في خطوة صادمة للمجتمع المحلي، أقدم مجهولون على حفر نفق من داخل مسجد ملاصق لمكتب بريد العوايد بعزبة سكينة شرق الإسكندرية، في محاولة للوصول إلى الجدار المشترك وخزائن المكتب، قبل أن تطلق أنظمة الإنذار صوتها ويهرب المنفذون تاركين وراءهم آثار الحفر والأدوات.

أثارت الحادثة موجة انتقادات واسعة بسبب استغلال حرمة المسجد في فعل مُجرّم يطال المال العام، ما ضاعف من وقعها الرمزي والديني، ودفع جهات الاختصاص إلى تحرّكات فورية أمنية وإدارية. وعلى المنصات، تكررت المقارنات الساخرة مع أفلام السرقة الشهيرة، في مقابل دعوات لتشديد التأمين حول دور العبادة الملاصقة لمرافق حساسة ومنع توظيف “حِيَل الأفلام” في الواقع.
 

التفاصيل
جرت المحاولة داخل نطاق قسم الرمل ثان حيث بدأ الحفر من داخل المسجد الملاصق للمكتب باتجاه الجدار، وبمجرد محاولة الاختراق انطلقت صافرات الإنذار وأُحبط المخطط قبل اكتماله.
انتقلت فرق المباحث لمعاينة المكان وعثرت على أدوات الحفر وفتحات بالجدار وبدأت مراجعة كاميرات المراقبة في محيط المسجد والمكتب لتحديد هوية المتورطين. التغطيات المصورة والعناوين الإخبارية وصفت الأسلوب بأنه يحاكي أفلام السرقة، لكن النهاية كانت فاشلة بسبب المنظومة التقنية وسرعة الاستجابة.


 


الانحدار الأخلاقي والديني
اعتُبرت استباحة حرمة المسجد لأجل الاعتداء على المال العام مؤشرًا مقلقًا على انحدار أخلاقي وديني، لأن مكان العبادة تحوّل إلى معبر لجريمة، وهو ما أبرزه توصيف الصحف والمواقع للواقعة بوصفها “غير مألوفة” و“أغرب” من المألوف.
هذا البُعد الرمزي جعل النقاش العام يتجاوز “تفاصيل الحيلة” إلى مساءلة المنظومات الاجتماعية والرقابية حول صيانة قدسية المكان وتحصين المرافق المجاورة.
برزت كذلك مطالب بإجراءات عملية تشمل التفتيش الدوري، وتعزيز الإنذار والكاميرات، وتنسيقًا أوثق بين الجهات الدينية والأمنية في المواقع المتجاورة للبنوك والمصالح الحكومية.
 

غضب وسخرية
وعلق عمرو أديب ساخرا " (زي فيلم لصوص لكن ظرفاء) حفروا نفق من داخل مسجد لسرقة مكتب بريد في الاسكندرية".

 

وأضاف مراد محمود " إحنا بقينا بنسمع حاجات فعلاً لا تُصدّق! تخيل معايا كده… مجموعة من الناس قررت تحفر نفق، نفق حقيقي، من جوّه مسجد! لأ… علشان يوصلوا لمكتب البريد اللي ورا المسجد ويسرقوه! الناس دي اشتغلت في صمت، حفروا تحت الأرض، خطوة بخطوة، لحد ما وصلوا فعلاً لجدار مكتب البريد.بس اللي محدش كان في حسابهم… إن المكتب فيه أجهزة إنذار متوصلة على طول بالشرطة.المباحث نزلت فورًا، وبدأت التحقيقات، وتم ضبط مجموعة من المتهمين، وبيتم دلوقتي فحص الكاميرات والتحقيق معاهم علشان يعرفوا مين ورا العملية دي ومن خطّط لها.تخيل! في بيت ربنا… نفق بيتحفر علشان السرقة! فعلاً… في ناس فقدت الخوف من ربنا قبل القانون ".