي تقف جنبًا إلى جنب مع إخوانهم في غزة والضفة الغربية.

وأدان منصور الموقف المصري الرسمي لمنعه النواب الأردنيين لقطاع غزة عن طريق معبر رفح، وعودتهم بعد 36 ساعة انتظار، مشيرًا إلى أنَّ هذا موقف لا يليق بمصر، ومصر دولة عزيزة ولكن مثل هذا التعامل هو موقف مؤسف.

من جانبه، نصح د. سفيان التل (الكاتب والمحلل السياسي) الفصائل الفلسطينية أن يركزوا في الحوار الدائر على نهج المقاومة، مشيرًا إلى أنه إذا كان هناك أناس يريدون أن يفاوضوا فعليهم أن يعتمدوا بالدرجة الأولى على المقاتلين الموجودين في الميدان، ومذكرًا بأن شعب الجزائر قدم نموذجًا كبيرًا عندما كانت فرنسا ترفض دائمًا الاعتراف بجبهة التحرير الجزائرية وتريد أن تفاوض عندما قبلت بالمفاوضات عين لها رجال الجبهة الأسرى الموجودين في سجون الجزائر ليفاوضوا فرنسا، وهكذا ركعت فرنسا على ركبتيها أمام القوة.

ودعا التل لتشكيل مركز عربي كبير يقوم بتوثيق التعويضات المستحقة لكل المتضررين في الشعب العربي في فلسطين ولبنان والجزائر والعراق وكل المناطق التي أصابها أضرار من العدوان عليها سواء كان الأوروبي والصهيوني والأمريكي وتكون هذه موروثًا تناقله الأجيال القادمة إلى وقت نستطيع فيه الحصول هذه التعويضات؛ لأنه يجب أن يأتي اليوم التي تصرف فيها كل هذه التعويضات