قالت وكالة "رويترز" إن هبوط أسعار النفط شركة «رويال داتش شل»، أمس الإثنين، دفع الشركة للإعلان عن انسحابها من خطة تطوير حقل باب للغاز العالي الكبريت في أبوظبي.

وقالت الشركة الإنجليزية الهولندية إنها قررت «بعد تقييم دقيق وشامل للتحديات الفنية والتكلفة، وقف أي أعمال مشتركة جديدة في المشروع مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)».

وقالت «شل» في بيان لها «خلص تقييم شل إلى أن المشروع لا يتماشى مع استراتيجية الشركة وبصفة خاصة في ظل المناخ الاقتصادي السائد بقطاع الطاقة».

وعلى نفس السياق ، علق وزير الطاقة الإماراتي «سهيل بن محمد المزروعي» على قرار الانسحاب قائلا: «إن الإمارات غير قلقة من انسحاب رويال داتش شل من مشروع تطوير حقل باب».

وقال «المزورعي» على هامش مؤتمر فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، إن «من المرجح أن تكون اعتبارات تجارية وراء قرار شل»، مشيرا إلى «انخفاض سعر الغاز والغاز الطبيعي المسال أكثر من 50%» مضيفا بقوله«غير قلق بشأن إمدادات الغاز مرجعا ذلك إلى التخطيط الجيد». وفي عطاء طرح في 2013 فازت شل بعقد لتطوير الحقل بقيمة 10 مليارات دولار لمدة 30 عاما.

ويشمل مشروع باب إنشاء محطة لمعالجة مليار قدم مكعبة من الغاز العالي الكبريت للاستهلاك المحلي.وكان متوقعا أن تمتلك أدنوك 60% في مشروع باب بينما كانت حصة شل ستبلغ 40%. ومن غير المتوقع أن يؤدي القرار إلى خفض كبير للقيمة في شل التي تعلن نتائج أعمالها المبدئية للربع الأخير من العام الماضي ولعام 2015 بأكمله يوم الأربعاء المقبل قبيل تصويت مهم للمساهمين على استحواذها المزمع على مجموعة بي.جي.

يذكر إن شركة شل قد أعلنت الخروج عن عدة مشروعات رئيسية العام الماضي في ظل الهبوط الحاد لأسعار النفط منذ يونيو 2014 بما في ذلك مشروعها كارمون جريك للرمال النفطية الحرارية البالغة طاقته 80 ألف برميل يوميا، ومشروع بيير ريفر لتعدين الرمال النفطية في كندا وطاقته 200 ألف برميل يوميا.

وانخفضت أسعار الأسهم في دول الخليج الغنية بالنفط بشكل حاد بعد رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.
وتراجع المؤشر الرئيسي للسوق السعودية 5.4 في المئة يوم الأحد الماضي، في حين أغلقت بورصة قطر على انخفاض بلغ 7 في المئة، كما هبط مؤشر بورصة دبي بنسبة 4.6 في المئة.

ويهيمن على هذه الأسواق المالية شركات الطاقة التي تخشى انخفاض أسعار النفط بصورة أكبر من السعر الحالي البالغ 29 دولارا للبرميل، وهو أدنى سعر للنفط خلال 12 عاما، عندما تستأنف إيران تصدير النفط.
وتقول إيران إنها ستبيع نحو 500 ألف برميل إضافية من النفط الخام.
ورفعت العقوبات الاقتصادية، المفروضة على طهران منذ ما يقرب من 40 عاما، بعد تأكيد المفتشين يوم السبت على أن إيران قد اتخذت الخطوات اللازمة للحد من برنامجها النووي.

وانخفض مؤشر السوق المالية السعودية (تداول)، أكبر سوق في المنطقة، خلال التداول إلى أدنى مستوى له منذ أوائل عام 2011، ليغلق عند 5.520 نقطة.
وهبطت أسعار الأسهم في الستة بورصات الخليجية الأخرى أيضا بسبب تقييم المستثمرين للاقتصاد الإيراني القوى وطرح كميات إضافية من النفط في السوق المتخمة بالإمدادات بالفعل.

وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي إن الأمر سيستغرق "بعض الوقت" حتى تستعيد سوق النفط العالمية استقرارها، لكنه أضاف أنه لا يزال متفائلا.