استنكرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، مساء اليوم الخميس، إعلان اتفاق التطبيع بين المملكة المغربية والاحتلال الإسرائيلي.

وقالت حركة حماس في بيان: "ندين الإعلان الصهيوني المغربي عن تطبيع العلاقات بينهما، في خطوة مستنكرة لا تليق بالمغرب، ولا تعبر عن الشعب المغربي الشقيق الذي وقف وما زال مع فلسطين والقدس والأقصى في كل الظروف والمحطات".

واعتبرت إقدام المملكة المغربية على هذه الخطوة خذلانًا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وانقلابًا على الموقف التاريخي للمغرب في رفض الاحتلال والتعامل معه، والذي تجلى على مدار عشرات السنين السابقة، وتولى المغرب رئاسة لجنة القدس انطلاقًا من موقفه التاريخي هذا.

وأهابت "بالشعب المغربي الأصيل وبكل شعوبنا الحرة رفض هذا الاتفاق وكل اتفاقات التطبيع الرخيصة، ومواصلة مقاطعة الاحتلال الصهيوني وعدم القبول به إطلاقا مهما كانت الظروف والمغريات، فالعدو الصهيوني سرطان خبيث لا يمكنه أن يقدم خيراً لأحد، وستندم كل عواصم التطبيع على اليوم الذي سمحت فيه لصهيوني واحد دخول أراضيها".

وقالت: "ستبقى فلسطين قبلة الأحرار، وسيسقط التطبيع والمطبعون، وستستعيد شعوبنا الحرة زمام المبادرة مهما طال الزمان أو قصر".

بدوره، قال الناطق باسم حماس حازم قاسم: "إن هذه خطيئة سياسية، ولا تخدم القضية الفلسطينية، وتشجع الاحتلال على استمرار تنكره لحقوق شعبنا".

وأوضح قاسم أن الاحتلال يستغل كل حالات التطبيع لزيادة جرعة سياسته العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني وزيادة تغوله الاستيطاني.

بدوره، قال المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي"، الخميس: إن تطبيع علاقات المغرب مع الاحتلال "خيانة للقدس ولفلسطين".

وأضاف داود شهاب، في تصريح لوكالة الأناضول: "هذه انتكاسة جديدة للنظام العربي"، وأكد  أن "الشعب المغربي وقواه السياسية سترفض التطبيع".

وعدّ أن "الولايات المتحدة وإسرائيل تستخدمان التوترات الداخلية في المنطقة لابتزاز أنظمة الحكم"؛ حيث "تساومها بين استمرار التوترات والأزمات أو الرضوخ للإملاءات".

ووصف التطبيع بأنه "سياسة استعمارية بثوب جديد".

وفي وقت سابق اليوم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب موافقة المغرب على التطبيع مع الاحتلال.

وقال في تغريدة على تويتر: "إنجاز تاريخي آخر اليوم! صديقتانا الرائعتان إسرائيل والمملكة المغربية وافقتا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما".

وعدّ ترمب أنّ هذه الخطوة "تقدم هائل لعملية السلام في الشرق الأوسط"، وفق زعمه.

وفي أول تعليق مغربي، أعلن الملك محمد السادس أنه أخبر ترمب في اتصال هاتفي بأن بلاده تعتزم "استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أقرب الآجال".

وأكد "العمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، كما كان عليه الشأن سابقا ولسنوات عديدة، إلى غاية 2002".

لكنه شدد على أن "هذه التدابير لا تمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط".

ويأتي موقف المغرب بعد قرابة 3 أشهر من توقيع الإمارات والبحرين اتفاقي تطبيع مع الاحتلال، في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، في حين أعلن السودان، في 23 أكتوبر/تشرين الأول، الموافقة على تطبيع العلاقات تاركا مسؤولية إبرام اتفاق بهذا الخصوص إلى المجلس التشريعي المقبل (لم ينتخب بعد).

وبهذا القرار يصبح المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم حاليا علاقات مع الاحتلال إثر قطع موريتانيا علاقاتها مع "تل أبيب" في 2010.

وتنضم هذه البلدان الأربعة بذلك إلى بلدين عربيين أبرما اتفاقي سلام مع الاحتلال وهما الأردن ومصر.