29/07/2009

أقام محامون معنيون بالدفاع عن حقوق الإنسان دعوى على الحكومة البريطانية يتهمونها فيها بالضلوع في النقل غير المشروع لمشتبه في ضلوعه في أنشطة إرهابية من إندونيسيا إلى مصر، حيث يقولون إنه تعرض للتعذيب.

وتقول "ريبريف" -وهي جماعة لحقوق الإنسان مقرها بريطانيا-: إن لندن سمحت على علم منها بنقل محمد سعد إقبال مدني – المصري الذي يحمل جواز سفر باكستانيا- من جاكرتا إلى القاهرة عبر القاعدة الجوية الأمريكية في جزيرة دييجو جارسيا التابعة لبريطانيا في المحيط الهندي في عام 2002.

وقال مدني إنه تعرض للتعذيب فور وصوله إلى مصر لمدة ثلاثة أشهر، ثم أرسل إلى سجن خليج جوانتانامو الأمريكي في كوبا، حيث احتجز ست سنوات قبل الإفراج عنه في أغسطس الماضي دون توجيه أي اتهام له. وهو يقيم حاليا في باكستان.

وإذا نجحت الدعوى فستربط رسميا بين بريطانيا وبين عمليات نقل المشتبه بهم غير الشرعية عبر الحدود للمرة الأولى.

واعترفت لندن بمرور رحلات جوية أمريكية لنقل المشتبه بهم عبر أراضيها، لكنها قالت إنها لم تكن تعلم بذلك آنذاك.

وعندما طلب منها التعليق على دعوى "ريبريف" قالت وزارة الخارجية في بيان اليوم: "عبرنا للولايات المتحدة بوضوح عن شعورنا بخيبة الأمل بشأن هذه الرحلات الجوية، وحصلنا على تأكيدات واضحة بأنه لم يحدث في أي مرة أخرى منذ 11 سبتمبر 2001 أن مرت أي رحلة جوية تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تحمل محتجزين عبر أراضي المملكة المتحدة".

وتقول "ريبريف" -التي تمثل عددا من المحتجزين في جوانتانامو-: لابد أن بريطانيا كانت تعلم بنقل مدني عبر دييجو جارسيا؛ لأن تسلسلا قياديا محددا كان مطلوبا للتصريح بأي رحلات "خارجة عن العرف".

وتهدف الدعوى إلى حمل الحكومة البريطانية على الإفصاح بوضوح عن مدى ما كانت تعرفه عن رحلات نقل المحتجزين غير المشروعة.

وتقول "ريبريف" إنه يمكن أيضا طلب تعويضات مالية لمدني (31 عاما)، حيث عانى من الأذى جسديا وذهنيا نتيجة احتجازه لدى الولايات المتحدة، مضيفة أنه ربما يمكن أيضا إقامة دعويين على الحكومتين المصرية والأمريكية.

وقالت كلير الجار، المديرة التنفيذية لـ"ريبريف": "طالما استخدمت دييجو جارسيا ملاذا آمنا للولايات المتحدة وبريطانيا لارتكاب أفعال جنائية، وحان الوقت لكي تخضع هذه الأراضي لتدقيق القانون البريطاني والدولي، وقضية السيد مدني هي الخطوة الأولى نحو إعادة حكم القانون إلى دييجو جارسيا".

وتخضع جزيرة دييجو جارسيا -وهي واحدة من مجموعة جزر أرخبيل تشاجوس في المحيط الهندي- للحكم البريطاني منذ ستينيات القرن الماضي، ونقل السكان قسرا من الجزر في الستينيات والسبعينيات، وأقيمت قاعدة جوية، واستأجرت الولايات المتحدة الجزيرة منذ ذلك الحين للاستخدام العسكري.

وخاضت الحكومة البريطانية معارك في المحاكم من أجل استمرار تقييد حرية الوصول إلى دييجو جارسيا، وفازت العام الماضي في معركة قانونية لمنع أبناء وأحفاد من أرغموا على مغادرة جزر تشاجوس من العودة إليها والإقامة بها.

ـــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : رويترز