خميس النقيب

تلاوة رائعة في صلاة الفجر حيث الجو صاف والهدوء كاف والخشوع شاف ، الملائكة مع المصلين شهود والارواح تسرح في ظل المعبود والخشوع في القلوب يسود  ..!!  بدأ الامام بسورة السجدة في الركعة الاولي وما فيها من انتقام الجبار من المجرمين الذين ينكسون رؤوسهم امام ربهم ويودون لو عادوا للدنيا من جديد يصلحوا اعمالهم لكن هيهات هيهات ..!! ثم صفات المؤمنين تتجافي جنوبهم عن المضاجع وجزاء ذلك ،  ثم انتقل الي سورة الانسان في الثانية وما فيها من نعيم الجنات وثمن القربات والانات ...!!
المجرم اجرم لانه غفل عن الدين.. ظن الدين خرافات ، غيبيات ، تناقضات ، ظن  الدين أداة تفريق ، قال الدين ليس لهذا العصر ، انه رجعية ، فراح واستباح ، ظلم باسم الدين ، وقتل باسم الدين ، ونهب باسم الدين  ، لم يتعلم العلم الصحيح ، له فطرة سليمة.. لكن غفل عن الحقيقة فشقي بها ..!!
" وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ " السجدة ،   وفي موضع اخر : "  وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ  "  الملك  
 اذن الأزمة أزمة علم  ، ليست ازمة سكن او اخلاق او مال او غيره انما هي ازمة علم وعلم فقط ..!!
لذلك لابد من العقأب "   فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون" السجدة
المتفلت الذي يفعل ما يشاء ، يأكل ما يشاء ، يلتقي مع من يشاء ، يقبض أي مبلغ يشاء، لا يوجد رقابة ولا قانون ولا قيمة تحجزه.... هذا ينتهي إلى جهنم.
لقد استأصل الله تعالى من المشركين أشدَّهم ضَراوة وشراسة في حرب الإسلام والمسلمين، فقتل فيها أرباب الكفر والكافرين، أمثال: أبي جهل وعتبة بن ربيعة وأُميَّة بن خلف... وغيرهم؛ فعن عائشة أنها قالت: لما أمر النبي يوم بدر بأولئك الرَّهْط فأُلقُوا في الطوى، عتبة وأبو جهل وأصحابه، وقف عليهم فقال: جزاكم الله شرًّا من قومِ نبيٍّ ما كان أسوأ الطَّرْدِ، وأشد التكذيب، قالوا: يا رسول الله، كيف تُكلِّم قومًا جيَّفُوا، فقال:  ما أنتم  بأفْهَم لقولي منهم ... اذا كانوا ينكلون ويبطشون بالمستضعفين فان هناك قوي قادر قاهر ينكل بهم ويلطش بهم وينتقم منهم    كيف ؟   
"  يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُون "
في المقابل تنتقل الايات الي الذي فيه خوف وفيه قلق وفيه ضبط للشهوات وضبط للأعضاء وللجوارح.. نهايته جنة إلى أبد الآبدين.
 .. فلا تعلم نفس.. لا يمكن أن يعلم. ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون..  الموازنة بين الفريقين "  أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ  "  " هل جزاء الاحسان الا الاحسان " الرحمن .. ماذا قدموا ؟ : تتجافى جنوبهم عن المضاجع ماذا قدموا ؟ : يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ، ماذا قدموا ؟ ومما رزقناهم ينفقون  ، ماذا حصدوا ؟ : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون.
 ورد :  ألا يا ربّ نفسٍ جائعة عارية في الدنيا، طاعمة ناعمة يوم القيامة ألا يا ربّ نفس طاعمة ناعمة في الدنيا ، جائعة عارية يوم القيامة ، ألا يا ربّ مكرم لنفسه وهو لها مهين ألا يا ربّ مهين لنفسه وهو لها مكرم..... العبرة في النهايات، العبرة من يضحك أخيراً.
"  فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ "  المطففين
دائماً ابحث عن المرجع  ، ابحث عن المصير ، ابحث عن العاقبة ،  " وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ  " القصص
 الأيام تدور والحياة تسير .. يصعد أناس ، يهبط أناس ، يغتني أناس ، يفتقر أناس ، يقوى إنسان ، يضعف إنسان ، العبرة بالنهاية
والعاقبة للمتقين.. فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون
. المؤمن ينقلب إلى أهله مسروراً يوم القيامة ، الكافر: إنه كان في أهله مسروراً. الفرق.. واحد ينقلب إلى أهله مسروراً والكافر أنه كان في أهله مسروراً. "  أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون "  السجدة
 الى كل أرملة قُتِل زوجها ظلمًا، إلى كل ثَكْلى فَقْدت أولادها غدرًا، إلى كل يتيم قُتِل أبوه بغيًا، إلى كل فقير هُدِّمت داره غصبًا، عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ثلاث مَن فَعَلهنَّ فقد أجرم: مَن عقَد لواء في غير حق، أو عَقَّ والديه، أو مشى مع ظالم يَنصُره فقد أجرم، يقول الله:  " إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ "  السجدة
 لذلك يَودُّ المجرم يوم القيامة لو أن يُقدِّم أهلَه وذريَّته وأقاربه في النار؛ لينجو هو من عذاب الله، كيف؟ "  يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ * كَلَّا إِنَّهَا لَظَى "  الذين ينتهجون العمالة مع اعداء الامة ، فيعبث اليهود في المقدسات ، ويقتلون المؤمنين والمؤمنات ، و يخرب الغرب العلماني في اوطان الشرق الاسلامي فيعربدون ويفسدون ، ينهبون الثروات ويقتلون المقدرات ويجلبون الحسرات ويخطفون المواهب ويدمرون القدرات ..!!
نعم.. فما أكثر الليالي التي يختبئ في ظلامها المظلومون! وما أصعب اللحظات التي تَمُر عليهم فيبكون، رافعين شكواهم للذي إذا أراد شيئًا أن يقول له: كن، فيكون،  "  وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ " السجدة
لذلك الانتقام سيكون مؤلم ، سينال من كل مجرم ،   ماذا سيرد المجرم عند السؤال ؟ ماذا سيجيب ربه ؟ عن القتل والفتك والنهب والتعذيب ..!! ستراهم ناكسو رءوسهم ذليلة انفسهم ، وجوههم عليها غيرة ترهقها قترة اولئك هم الكفرة الفجرة ..!!
إن أعتي  مجرمي الأرضاخذهم الله بجرمهم وهو تعالي قادر أن  يأخذ من على شاكلتهم وهو العليم الخبير ، الغالب القاهر سبحانه   "  وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ * فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ  " العنكبوت  فهل ينتبه الغافل ؟ وهل يعود المغفل ؟ هل يقلع المجرم ويرجع الظالم ؟ هل يتوب العاصي ويثوب المذنب ؟  اللهم ردنا اليك ردا جميلا ..
 اللهم خذ بنواصينا اليك اخذ الكرام عليك ،  اللهم لا تجعلنا ممن ينكسون رءوسهم يوم لقاك ، بل اجعلنا ممن اعددت لهم مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر ..
اللهم انصر المستضعفين واحفظ المؤمنين وعليك بالمجرمين في كل مكان يارب العالمين ...
 
.com yahoo@alnakeeb28