اعتبر "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي" السيسي أكثر "الزعماء" في المنطقة حماسا للتعاون مع إسرائيل، من أجل تعزيز نظامه ولتحسين قدرته على مواجهة الإسلاميين، لا سيما جماعة الإخوان المسلمين.

وفي دراسة نشرها المركز الذي يعتبر أهم محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب أمس، شدد على أن "تعزيز وترسيخ النظام المصري وتمكينه من القضاء على الإرهاب الإسلامي هو مصلحة إسرائيلية صرفة، ناهيك عن تقاطع مصالح الطرفين في كل ما يتعلق بقطاع غزّة".

وأشار المركز إلى أن اعتماد مصر على الغاز الإسرائيلي سيسهم فقط في تعزيز مكانة إسرائيل لدى النظام الحالي في القاهرة، ويزيد من مسوغات التعاون والتحالف معها.

وشدد المركز على أن نخب الحكم المعادية للإسلاميين في العالم العربي وجدت في إسرائيل حليفا مهما جدا، بعد تراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة، وهذا ما دفعها لتعزيز التعاون معها بشكل كبير.

وأكد المركز أن التحالف الواقعي الذي يربط إسرائيل بكل من مصر وقبرص واليونان، قد ساهم في تحسين البيئة الإقليمية والإستراتيجية للدولة العبرية.

وأوضح المركز أن طابع التعاون الأمني والاستخباري والعسكري بين إسرائيل والدول التي تطل على البحر الأبيض المتوسط، قد أسهم في تحسين الميزان الاستراتيجي بشكل غير مسبوق.

في السياق، ذكرت الإذاعة العبرية، أن حرص ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الكشف عن مصافحته عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب، وتبادله الحديث معه على هامش قمة "المناخ" في باريس، يأتي ضمن توجه نتنياهو أن يثبت للرأي العام الإسرائيلي والدولي أن سياساته المتشددة تجاه الفلسطينيين لا تؤثر سلبًا في العلاقات الإستراتيجية مع الدول العربية، خصوصًا مصر.

ونوهت الإذاعة الليلة الماضية إلى أن نتنياهو يحرص بتصميم شديد على جعل علاقاته "الدافئة والحميمة جدا" مع السيسي بعيدة عن الجدل الإعلامي، وأقدم على هذه الخطوة لمواجهة الانتقادات التي توجهها له المعارضة اليسارية التي تتهمه بأنه مسئول عن العزلة الدولية التي تعانيها إسرائيل.

وشددت الإذاعة على أن إسرائيل شرعت بالفعل في توظيف علاقاتها الدافئة مع نظام السيسي والأردن ودول عربية أخرى دعائيا، لمواجهة حركة المقاطعة الدولية "BDS".

ونقلت الإذاعة عن موظف كبير مقرب من تسيفي هاتوبلي القائمة بأعمال وزير الخارجية، قوله: "رسالتنا للنخب الأوروبي والأمريكية واضحة وبسيطة؛ أنه لا يمكنكم أن تكونوا أكثر حرصا على الفلسطينيين من الدول العربية، التي تحرص على تعزيز التعاون والتنسيق معنا، حتى في ظل الأحداث التي تشهدها الضفة الغربية والقدس".

وأضاف الموظف الكبير: "من خلال الكشف المنضبط عن مظاهر التواصل والتعاون مع الدول العربية المعتدلة، فإننا نحاول أن نقنع العالم بعدم الإصغاء لـBDS".