بقلم : مجدي مغيرة
 
1-      أدان الإخوان استخدام العنف ضد الخصوم السياسيين منذ نشأتهم سنة 1928م  وحتى الآن ، ولم يستخدموا السلاح إلا ضد الإنجليز المستعمرين والصهاينة المحتلين ، ولم يفكروا في اغتيال جمال عبد الناصر الذي أذاقهم الأمرَّيْن رغم وجود عضوين  منهما في الحراسة  الشخصية لجمال عبد الناصر  ، أحدهما كان كبير ياويران عبد الناصر { كبير مجموعة أفراد الحراسة الشخصية } وهو إسماعيل الفيومي ، وقد استأذن جماعته في اغتيال عبد الناصر ، ولكن الجماعة رفضت ....ثم خرج الإخوان من السجون والمعتقلات ، وكان خيارهم الاستراتيجي هو الدعوة السلمية ، وعدم الثأر من النظام الذي أعدم منهم من أعدم ، وقتل منهم داخل السجن من قتل ، فضلا عن السنين الطوال التي قضاها الآلاف منهم داخل جحيم المعتقلات ..... وطوال فترة السبعينات والثمانينات والتسعينات وحتى قيام ثورة 25 يناير لم يحدث أن استخدم واحد منهم العنف ، ولم يتركوا مناسبة من المناسبات ، ولا موقف من المواقف المشهودة في مصر إلا وأعلنوا فيه رفضهم للعنف وإدانة مرتكبيه ؛ وقد  تسبب ذلك  في مهاجمة جماعات العنف الإسلامية  - كجماعة الجهاد والجماعة الإسلامية - للإخوان ، ووصفهم للإخوان  بالجبن والميوعة ، ثم وقع الانقلاب العسكري المجرم الذي قتلهم شر قتلة واعتقل الآلاف منهم  ولفق لهم القضايا وهم صامدون على شعار مرشدهم : " ثورتنا سلمية ، وستظل سلمية .....سلميتنا أقوى من الرصاص .
 
مع كل هذا ما زال بعض من يحمل صفة الباحث أو الخبير أو المفكر أو المختص أو الناشط الحقوقي أوالناشط السياسي أو  الصحافي المحايد ، ما زال يتهم الإخوان بغموض موقفهم من استخدام العنف !!!!!!!
 
2-      ما إن يكتب أحد من يضعون تحت أسمائهم صفة الباحث أو الخبير أو المفكر أو المختص أو الناشط الحقوقي أو الناشط السياسي   أو الصحافي المحايد ، ما إن يكتب حول أزمة مصر الحالية ، إلا وأنزل جام غضبه على الإخوان الذين أخطأوا في كل شيء ، ولم يحسنوا أي شيء ، فهم أخطأوا حين شاركوا في ثورة 25 يناير ، وأخطأوا في ترشحهم لمجلس الشعب ، وأخطأوا حين تراجعوا عن رأيهم في عدم ترشح رئيس منهم للجمهورية ، وأخطأوا حين انتهجوا نهجا إصلاحيا متدرجا بعد وصولهم لسلطة الرئاسة ، وأخطأوا حينما عرَّضوا شبابهم ورجالهم ونساءهم وأطفالهم للقتل والذبح والسجن والاعتقال باعتصامهم في رابعة والنهضة ، وبمظاهراتهم الحاشدة ضد النظام ،  وأخطاوا ... وأخطأوا ... وأخطأوا ....... ولم يفكر أحدهم أن يسأل نفسه سؤالا وهو ...طالما كان الإخوان بهذه السذاجة ..... وطالما لم يحسنوا عملا ولا فكرا ولا تنظيما ، ولا حتى استيعابا لأفرادهم وأجيالهم الجديدة ...،  فلماذا يحاربهم النظام بهذه الشراسة وتلك الوحشية ومعه كثير من القوى الإقليمية والعالمية تؤيده في ذلك وتقدم له المعونات المختلفة ؟!!! .....لماذا يتعب النظام نفسه  مع من يفشلون في كل عمل يقومون به ، ويرتكب في سبيل ذلك فضائح  وجرائم إبادة ستظل تلاحقه أبد الدهر ، ولماذا يخرج قضاته عن كل أعراف القضاء العادل في الدنيا حتى يمكنهم إدانة الإخوان بأحكام جائرة ظالمة ؟!! .... ولماذا يلجأ إعلامه إلى الكذب الفج ، والتزوير الوقح ، والشتائم القذرة في حق الإخوان وتسليط ذوي الأمراض العقلية والعقد النفسية عليهم ؟ّ!! ....
 
ألم يكن من الأولى والأحكم أن يُتْرَك الإخوان لسذاجتهم لتفضحهم أمام الشعب وأمام العالم ؟ ...
 
 ألم يكن من الأولى أن تلفظهم الجماهير بأسلوب ديمقراطي راقٍ من خلال صناديق الانتخابات بدلا من صناديق الرصاص ، وبذلك تبطل حجتهم في الدفاع عن الشرعية وفي الوقوف في وجه النظام  ؟!
 
3-      مازالوا يرددون حتى الآن { هؤلاء الذين يضعون تحت أسمائهم صفة الباحث أو الخبير أو المفكر أو المختص أو الناشط الحقوقي أو الناشط السياسي  أو الصحافي المحايد  }  أحد أخطاء الإخوان القاتلة وهي السعي لأخونة الدولة ، والعمل على هيمنة الجماعة على كل مفاصلها ، واستبعاد باقي  مكونات المجتمع المصري من المشاركة في إدارة شؤون البلاد ، مما جعل الجميع يتكتل مع المجلس العسكري ضد الإخوان .... والسؤال هنا : كيف نجح كثير من العلمانيين والناصريين في انتخابات مجلس الشعب ؟! أليس بسبب تصدرهم القوائم الانتخابية للإخوان ؟ ولولا ذلك لما استطاع أحد منهم أن يحصل على  مقعد مجلس الشعب ولا حتى مقعد حجرة دراسية .
 
هل كان رئيس وزراء حكومة الدكتور محمد مرسي من الإخوان ؟
 
هل كان وزير دفاع حكومة الدكتور محمد مرسي من الإخوان ؟
 
هل كان وزير داخلية حكومة الدكتور محمد مرسي من الإخوان ؟
 
هل كان وزير خارجية حكومة الدكتور محمد مرسي من الإخوان ؟
 
هل كان شيخ الأزهر من الإخوان ؟
 
هل كان مفتي الجمهورية الذي تم اختياره اختيارا حرا لأول مرة في تاريخ مصر المعاصر ، ثم خان رئيسه مع من خان ، هل كان هذا المفتي من الإخوان ؟
 
كان عدد أعضاء وزارة الدكتور هشام قنديل في حدود 30 وزيرا لم يتعد عدد الوزراء الإخوان فيهم 4 أو 5 تميزوا في عملهم دون غيرهم من الوزراء ، فمن من العقلاء يعتبر هذه العدد أخونة وهيمنة وسيطرة ؟!!!
 
عدد محافظات مصر 27 محافظة ... من تولى رئاسة المحافظات 4 من الإخوان تقريبا تميزوا أيضا في إدارتهم لشؤون محافظاتهم ، وأشهرهم المهندس المظلوم سعد الحسيني محافظ كفر الشيخ .........فهل هذه أخونة ؟
 
وقل مثل ذلك في لجنة وضع الدستور .
 
وقل مثل ذلك لجنة حقوق الإنسان .
 
وقل مثل ذلك في كثير من اللجان والهيئات التي تشكلت في عهد الدكتور محمد مرسي .
 
كثيرا ما دعا الدكتور محمد مرسي الأحزاب والهيئات للتشاور .... وكثيرا ما رفضوا دعوته .
 
كثيرا ما وافق الدكتور محمد مرسي على اقتراحات هؤلاء لحل بعض الأزمات ، ثم يخرج هؤلاء مدعين أن أحدا لم يأخذ برأيهم .............واسألوا الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة الحالي وعضو لجنة وضع الدستور في 2012م ، واسألوا السيد عمرو موسى  وغيرهم وغيرهم .
 
إننا يا سادة مازلنا نعيش كابوسا رهيبا ......ليس فقط كابوس الرعب الذي يديره المجلس العسكري ، بل كابوس الكذب ، وكابوس تزوير الحقائق الواضحة ، وكابوس وضع البديهيات تحت الأقدام ....ثم نقول : نريد الاستقرار ...نريد التنمية .....صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم -  حينما قال : " إذا لم تستحِ فافعل ما شئت " .