بقلم / أبومحمد الحامد

أيها الأحباب الكرام لقد وفقكم الله بالإستقامة على نهجه ونصرة شرعه وتحملتم تبعات ذلك واثقين فيما عند الله من الأجر والمثوبة والنصر والتمكين " الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ" وقد تكالبت عليكم أيها الإخوان قوى البغى فى العالم من صليبية حاقدة وصهيونية متآمرة وشيوعية غاشمة ودول إقليمية غرتها أموالها وقوى ظلامية متخلفة فى الداخل ورمتكم عن قوس واحدة لتحرفكم عن دينكم وسلامة قصدكم " وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"  فما لان لكم عزم ولا ضعفت لكم قناة بفضل الله ومنته " وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا " فأثبتم أن هذا الدين جدير بأن يضحى فى سبيله فأعدتم سيرة السلف الصالح نسأل الله أن يتقبل جهادكم.
هذه كلمة حق لابد أن تقال فى هذا الظرف الراهن ونحن على أعتاب ذكرى ثورة 25 يناير ، الثورة التى مثلت حلماً للمصريين جميعاً بكافة توجهاتهم إلا فئة قليلة فاسدة آثرت هواها ومنافعها الشخصية على مصلحة الوطن الكبرى فحاولت جاهدة إجهاض هذه الثورة فى مهدها بكافة الأساليب الخسيسة فلما فشلت فى ذلك تآمرت وخانت وانقلبت على إرادة الشعب المصرى الذى ارتضى الإخوان طليعة له وحملهم أمانة التغيير والعبور بهم إلى بر الأمان.

ولقد حملتم أيها الإخوان الأمانة فى مرحلة صعبة فما خنتم ولا فرطتم وإن كان ثمة أخطاء فهذه من طبيعة البشر التى لابد منها " وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" والدليل على ثباتكم رغم مطارق الأعداء ومحاولاتهم الحثيثة للنيل منكم ومن ثوابتكم ضربتم أروع الأمثلة فى التضحية والفداء قادة وجنوداً،شيباً وشباباً وأشبالاً،وأخوات وفتيات وزهرات ، وما تركتم الإنقلابيين يهنأون يوماً بانقلابهم – ولن ينجو بفعلتهم – وقد حانت فرصة عظيمة مواتية ذكرى 25 يناير الثورة التى لم تكتمل فانهضوا فأكملوها باذن الله إنتصاراً لشرعه وإنصافاً للشهداء والجرحى والمعتقلين والمطاردين والمظلومين والمقهورين من أبناء هذا الشعب ، ولقد أثبتت التجربة صدق إخلاصكم وسلامة قصدكم وجدوى طريقكم ،فامضوا بسم الله متوكلين على الله واثقين فى نصره وتأييده  "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ".

فاشغلوا أنفسكم بالعمل والنضال وتواصلوا مع الشعب وحصنوه بالوعى ولاتتركوه فريسة للدعاية السوداء والإعلام الفاسد ،فالشعب مخزون الثورة – وبعد توفيق الله- يضمن نجاحها واستمرارها حتى بلوغ مراميها.

ولا تنشغلوا بالجدل والخلافات "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"  وإن كانت الجماعة تمر على المستوى القيادى باختلاف فى وجهات النظر ،فهذا الخلاف لايفسد للود قضية بل يثرى العمل ويلاقح الأفكار للوصول إلى الأهداف بأفضل السبل والوسائل للتخلص من وطأة هذا الإنقلاب الغاشم.

واعلموا أيها الإخوان أنكم بايعتم الله تعالى وسرتم على خطى نبيه حاملين لوائه تنتمون إلى المبادئ والأهداف ، لا إلى الأشخاص والأفراد، فانصحوا لقيادتكم وأطروها على الحق ثم اسمعوا لها وأطيعوا فهى رمز فكرتكم وحلقة الإتصال فيما بينكم ،فالعمل العمل والجهاد الجهاد حتى يضع النضال أوزاره "وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ".