كشف أهالي المعتقلين في سجن العقرب سيئ السمعة في مصر، أن سلطات السجن استخدمت قوات مكافحة الشغب؛ لإخافة الأهالي، وإجبارهم على الرحيل من أمام السجن، دون السماح للكثيرين بالدخول للزيارة المفاجئة للسجناء، التي جرى الترويج لها.
وفي لقاءات حصرية لـ"عربي21"، قالت أسماء قطب إن خبر فتح الزيارة المفاجئ وصل إلى أسرتها من خلال بعض الأسر التي ذهبت إلى العقرب لوضع "أمانات" لذويها المعتقلين. وقالت: "أدخلوهم فجأة دون سابق معرفة، وخلال خروج الضباط قالوا لهم: اكتبوا أننا فتحنا لكم الزيارة، وفي اليوم التالي، انتشر الخبر، وتوجه الأهالي من الساعة 12 مساء لكي يصلوا مبكرا في الطابور قبل الازدحام".
وأردفت أسماء قائلة: "نحن وصلنا الساعة الخامسة فجرا، ووجدنا طوابير وازدحاما شديدا، وبقينا كذلك حتى الساعة 10 صباحا، وظللنا واقفين والأعداد في تزايد حتى وصلت إلى ما يقارب 300 أسرة ومعها أطفالها، ثم دخلنا ووقفنا في الاستراحة نصف ساعة أخرى لننتظر "الطفطف" ثم دخلنا إلى الداخل، لنجد نصف الازدحام الذي كان في الخارج واقفين في طوابير لتسجيل الزيارة".
وأضافت قائلة: "الضابط خرج وقال: سندخل من معه تصريح أولا ثم من ليس معه تصريح. وبالفعل بدأ بإدخال من معه تصريح ثم من ليس معه تصريح، ولأنهم كثر قال: آخر الزيارات الساعة الثالثة. والأهالي اعترضوا وهتفوا وبدأوا بالدعاء عليهم".
وقالت أسماء: "حينها أحضر الضباط قوات فض الشغب للأهالي؛ لإخافتهم وإجبارهم على الرحيل، وبعض الأهالي رحلوا بالفعل، والبعض الآخر انتظر ودخل الزيارة بعد ذلك بعد أن خف العدد".
ووصفت أسماء المعاملة التي يتلقاها الأهالي من قبل مسؤولي العقرب بالقول: "المعاملة مهينة جدا، خاصة مع وجود نساء وأطفال وعجائز، والطوابير لا تنتهي، طابور خارجي ما بين 200 إلى 300 أسرة، وانتظار من 12 مساء إلى 11 ظهرا، والأهالي معظمهم من مدن بعيدة جدا، وينتهي الطابور الخارجي للانتقال لطابور الطفطف، وبعدها آخر لتسجيل الزيارة، ثم طابور الدخول لساحة الانتظار نفسها، قبل خروجهم (السجناء) لنا في كابينة بحائل زجاجي وسماعة هاتف لمدة دقيقتين فقط".
وتابعت موضحة: "لأن الزيارة كانت مفاجئة، فلم يكن مع كل الأهالي تصريح، ومن معه دخل ومن ليس معه ظل واقفا متعشما بأنه سيدخل، ثم أجبروا (الحراس) الكثير على الرحيل وكسروا قلوب أمهات وأطفال كثر"، بحسب قولها.
وأسماء هي ابنة المهندس مسعد قطب المعتقل بسجن العقرب في قضية "514 حصري أمن دولة 2015" والتي لا تزال قيد التحقيق. ووالدها المعتقل مريض بالسكر وبضعف في عضلة القلب وبحاجة إلى دواء يومي، في ظل تضييقات شديدة على إدخال الأدوية والملابس.
وأكدت أسماء أن والدها لا يزال يرتدي الملابس الصيفية حتى الآن رغم البرد القارس.
أما ياسر، شقيق الصحفي المعتقل خالد سحلوب، فقد قال إن الزيارة كانت ممنوعة عن خالد منذ شهرين، وأنه حينما زاره كان لا يزال يرتدي الملابس الصيفية، وليس لديه بطانيات عدا واحدة خفيفة للغاية ينام على نصفها ويتغطى بنصفها الآخر في الوقت ذاته.
وأوضح ياسر أن "الزيارة كانت ثلاث دقائق من خلف الزجاج"، وذكر أن "خالد لم يغسل أسنانه من مارس الماضي، وأظافره طويلة جدا، وأنفه كان أزرق".
وأشار إلى أن "الوضع سيئ جدا، والمعتقلون في "h4w4" يُعتبرون في (سجن) عقرب آخر تماما، والكانتين مغلق وممنوع البطانيات أو المراتب، وممنوع الملابس سواء إدخالها أو شراؤها، وممنوع عنهم التريض أيضا".
أما "ت.ش"، التي رفضت نشر اسمها، فأكدت ما ذكرته أسماء من وصول نبأ الزيارة إلى أسرتها عن طريق الأسر التي توجهت لوضع الأمانات، وأن الضباط هم من قالوا لهم "اكتبوا وبلّغوا بأن الزيارات فتحت دون تصريح".
وأضافت قائلة: "حين وصولنا كنا حوالي 300 أسرة، 60 أسرة فقط كان معها تصريح، هذا عدا عمن رحلوهم من على البوابات".
ووصفت "ت.ش" تلاعب سلطات السجن بالأهالي لساعات طوال قضوها في تنظيم الطوابير، فيما رفض الحراس مساعدة الأهالي في التنظيم.
وتحدثت أيضا عن المعاملة المهينة من الضباط للأهالي، مثل رفع الصوت وتهديدهم بقوات فض الشغب. وقالت: "أحضروا لنا سيارتي ترحيلات مليئة بالأمن المركزي وبوكس فيه قوات فض الشغب"، مضيفة أن الجنود قاموا بتصوير الأهالي حينما هتفوا ودعوا عليهم بسبب التأخير.
وتابعت أنه بعد ساعات عدة، وبعد صرف عدد كبير من الأهالي بالقوة، تم إدخاله البقية وسُمح بإدخال الأدوية. لكن "ت.ش" أكدت أنها لم تستطع رؤية والدها سوى دقيقة واحدة فقط، ثم تم قطع الكهرباء.
وذكرت أن والدها مريض بالقلب والضغط، وفقد الكثير من وزنه، فيما يرتدي قميصا خفيفا حتى الآن.