محمد يونس سالم : 

تذكرت أبيات شعر صاغها العلامة يوسف القرضاوي في معتقله وعندما قرأتها أكثر من مرة وجدت صداها الى الآن ووجدت ما كان يشعر به شبيه ما نشعر به الآن - وهذه الأبيات تكون رسالة الى كل شهيد أو معتقل أو مطارد - يقول الشيخ : -

مرحبا بالحراب   مرحبا بالسجون

في سبيل الكتاب  كلّ شيء يهون

إننا لا نهاب   كـــل ما يوعدون

كيف نخشى العذاب ومنانا المنون

حسبنا يا شبــــــاب أننا مؤمنون

يقول الامام البنا (إن الأمة التي تحسن صناعة الموت وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة، يهب الله لها الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة ) فيا أخي إذا اخترت الموت فاختار الموتة الشريفة . أخي كل من يقتل في سبيل الله لسان حاله كان يقول :- مرحبا بالقتل ان كان في سبيل الله مرحبا به ان كنت أنا المقتول لا القاتل – المظلوم لا الظالم – القائل للظالم أنت ظالم في وجه  مرحبا به ان كان الموت في سبيل الله أسمى الأماني – مرحبا به ان كنا متمسكين ثابتين على الحق لا يضيرنا من قال فينا كلمة اساءة أو وجه لنا اتهام وبجاحة. مرحبا به ان كنا سنعرض على رب السماء والأرض ليقتص من قاتلينا .

وتذكر معى قول الامام البنا (إن تكوين الأمم وتربية الشعوب وتحقيق الآمال ومناصرة المبادئ تحتاج من الأمة التي تحاول هذا أو من الفئة التي تدعو عليه على الأقل إلي قوة نفسية عظيمة تتمثل في عدة أمور إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف ووفاء ثابت لا يعدو عليه سكون ولا غدر وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره)

 ان الانسان يعيش لغاية وهدف غاية ترتفع به الى السماء . غاية تقتلع جذوره المادية الراسخة في الأرض . غاية ترفرف به الى المجد والخلود . وهدف يوصله الى المأمول وهو رضى رب العباد والملوك ,رب العبيد والعباد -  ما يضيرك اذا قتلت على مبدأ وغاية - مبدأ يجعل من أمم الأرض أمة واحدة تعبد رب واحد بدين واحد . ما يضيرك ان قتلت على مبدأ يجعل فيه المساواة والعدل والرحمة قيمة انسانية عظيمة . أخي ان قتلت فقتلك استشهاد وحجة على كل من ساوم وخان وتآمر ونافق .

أخي نم مطمئنا بهذه الميتة التي تريدها فكل منا يختار موتته. فمنا من يختار موته وهو واقف شامخ صامد لا يركع الا لله ومنهم من يموت كالبهيمة رحمكم الله . فاختار أنت الموتة الكريمة .

أخي إعلم أنك لا تهاب الموت ولا ترضى بالذل ولا تقبل بالهوان والضيم . فاعلم أن الأجل مكتوب والعمر معدود فاجعله في سبيل الله .

أخي مضى الكثير من العمر وتجاوز الذنب الذنب فما لنا الا الرحمن الرحيم ان ندعوه ونرجوه ان يميتنا مقبلين غير مدبرين  ولا خائنين ولا منافقين ولا خائفين .

أخي أذكرك قبل أن تقول مرحبا بالقتل أن تعدد نيتك وتقول دائما مرحبا بالقتل في سبيل الله .

أخي ما احلاها من موته وما أشرفها من خاتمة . أخي اعلم أن الله سميع عليم بما يجرى في كونه – فكن مطمئنا هادئا بتدبير الله ومكره لأنه خير الماكرين .

أخي إياك ان تقول مرحبا بالحراب وأنت في قلبك ران ووسخ . أخي نظف قلبك بمطهرات أنت تعلمها جيدا . أنت طبيب نفسك . واعلم أن الله هو الذى يتخذ الشهداء ويعلم ما في النفوس والقلوب ويعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور  . قال الله تعالى (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ  وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) سورة آل عمران.

أخي أعلم أنك تنزل في الشارع والميدان ولا تدرى أترجع أم لا فاصبر أخي ولا تجزع . إصبر فالجنة عظيمة ورؤية الخالق لا مثيل له . اصبر واحتسب فان الفرج قريب والنصر ليس ببعيد والابتلاء دائما بالمؤمنين .

أخي انتفض كالعصفور اذا لمس الماء انتفض وقف بين يدى الله في جوف الليل ان يرزقك الموتة الشريفة والعمل المتواصل لهذه الدعوة وهذا الدين .

أخي ثبتك الله وحفظك وبارك لك في أهلك ومالك ووالديك .......

وللحديث بقية ......