21 / 9 / 2010

نافذة مصر ـ كتب / عمر الطيب :

أكد د. وحيد عبد المجيد نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية بـ (الأهرام) ، أن مسلسل الجماعة عانى من أوجه القصور الكثيرة ، وأن مشكلته الأساسية لم تكن الإنحياز ، وإنما قلة الإتقان على مستوى الشكل والمحتوى ، مضيفاً أنه «سلق سلقاً»، حتى على مستوى البناء الدرامي ، مؤكداً أن مؤلفه لم يقرأ الـ 29 مرجعاً التى قال أنه استعان بهم .

جاء ذلك خلال مداخلته فى ندوة بعنوان "الجماعة.. بين التاريخ والدراما"، والتي استضافها مقر الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بشارع الأخشيد بالمنيل، وشارك فيها المخرج مصطفى الشال، ود. كامل عبد الفتاح الباحث في التاريخ المعاصر، والسينارست أحمد عطا، والباحث التاريخي هشام حمادة، بالإضافةً إلى  م. سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، وعضو مجلس الشعب ،  ود. أحمد دياب الأمين العام للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ، وعدد من الباحثين والمختصين ، بحضور عدد من وسائل الإعلام العالمية أبرزها قناتي الجزيرة ، والعربية ، ونقلها موقع (نافذة مصر) فى تغطية حية ومباشرة .

ونبه عبد المجيد إلى أن العمل الدرامي من الصعب أن يكون محايداً ، لكن يجب أن يستوفي الشروط المهنية ، وأن يتوفر فيه الحد الأدنى من الموضوعية ، لأنه ليس هناك أحدٌ محايد من الأساس ، فالكل لديه رؤيته ، وتفضيلاته ...

وقال أن العمل كان هزيلاً من حيث الشكل والموضوع ، ماعدا الجوانب الإخراجية والتصوير.

مضيفاً أنها المرة الأولى التي يقدم طاقما سينيمائيا عملاً درامياً تليفزيونياً رغم الإختلافات ، حيث أن الدراما التليفزيونية تحتاج إلى صبر ومعرفة بكافة التفاصيل ، مؤكداً أن المسلسل لم يبذل فيه الحد الأدنى من الجهد .

وأكد عبد المجيد أن الحلقات الأولى من المسلسل كانت أفضل بالمقارنة بباقي الحلقات ، مشيراً إلى أنه تم التعامل بإستخفاف شديد مع المواقع التي عاش وعمل فيها الإمام البنا ، وأن منزله لم يتغير على مدار المسلسل رغم ، أن الإمام عاش فى ثلاث منازل مختلفة طوال تلك الفترة فى الخياميه ، والسبتية ، والحلمية فى شارع سنجر الخازن على بعد خطوات من المركز العام للجماعة فى ذلك الوقت ، مضيفاً أن الملابس والأزياء ـ أيضاً ـ تم التعامل معها بسطحية ، وأن الأجواء السياسية العامة فى تلك الفترة تم تجاوزها ، معتبراً أن العمل إجمالاً به قصور وقلة إتقان ، رغم الميزانية الضخمة ، الذي أكد أنها استنزفت على الأدوات وفى مقدمتها الكاميرات الحديثة .
وفى تشريحه للخط السياسي للمسلسل ، أشار د. وحيد عبد المجيد أن المؤلف كان يريد القول أن الإخوان نشأوا على العنف ، الذي هو جزء أصيل من تكوينهم ، وليس طارئاً عليهم ، لذا بدأ بالعرض العسكري ليربط الحاضر بالماضي ، ويبرز العنف .
مؤكداً أن هناك عدد من الأخطاء التاريخية بالمسلسل منها : أن الإمام البنا لم يصنع بنادق خشبية لتدريب أنصاره عليها ، وأن هذا لم يثبت حتى فى كتابات أكثر خصوم الإخوان مثل عبد العظيم رمضان ، ورفعت السعيد ، وأن الإخوان أنشأوا فى البدايات فرق رحلات وليس فرق جوالة ، مشيراً أن كاتب المسلسل أراد من وراء ذلك التأكيد على أن العمل المسلح كان مع ملازما للجماعة منذ البدايات الأولى !!.
وقال عبد المجيد أن نشأة النظام الخاص فى عام 1938، كان الهدف الأساسي منه مواجهة الإحتلال البريطاني ، والغزو الصهيونى لفلسطين ، بعد عدة محاولات فاشلة لتوريد السلاح إلى المقاوميين بسبب نقص الخبرة ، وأن التأسيس جاء بناء على طلب مفتي فلسطين .
مضيفاً أن النقراشي بدأ حياته مناضلاً ، واتهم فى قضية مقتل "السير لي ستاك" ، لكنه أنهى حياته بشكل غير وطني ، وهذا يفسر تأرجح العلاقة بينه وبين الإخوان ، مشيراً أن الإخوان ساندوه بعد إستجابته للمطالب الجماهيرية بوقف التفاوض مع الإنجليز ، وأنه ـ هو نفسه ـ اصطحب الطالب الإخواني مصطفى مؤمن إلى مجلس الأمن ، قبل أن ينقلب فى مواقفة وينحاز ضد مطالب التحرير .
ونفى عبد المجيد وجود فرق فى الدرجة بين الإخوان وجماعات العنف المسلحة كما أكد راوي المسلسل " الممثل عزت العلايلى" و الذي كان يمثل مؤلفه وحيد حامد ، مؤكداً أنه إختلاف نوعي ، وأن عنف الإخوان كان عنف طارئ فرضته ظروف فترة الأربعينات.
وأضاف أن من كتبوا مذكرة الإتهام فى قضية إغتيال النقراشي إستثنوا منها الأعمال القتالية ضد الإحتلال واليهود ، على إعتبار أنها أعمال بطولية .
مؤكداً أن أعمال النظام الخاص تشرف من قاموا بها رغم وجود بعض الإستثناءات القليلة ، كإغتيال النقراشي وحكمدار العاصمة والخازندار.
وأضاف فى نهاية كلمته أن أصحاب المسلسل استخفوا به ، وقدموا عملاً بأقل مجهود ، معتقدين أن الأدوات التقنية يمكن أن تعوض العنصر البشري ، الذي بدونه لا يمكن تقديم عملاً جيداً.