العلماء يكشفون عن أن الجهاز المناعي يولد أجسامًا مضادة بعد التعافي من فيروس كورونا قد تحمي الجسم من التقاط الفيروس مجددًا لستة أشهر قادمة.

أظهرت دراسة جديدة قام بها باحثون ضمن تحالف لمجموعة من المؤسسات الصحية البريطانية أن الإصابة بفيروس كورونا المستجد والتعافي منه قد تضمن للشخص مناعة ضد الفيروس من الممكن أن تدوم لمدة 6 أشهر كاملة أو أكثر.

 إذ وجد أن الخلايا التائية، وهي أحد أنواع الخلايا المناعية، قد تستمر في التواجد بمستويات معينة في مجرى الدم حتى بعد التعافي من الفيروس لتضمن عدم عودته للجسم مجدداً لمدة قد تصل إلى 6 أشهر على الأقل.

لإجراء الدراسة قامت مجموعة مكونة من 100 متطوع بمنح الباحثين عينات دم شهرية لمدة 6 أشهر متتالية ليتم فحصها مخبريًا، وكان كل فرد من هؤلاء المتطوعين قد سبق وأصيب بفيروس كورونا المستجد وشفي منه، مع العلم أن الأعراض التي ظهرت على هؤلاء المتطوعين أثناء فترة الإصابة كانت تتراوح بين طفيفة ومعتدلة، مع وجود مجموعة منهم لم تظهر عليها أية أعراض أثناء فترة الإصابة.

من خلال إخضاع عينات الدم للفحص، تمكن الباحثون من ملاحظة وجود الخلايا التائية في جميع العينات المأخوذة، والخلايا التائية هي خلايا تعمل على تحفيز حدوث رد فعل مناعي في الجسم، مما يساعد على مقاومة العدوى والالتهابات.

على الرغم من قيام الباحثين في هذه الدراسة بالربط بين الخلايا التائية والمناعة المتكونة ضد فيروس كورونا المستجد، إلا أن مخرجات البحث لم توفر أدلة حاسمة ومباشرة حول قدرة هذه الخلايا على حماية الجسم من التقاط المرض من جديد، لا سيما وأن رد فعل الخلايا التائية في أجسام المتطوعين الذين لم تظهر عليهم أية أعراض كان ضعيفًا.

تعد هذه الدراسة أول دراسة تظهر أن خلايا الجسم المناعية قد تتذكر الفيروس وتحمي الجسم منه لمدة 6 أشهر، ولكن يجب التنويه إلى أنها لا زالت دراسة لم يتم مراجعتها طبيًا من قبل باحثين اخرين، كما أنها لم تنشر بشكل رسمي بعد.

ولكن ورغم هذه النتائج الواعدة تبقى طريقة استجابة جهاز المناعة للفيروس غير واضحة تمامًا حتى يومنا هذا، ولا زال الأمر بحاجة للمزيد من البحوث والدراسات على نطاق أوسع لرسم ملامح واضحة لما يحدث داخل الجهاز المناعي عند الإصابة بفيروس كورونا، ولكن وعلى الجانب الإيجابي يجب التنويه إلى أن الحالات المسجلة التي عاد فيها الفيروس مجددًا لأجسام المرضى بعد التعافي منه هي حالات نادرة وقليلة جدًا.