تُعد الإجازة من أهم الفترات التي ينتظرها الأشخاص حول العالم للحصول على قسط من الراحة والترفيه، والترويح عن النفس بعد القيام بمجهودات بدنية وعقلية يومية كبيرة، سواء في ميادين الأعمال المختلفة أو في الميادين التعليمية، والأكاديمية كالمدارس والجامعات والمراحل الدراسية العليا.

فبعد فترة عاشتها الأسرة وأبناؤهم وهم يتخيلون الامتحانات كأنها وحش مرعب يستنزف طاقة الجميع ويضعهم في حالة توتر وضغط تجعلهم يتركون أي أمر آخر ويلتفتون للدراسة فقط، مما يجعلهم يفوِّتون الكثير من الأمور في الحياة، ويركنون مواهبهم وعلاقاتهم الاجتماعية على الرف ريثما تنتهي فترة الامتحان.

ولاستغلال هذه العطلة بشكل يضمن أقصى استفادة منها بحيث لا تكون فترة استراحة فقط ونقاهة بعد الامتحانات، وإنما أيضًا فترة استفادة منها وإنجاز لأعمال متراكمة ومؤجلة منذ فترة طويلة، ولكي لا تقع الأسرة في الأخطاء الشائعة، مثل أن تترك الأم طفلها للسهر أمام التلفزيون فينام طوال النهار -للتعويض- وهو سلوك ترحب به كثير من الأمهات، حيث يناسب ذلك انشغالهن بالعمل؛ لكن الأم لا تعلم أن هذا السلوك يُحدث اضطرابا في عقل الطفل ويعوق بناء جسده، فالنوم ليلا أفضل صحيا من النوم نهارا، فالله خلق السكينة في الليل تنمية للأجهزة الفسيولوجية بما فيها العقل، ولذا وجب على الجميع –خاصة الآباء والأمهات– أن يتفهموا قدر استطاعتهم أهمية استغلال هذه الإجازة والتخطيط للاستفادة منها، عن طريق:

    وضع خطط منطقية وواقعية لقضاء العطلة: فمن الضروري أن يكون هناك نوع من المرونة أثناء التخطيط والواقعية التي تتناسب مع ظروف كل بيئة، مع الوضع في الاعتبار بعض التخفيف والترويح عن النفس وذلك كي لا تشعر بملل أو فتور.

    استشعار أهمية الوقت: فلا بد من غرس مفاهيم احترام الوقت والاستفادة بها في نفوس أبنائنا والعمل معهم على الاستفادة من الإجازة، سواء بحفظ القرآن الكريم أو أخذ دورات تدريبة أو علمية أو تقوية بدنية؛ لأن الوقت والزمن يمر كل يوم فيخطف نصيبًا من أعمارنا.

    تشجيع الأبناء على القيام بالأعمال التطوعيّة، كزيارة دور الأيتام، والمسنين، أو عمل إيجابي في الحي مع بقية زملائه.

    إعطاء الفرصة للأبناء للذهاب مع الأصدقاء لممارسة إحدى الهوايات المشتركة، بما في ذلك السباحة وركوب الخيل والتزلج وغيرها.

    الاستفادة من الوقت بالتنمية العقلية والعلمية عن طريق تعلم لغة جديدة، والبدء في مهارات الاستماع والمحادثة والكتابة، سواء عن طريق الإنترنت أو من خلال المشاركة في المراكز التعليميّة المخصّصة لهذا الغرض.

    صلة الأرحام: والإجازة فرصة طيبة للأهل والأبناء للتواصل والتزاور وإيجاد فرصة للتعارف أكثر بين الأهل جميعا.

    قراءة كتب متنوعة: ويمكن قراءة كتب متنوعة، وأن تخصص في كل يوم من وقتك جزءًا لقراءة كتاب في علم من العلوم سواء كانت أدبية أو قصص إسلامية أو تكنولوجية أو أي كتب ترفع من المستوي الفكري، وتزيد من معلوماتك بما يعيد المنفعة عليك بحياتك الدراسية والعملية.

يقول الدكتور عماد فؤاد: «لا بد من استغلال وشغل كل دقيقة في الإجازة، فعلى الآباء مشاركة الأبناء في تنظيم ذلك الوقت من خلال: ترتيب فترة للسفر، للتنزه مع الأصدقاء، اللعب بالكمبيوتر والإنترنت، وقت مخصص للقرآن وللصلاة، ووقت لتنمية مهارات جديدة أو تقوية بعض نقاط الضعف بأخذ بعض الدورات التدريبية التي لا يمكن الالتحاق بها أثناء الدراسة والمذاكرة، وعدم جعل وقت الإجازة يمر بدون استغلال واستفادة.

    من الممكن أيضا تنظيم رحلات اليوم الواحد مع الأصدقاء، كنوع من أنواع تغيير الجو والترفيه؛ وذلك يساعد الشخص على تحسين حالته النفسية ورجوعه إلى النشاط والحالة الإيجابية.

    التحضير للعودة لاستئناف الحياة الطبيعية بعد هذه الإجازة؛ لذلك يُطلب من الشخص ترتيب منزله وإعادة تأهيل غرفة النوم الخاصة به، والتخلص من الأشياء غير المفيدة؛ لاستقبال المرحلة القادمة بجاهزية عالية، وأن يلقي نظرة سريعة على منهج الفصل الدراسي الثاني؛ حتى يسهل عليه المتابعة مع المدرسين.

إنه مع غياب المربين، والواقع الذي تعيشه البلاد الإسلامية والحروب التي تشن ضده من كل حدب وصوب؛ تجد الأسر والأبناء يعانون صعوبة في وضع خطط للاستفادة من الإجازة، لكن لا بد من عدم ترك الأمور كاملة، ويجب على الأسر الأخذ بسنن التدافع؛ حتى لا تضيع الإجازة ويضيع الأبناء.

ولذا، يجب على الفرد أن يستفيد من الإجازة بأفضل طرق فعالة، أولها تنظيم الوقت من حيث تقسيمه إلى وقت محدد للراحة ووقت آخر لفعل الهواية المفضلة أو القيام بنشاط محبب، مما يجعل الطلاب يعودون إلى الدراسة والعمل بنفس مفتوحة وطاقة فعالة وإيجابية.