في دولة بات فيها الأمان عملة نادرة، تحولت المدارس التي يُفترض أنها "حرم مقدس" للعلم والتربية إلى ساحات خلفية للجرائم الأخلاقية، تنهش فيها الذئاب البشرية أجساد أطفال في عمر الزهور. من "الغرفة المرعبة" في مدرسة "سيدز الدولية" إلى "أتوبيس التجمع الأول"، سلسلة من الحوادث المفجعة كشفت الوجه القبيح لمنظومة تعليمية نخرها الفساد والإهمال تحت حكم الانقلاب. هذه الكوارث لم تعد حوادث فردية، بل نمطاً متكرراً يعكس غياب الرقابة الحقيقية، واستبدال معايير الكفاءة والأخلاق في التعيين بالمحسوبية والتدني في الأجور، ليدفع الثمن في النهاية أطفال لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في زمن "اللا مبالاة".

 

"سيدز الدولية" و"التجمع".. جحيم تحت غطاء "تعليمي"

 

لم تكن صرخات أطفال مدرسة "سيدز الدولية" (Seeds International School) إلا جرس إنذار تأخر كثيراً. فقد استغل موظفون وعمال أمن غياب الرقابة لتحويل غرف الخدمات إلى مسرح لانتهاكات جنسية ممنهجة ضد أطفال الروضة (KG)، مهددين إياهم بالسكاكين والربط. وفي التجمع الأول، تكرر المشهد ولكن بشكل متنقل، حيث استغل سائق أتوبيس مدرسي انفراده بالطفلات ليمارس شذوذه، مستغلاً صمتهن وخوفهن.

 

هذه الجرائم ليست مجرد أخبار عابرة، بل هي طعنات في قلب كل أسرة مصرية، دفعت الكثيرين للتفكير جدياً في سحب أبنائهم من المدارس، مفضلين "جهل المنازل" على "علم يلطخه العار".

 

غضب عارم يجتاح "تويتر".. صرخات الأهالي تفضح المستور

 

تحولت منصة "إكس" (تويتر) إلى ساحة لمحاكمة النظام ووزارة التعليم، حيث عبر النشطاء وأولياء الأمور عن صدمتهم وغضبهم من تكرار هذه المآسي دون حلول جذرية.

 

تفاصيل "الغرفة المرعبة" والتهديد بالسكاكين

 

في هذه التغريدة، تروي إحدى الناشطات تفاصيل مرعبة عن واقعة مدرسة "سيدز"، مشيرة إلى أن الجناة استخدموا أساليب إرهابية (ربط وتكميم) ضد الأطفال، مما يعكس مستوى الإجرام الذي وصل إليه الحال داخل أسوار المدارس:

 

 

صرخة أم وتساؤلات عن هتك العرض

 

ناشطة أخرى تنقل شهادات أمهات الضحايا، مؤكدة أن الأمر تعدى التحرش اللفظي إلى هتك عرض كامل لثلاثة أطفال في مرحلة الروضة، وسط تضارب في الروايات ومحاولات للتعتيم، مما يعكس غياب الشفافية في التعامل مع الكارثة:

 

 

موقع "درج" يوثق الشهادات الصادمة

 

نشر حساب "درج" تقريراً موثقاً بالفيديو والشهادات عن تفاصيل ما حدث داخل مدرسة "سيدز"، مؤكداً أن الأطفال تعرضوا للتهديد بالأذى الجسدي لإسكاتهم، في فضيحة مدوية للنظام التعليمي برمته:
 

 

"فيسبوك" ينتفض.. دعوات للمقاطعة والمحاسبة

 

على الجانب الآخر، اشتعلت صفحات "فيسبوك" بمنشورات الغضب، حيث طالب الأهالي بإجراءات رادعة تتجاوز "حبس المتهمين" إلى محاسبة إدارات المدارس والمسؤولين في الوزارة.

 

الكشف عن تفاصيل القبض على سائقي التجمع:

 

نشرت صفحة "القاهرة 24" تفاصيل القبض على سائقي أتوبيس مدرسة خاصة بالتجمع، المتهمين بالتحرش بتلاميذ في مرحلة "Pre-KG"، في واقعة أثارت فزع سكان المناطق الراقية الذين ظنوا أن مدارسهم "محصنة" بالمال:

 

توثيق اتهامات الأهالي

 

نشرت منصة "صحيح مصر" تقريراً حول اتهامات أولياء الأمور للعاملين بمدرسة "سيدز" بالاعتداء الجنسي، مشيرة إلى أن التحقيقات كشفت عن شبكة فساد وإهمال داخل المدرسة سمحت بحدوث هذه الكوارث:

 

ونشرت صحيفة "الشروق" خبراً عن تحرك مدرسة "سيدز" بعد افتضاح الأمر، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، وهو ما قابله الجمهور في التعليقات بالسخرية والاستهجان، معتبرين أن التحرك جاء "بعد خراب مالطا":

 

وأخيرا فإن تكرار هذه الحوادث يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن منظومة التعليم في ظل حكم العسكر قد انهارت أخلاقياً قبل أن تنهار تعليمياً. فبينما تنشغل الحكومة بجمع الجباية وبيع أصول الدولة، يُترك أطفال مصر فريسة لمرضى النفوس، وتتحول المدارس من منارات للعلم إلى "بؤر للخطر"، مما يضع مستقبل جيل كامل في مهب الريح.