عبد الله حلمي

 

في نهاية ثمانينات القرن الماضي، قدم المسرح القومي مسرحية :  " أهلا يا بكوات " وهي عرض يدخل في إطار " الفانتازيا الفنية " ، حيث يخرج الأموات فجأة من القبور إلى القاهرة المحروسة لنكتشف أن البكوات (المماليك) عادوا للحكم، بما يحمل رمزية عودة العسكر لحكم مصر بشكل سافر.

 

 فالمماليك (العسكر) عادوا لحكم كل شيء واحتكار كل شيء مع اختلاف وحيد هو أن عسكر المماليك دافعوا باستبسال عن البلاد، فلقد هزم (قطز وبيبرس والناصر قلاوون) التتار في معارك حاسمة كما عنى المماليك بفن العمارة، والفن الإسلامي، ولازالت الآثار تنطق بهذا

 

أما اليوم فقد اقتصر الأمر على احتكار الوطن، واحتقار المواطن، والتفريط في كل مقدرات البلاد، وحبس كل شريف، وعملوا بالمثل الدارج (أسد علىَّ وفي الحروب نعامة)

 

هذا العرض الذي جاء بعد 9 أعوام تقريبا من حكم مبارك كان ناقوس خطر يدق بشدة محذراً مما وصلنا إليه الآن، حيث حمل رؤية استشرافية للمستقبل حدثت كما جاء في العرض، فقد عاد العسكر لحكم مصر بعد أن تواروا عن الأنظار.

 

ورغم أن حركة يوليو ألغت الألقاب -شكليا- فقد عاد البكوات لحكم البلاد بلا رؤية، ولا هوية إذلالاً وإفقاراً لعموم المصريين الذين أصبح قطاع منهم يتمنون تراب الميري لعلهم يصلون إلى ركن البكوات