أطلق ناشطون فلسطينيون وعرب على منصات التواصل الاجتماعي وسم #غزة_تقاوم ليصبح واحدًا من أكثر الوسوم تداولًا خلال الأيام الماضية، معبّرًا عن حالة من التضامن الشعبي مع أهالي القطاع في ظل استمرار القصف والحصار. وقد تجاوز الوسم الطابع الإخباري التقليدي ليغدو مساحة مفتوحة للتوثيق، والتعبير عن المواقف، وبث رسائل الصمود، في مواجهة ما يصفه المتابعون بمحاولة طمس الرواية الفلسطينية.
تصدّر عالمي ورسالة سياسية
نجح الوسم في فرض نفسه على الساحة الرقمية، حيث تصدّر قوائم الأكثر تداولًا في عدة دول عربية وغربية. واعتبر الناشطون ذلك انتصارًا للرواية الفلسطينية على محاولات تغييبها. وكتب أحد المستخدمين على منصة "إكس":
"حين يعجز الإعلام الرسمي عن نقل الحقيقة، ينهض الناس بصوتهم، ووسم #غزة_تقاوم خير شاهد على أن الشعب هو من يكتب التاريخ."
ويؤكد خبراء الإعلام الرقمي أن هذا الحراك الافتراضي يمثل أداة ضغط سياسي، إذ يجبر وسائل الإعلام العالمية على التوقف أمام حجم التفاعل الشعبي، حتى لو حاولت تجاهل القضية في البداية.
منصة للتوثيق الإنساني
لم يقتصر الوسم على الشعارات السياسية، بل تحوّل إلى أرشيف حيّ ينقل تفاصيل الحياة اليومية في غزة تحت الحصار. عشرات المقاطع المصوّرة على "تيك توك" و"يوتيوب" أظهرت مشاهد الدمار، وأخرى توثق محاولات الأهالي إعادة بناء ما تهدّم.
فكتب السيد الزعيم:
"والله ثم والله إنكم أمل الأمة الوحيد #غزه_تقاوم_وستنتصر_باذن_الله"
https://x.com/alarbesaid1/status/1973345374338162842
ونشر ناشطون مقطع فيديو يعيدون تداوله للشيخ أحمد ياسين بعد الضغوط الدولية على قيادة حماس لقبول صفقة ترامب.
https://x.com/i/status/1973152444071936206
وأضاف إسلام بدر:
"منذ الصباح كتبتُ العديد من الأفكار حول مقترح ترمب.. وحذفتها. مشاعر متضاربة تمنعني وتدخلني في نوبة تفكير مرضية! فالمقترح سيّئ إلى الدرجة القصوى! قبوله كارثة! ورفضه كارثة!"
https://x.com/islambader_1988/status/1973016222317834655
وكتبت الحقوقية مها عزام:
"المقاومة حمت القدس من السقوط في معركتي غزة الأولى والثانية، فلما سقطت غزة في الثالثة سقطت القدس. واليوم يعود سياسي بريطاني بمشروع انتداب جديد لغزة للتأكيد أن تبقى القدس أسيرًا، لكن معركة غزة الرابعة ستتبعها خامسة وسادسة وسابعة حتى التحرير #خطة_ترامب #غزه_تقاوم_وستنتصر_بأذن_الله"
https://x.com/MahaAzzam_ERC/status/1973326806276251957
وكتب الكاتب نظام المهداوي:
"خرج المصري ليقول: الفضل في عدم تهجير الفلسطينيين يعود إلى #السيسي. ويخرج السعودي ليقول: الفضل في الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعود إلى #محمد_بن_سلمان. ويخرج الإماراتي ليقول: الفضل في وقف الحرب يعود إلى #عبدالله_بن_زايد الذي التقى نتنياهو. ويخرج الأردني ليقول: الفضل في إفشال المخططات الصهيونية يعود إلى ملك #الأردن. يا أيها الباحثون عن مكرمة بين جبال الخيانة والقذارة والعمالة… الفلسطينيون قدّموا أكثر من مئة ألف جريح وشهيد، والمقاومة قدّمت خيرة قادتها وعناصرها. ولا فضل بعد الإبادة، بل عار يلاحق الأمة كلّها… حكّامًا وشعوبًا."
https://x.com/NezamMahdawi/status/1972761950053704120
وقال الحقوقي د. يحيى غنيم:
"بكل وضوح، هذه رؤيتي لأمريكا، أما رئيسها فليس من عالم الإنسانية في شيء!!! #غزة_تقاوم_وستنتصر_بإذن_الله #غزة_تفضحكم"
https://x.com/YahyaGhoniem/status/1973128399527784500
وكتب الإعلامي محمد حمدي:
"خطة ترمب صفعة إذلال جديدة لحكام العرب، عروشهم تُدار بالانبطاح.. والمقاومة تُحاصر بلا سلاح، لكنها تبقى الصوت الفاضح لعُري من لا شرف لهم." #غزة_الفاضحة #غزه_تقاوم_وستنتصر_بأذن_الله
https://x.com/mohhamdyEg/status/1973117456072761542
وفي تغريدة أخرى كتب:
"هذا ما فعلته حرب ٧ أكتوبر.. أسقطت القناع عن الاحتلال الإسرائيلي. بعض الوفود غادرت القاعة عند كلمة نتنياهو في الأمم المتحدة، ورئيس الجلسة يطالب بالهدوء نتيجة صيحات الاستهجان ضد نتنياهو.. والتصفيق بحفاوة للوفود المغادرة تعظيمًا لموقفهم #غزه_تقاوم_وستنتصر_بأذن_الله"
https://x.com/mohhamdyEg/status/1970731495095705614
أما الفنان هشام عبدالله فكتب:
"فلسطين وبيت المقدس قضية لا تموت يقينًا وثقةً في الله، فهو القادر على كل شيء (فعالٌ لما يريد) مهما تكالب الطغاة والأذلاء المنبطحون من الحكام العرب، فهو الحاكم والآمر سبحانه، وإن غدًا لناظره قريب. (أَلَا إِنَّ نَصرَ اللهِ قَرِيبٌ) #الخطة_الترامبية #غزه_تقاوم_وستنتصر_بأذن_الله"
https://x.com/abnalbl62532021/status/1972915968025235640
وأخيرًا، لم يكن وسم #غزة_تقاوم مجرد شعار، بل تحوّل إلى ساحة مواجهة إعلامية تُكمل المواجهة على الأرض. ففي كل منشور أو صورة أو فيديو يظهر إصرار الفلسطينيين على كسر العزلة، وإيصال صوتهم إلى العالم. وبينما يستمر القصف وتستمر المعاناة، يثبت الوسم أن المقاومة لم تعد حكرًا على الميدان، بل صارت تمتد إلى كل شاشة وهاتف في أيدي الملايين.