شهدت الأسواق المحلية ارتفاعًا حادًا في أسعار الطماطم خلال الشهر الجاري، إذ سجل سعر الكيلو نحو 15 جنيهًا، بزيادة بلغت نحو 200% مقارنة بأسعار الأشهر السابقة، في ظل قرب انتهاء العروة الشتوية وإصابة المحصول بآفة "السوسة".
وأوضح نقيب الفلاحين حسين عبد الرحمن أن الإصابة بالآفة أدت إلى تقلص المعروض بنحو 10%، مضيفًا أن هذا التراجع في حجم الإنتاج ساهم بشكل مباشر في صعود الأسعار، متوقعًا وصول سعر الكيلو إلى 20 جنيهًا خلال الفترة المقبلة.
وتأتي هذه الزيادة في الأسعار في سياق موسمي، حيث تُزرع شتلات الطماطم في خمس عروات رئيسية، تشمل الصيفية المبكرة والعادية والنيلية والشتوية والمحيرة، ويتميز كل صنف بملاءمته لعروة معينة. وأشار عبد الرحمن إلى أن العروة الشتوية تُعد من أهم العروات، إذ تمثل نحو نصف الإنتاج السنوي المحلي من الطماطم، مما يجعل أي تأثير عليها مؤثرًا بشكل كبير على الأسواق.
وكانت مصر قد شهدت في سبتمبر 2024 ارتفاعًا مماثلًا في أسعار الطماطم، إذ وصل سعر الكيلو إلى 30 جنيهًا، نتيجة تراجع الإنتاج وتلف نحو 50% من المحصول بسبب التغيرات المناخية. ويُزرع محصول العروة النيلية في شهري يونيو ويوليو، وتثمر النباتات في أكتوبر ونوفمبر وديسمبر، بينما تبدأ العروة الصيفية إنتاجها من يونيو إلى أغسطس.
وحول أسباب انتشار "السوسة"، أرجع عبد الرحمن الأمر إلى تراجع عمليات مكافحة الآفات في بعض الأراضي الزراعية خلال فترات انخفاض أسعار المحصول، بهدف الحفاظ على تكاليف الإنتاج ضمن حدود تسمح بتحقيق هامش ربح بسيط. وأضاف أن تأثير الآفة جاء ليزيد من حدة الأزمة مع قرب نهاية العروة الشتوية، وهو ما يضغط على الأسواق المحلية ويرفع الأسعار.
من جانبه، أكد حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، أن آفة السوسة تسببت في أضرار كبيرة بالمحصول، ما أدى إلى خفض المعروض من الطماطم، مشيرًا إلى أن زيادة الطلب من جانب المستهلكين خلال الفترة الحالية ساهمت أيضًا في صعود الأسعار، دون تحديد نسبة دقيقة للتراجع في الإنتاج.
وفي سياق متصل، كشف المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة أن إنتاج مصر من الطماطم تجاوز 6.7 مليون طن سنويًا، ما يضع الطماطم ضمن أبرز الصادرات الزراعية الطازجة للبلاد، إذ تحتل المركز التاسع بين المحاصيل التصديرية.

