فى خطوة تفضح حالة الهلع المسيطرة على قائد الانقلاب مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير وتنامي موجة الغضب الشعبي ضد الحكم العسكري، حاول عبدالفتاح السيسي إعادة ترتيب الأوراق ومنح مليشيات الداخلية الضوء الأخضر لحماية النظام المركزي، فى ظل اعتراف الدوائر المقربة من الجنرال أن ميدان التحرير يتأهب لاستقبال ثورة حاشدة للإطاحة بالنظام الفاشي. 

 
وعقد السيسي فى الساعات القليلة الماضية اجتماعا سريا موسعا، ضمن مستشارين وقيادات أمنية عليا لمراجعة "خطة تأمين ذكية" في ذكرى 25 يناير، بالتزامن مع إعلان مليشيات الداخلية حالة التأهب من أجل الانتشار فى الشوارع والميادين الرئيسية قبيل حلول ذكرى الثورة وفرض حصار مكثف على القري المناهضة لحكم العسكر للحيلولة دون انفجار الشارع فى وجه النظام الفاشل.
 
وأكد مصدر أمني –فى تصريحات صحفية- أن التقارير الأمنية استبعدت تنظيم مظاهرات كبيرة من جانب القوى المعارضة في ظل توقيف العديد من النشطاء سواء الليبراليين أو الإسلاميين حتى لو لم يكونوا من أعضاء جماعة الإخوان، بهدف تفكيك أي شبكة قادرة على الإعداد للمظاهرات في الذكرى الخامسة للثورة المصرية.
 
بدوره، نقلت –صحيفة "الشروق" عن مصدر مقرب من سلطة الانقلاب أن السيسي لا يعتزم الإفراج عن أي من النشطاء البارزين المحبوسين على ذمة قضايا مختلفة ضمن العفو المنتظر عن نحو 400 سجين بمناسبة ذكرى الثورة، لافتاً إلى وجود "اعتراضات حاسمة من جانب جهاز الأمن الوطني" على الإفراج عن أي نشطاء بارزين قبل 25 يناير.
 
 
وشهدت محافظات مصر تظاهرات حاشدة فى جمعة "الوفاء للثورة" فى خطوة اعتبرها المراقبون بروفة لحراك حاشد فى الذكرى الخامسة لـ 25 يناير، فيما شنت الداخلية حملة اعتقالات عشوائية واسعة ضد الشباب تعاملت خلالها بوحشية مفرطة فى محاولة بائسة لتخويف الشعب من النزول ضد النظام العسكري.