في ظل الإدانات الواسعة التي أصدرتها 21 دولة، من بينها مصر وتركيا والسعودية وإيران، ومنظمة التعاون الإسلام لاعتراف "إسرائيل" بأرض الصومال، امتنعت الإمارات العربية المتحدة عن إصدار أي إدانة.
ونقل موقع "يديعوت أحرنوت" عن مسؤول سياسي "إسرائيلي" لم يسمه: "إنهم جميعاً يتظاهرون بالاستقامة فيما يتعلق بفلسطين وجهود الاعتراف بدولة فلسطينية. هنا، عندما تنشأ دولة من رحم الإرهاب، ومن رغبة في إبادة شعب آخر، فإنهم يعترضون".
وأضاف: "لكن الاعتراف بالفلسطينيين الذين يسعون إلى تدمير إسرائيل أمر مقبول".
وردًا على سؤال حول ما يكمن وراء اعتراف "إسرائيل" بأرض الصومال، قال المسؤول نفسه: "انظروا إلى الموقع الاستراتيجي لأرض الصومال وستفهمون كل شيء".
وكان وزراء خارجية الأردن ومصر والجزائر وجزر القمر وجيبوتي وجامبيا وإيران والعراق والكويت وليبيا وجزر المالديف ونيجيريا وعُمان وباكستان والسلطة الفلسطينية وقطر والمملكة العربية السعودية والصومال والسودان وتركيا واليمن أصدروا بيانًا مشتركًا يدين الخطوة "الإسرائيلية".
امتناع الإمارات العربية المتحة عن إدانة "إسرائيل"
إلا أنه من بين الدول التي لم تدن "إسرائيل" بشكل ملحوظ، الإمارات العربية المتحدة، وهي أيضًا عضو في الاتفاقيات أبراهام. ولم يكن هذا من قبيل المصادفة، إذ أشارت تقارير سابقة إلى أنها تعمل على تطوير علاقاتها مع أرض الصومال، على الرغم من أنها لم تعترف بها رسميًا كدولة، بحسب "يديعوت".
وتدير الإمارات العربية المتحدة قاعدة عسكرية في مدينة بربرة الساحلية على خليج عدن. وفي عام 2017، وافق برلمان أرض الصومال على إنشاء القاعدة. ومنذ ذلك الحين، ووفقًا لتقارير دولية، ساهمت القاعدة في دعم عمليات الإمارات في اليمن.
وتقع بربرة على بعد حوالي 250 كيلومترًا جنوب اليمن، مما يمنح الوجود الإماراتي فيها أهمية استراتيجية بالغة.
ويُقال إن القاعدة تضم مدرجًا، بالإضافة إلى ميناء للمياه العميقة قيد الإنشاء. يبلغ طول مدرج بربرة حوالي أربعة كيلومترات، مما يسمح بهبوط الطائرات الثقيلة والطائرات المقاتلة.
نهج مزدوج للإمارات
في غضون ذلك، يبدو أن الإمارات العربية المتحدة تتبع نهجًا مزدوجًا، كما يقول الموقع.
ففي أغسطس، التقى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، شخبوط بن نهيان، بالرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لبحث سبل توسيع التعاون بين البلدين. وزار العاصمة الصومالية مقديشو.
وفي مارس، زار الرئيس الصومالي الإمارات والتقى بالرئيس محمد بن زايد. وناقش الجانبان، وفقًا لبيانات رسمية، "سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، ولا سيما الجهود المبذولة لتحقيق التنمية والاستقرار في الصومال".
وكشف الرئيس الصومالي في مايو أن أفرادًا من الجيش الأمريكي، من بينهم ما وصفه بأنه "أرفع ضابط في القرن الأفريقي"، زاروا أرض الصومال خلال العام الماضي.
وأضاف أنه من المتوقع أن يزور وفد آخر المنطقة، في الوقت الذي شكك فيه الرئيس دونالد ترامب في ماهية أرض الصومال.
وقال رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن محمد عبد الله، لصحيفة الجارديان: "إنها مسألة وقت. ليس السؤال هو ما إذا كان سيحدث، بل متى ومن سيقود عملية الاعتراف بأرض الصومال".
وكان السيناتور الجمهوري تيد كروز قد حثّ ترامب في أغسطس الماضي على الاعتراف بأرض الصومال، مشيرًا إلى أنها حليف لـ "إسرائيل" وقد أعربت عن دعمها للاتفاقيات الإبراهيمية.
ترامب ينأى بنفسه عن الخطوة "الإسرائيلية"
وفي تصريحات إلى صحيفة "نيويورك بوست"، بدا ترامب وكأنه ينأى بنفسه نوعًا ما عن الخطوة "الإسرائيلية"، وأبدى شكوكه علنًا. وتساءل: "هل يعرف أحد ما هي أرض الصومال حقاً؟".
وعلى غرار "إسرائيل"، تُولي الولايات المتحدة اهتمامًا بالغًا بأرض الصومال نظرًا لساحلها الممتد وموقعها الاستراتيجي في القرن الأفريقي، بما فيها ميناء بربرة، الذي يقع على بُعد حوالي 250 كيلومترًا جنوب اليمن، والذي يُعدّ شريانًا حيويًا للتجارة الإقليمية.
كما تقع أرض الصومال بالقرب من مضيق باب المندب، وهو ممر ملاحي عالمي رئيس يمر عبره ما يُقدّر بنحو 12 بالمائة من التجارة العالمية.
https://www.ynetnews.com/article/b1r11u8rmwg

