أعلنت قناة ON عودة الكوميدي الشهير عبر برنامج "كلمة أخيرة" الذي يقدمه الإعلامي أحمد سالم، من خلال فقرة أسبوعية مخصصة لمناقشة قضايا بارزة.
وسيشارك يوسف في أربع حلقات متتالية على مدار شهر كامل، بمعدل حلقة أسبوعيًا، حيث ستخصص الحلقة الأولى للقضية الفلسطينية، وسيتم تصوير الفقرات خارج الاستديو لكسر النمطية وزيادة التفاعل مع الجمهور.
الظهور الأول في ذكرى 7 أكتوبر.. #باسم_يوسف يعود للإعلام المصري بعد غياب دام أكثر من 10 سنوات#مزيد pic.twitter.com/sTnI8DgGmt
— مزيد - Mazid (@MazidNews) September 27, 2025
عودة باسم يوسف.. حرية مقيدة تكشف فشل إعلام المخابرات
عودة الإعلامي الساخر باسم يوسف إلى الشاشة المصرية بعد أكثر من عقد من الغياب لم تُستقبل كـ"انتصار" لإعلام الدولة، بل اعتبرها كثيرون دليلاً على فشل ذريع لإعلام المخابرات في إنتاج أصوات جديدة قادرة على إقناع الجماهير أو خلق ثقة مع الشارع. فالنظام، الذي أنفق مليارات على قنواته وصحفه وكتائبه الإلكترونية، يجد نفسه مضطرًا إلى إعادة تدوير وجه قديم، لكن بشروط صارمة تضمن بقاءه في "قفص الحرية المقيَّدة".
العقد الضخم الذي حصل عليه يوسف، والمشروط بالحديث فقط عن القضية الفلسطينية وتجنب أي اقتراب من الشأن الداخلي المصري، يعكس حالة خوف عميقة من أن يفتح نافذة واحدة للجماهير على قضاياهم المعيشية والسياسية. هذه "الكمامة المسبقة" تكشف أن النظام لا يريد صوتًا حرًا، بل مجرد ديكور يُستخدم لتلميع صورته أمام الخارج وامتصاص الغضب الشعبي بالحديث عن قضايا بعيدة.
عودة يوسف بهذا الشكل لا تمثل إحياءً لحرية الإعلام، بل تكشف أن ماكينة المخابرات الإعلامية فشلت في أن تحل محل الإعلام المستقل، وأنها لا تزال تخشى من أي كلمة صادقة قد تشعل الرأي العام ضدها.
ردود الفعل
انشغلت وسائل التواصل الاجتماعي بتفاصيل العقد الضخم الذي يُقال إنه يصل إلى 22 مليون جنيه شهريًا، وبالقيود التي تحصر ظهوره في الشأن الفلسطيني فقط، بعيدًا عن القضايا الداخلية المصرية.
الناشطة رانيا الخطيب كتبت: "هيتكلم عن رحلته في الغرب بعد عشر سنوات بس مش هيقول خرج ليه، وعن فلسطين رغم إن نفس الإعلام اتهمه إنه بيتاجر بالقضية ومراته فلسطينية وجزء من مخطط جر مصر للحرب!! المتحدة هتدفع له ربع مليار جنيه على برنامج محدش بيشوفه في قنوات ممنوع تتكلم عن أي معاناة للمصريين، ومحدش عارف مين أحمد سالم".
هيتكلم عن رحلته في الغرب بعد عشر سنوات بس مش هيقول خرج ليه وعن فلسطين رغم ان نفس الإعلام اتهمه انه بيتاجر بالقضية ومراته فلسطينية وجزء من مخطط جر مصر للحرب!! المتحدة هتدفع له ربع مليار جنيه على برنامج محدش بيشوفه في قنوات ممنوع تتكلم عن اي معاناة للمصريين ومحدش عارف مين أحمد سالم pic.twitter.com/3w0TdqxKF4
— Rania Elkhateeb (@ElkhateebRania) September 27, 2025
الناشطة نسرين نعيم كتبت: "المتحدة متفقة مع باسم يوسف على برنامج عن الشأن الفلسطيني بس، بـ٢٢ مليون جنيه في الشهر.. يعني ٢٦٤ مليون في السنة! الشرط الوحيد: ما يقربش خالص من الشأن المصري الداخلي".
لا و انت الصادق باسم يوسف هو الغراب
— نسرين نعيم (@nesrinnaem144) September 27, 2025
وسخرت الناشطة كريمان: "بعد عودة #باسم_يوسف للمشهد الإعلامي ولو عن طريق القمر الصناعي، عايزين لقاء أسبوعي بين وجدي غنيم وأحمد موسى ومش عايزه من الدنيا حاجة تاني بعد كده".
بعد عودة #باسم_يوسف للمشهد الإعلامي ولو عن طريق القمر الصناعي عايزين لقاء أسبوعي بين وجدي غنيم وأحمد موسى ومش عايزه من الدنيا حاجة تاني بعد كده
— 𝓚𝓪𝓻𝓶𝓮𝓷. (@karmen_mostafa) September 27, 2025
د. سام يوسف نشر: "#باسم_يوسف يتربح على حساب الضحايا والمظلومين و#باسم_يوسف أحد هؤلاء. أبلى بلاءً حسنًا في الدفاع عن #فلسطين في الإعلام الغربي، والغالبية تغاضت عن دوره القذر في التمهيد للانقلاب، وآفة حارتنا النسيان. لكن أي رسائل تلك التي تستحق أن يتقاضى عنها باسم يوسف ضعف ما يتلقاه السعودي #عمرو_اديب؟ ماذا ستجني شركة المتحدة المخابراتية من وراءه مقابل 5 ملايين دولار سنويًا؟ ماذا يريدون أن يسمع شعب مصر في ذكرى ذلك اليوم المجيد؟ (منقول)".
#باسم_يوسف يتربح على حساب الضحايا والمظلومين و #باسم_يوسف أحد هؤلاء. أبلى بلاء حسناً في الدفاع عن #فلسطين في الاعلام الغربي، والغالبية تغاضت عن دوره القذر في التمهيد للانقلاب، وٱفة حارتنا النسيان. لكن أي رسائل تلك التي تستحق أن يتقاضى عنها باسم يوسف ضعف ما يتلقاه السعودي… pic.twitter.com/RjCpHNzIcf
— Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT. (@drhossamsamy65) September 27, 2025
وعلق المجلس الثوري المصري: "في كل قضية كبيرة، هناك دائمًا محامي تعويضات يتربح على حساب الضحايا والمظلومين، و#باسم_يوسف أحد هؤلاء. أبلى بلاءً حسنًا في الدفاع عن #فلسطين في الإعلام الغربي، والغالبية تغاضت عن دوره القذر في التمهيد للانقلاب، وآفة حارتنا النسيان. لكن أي رسائل تلك التي تستحق أن يتقاضى عنها باسم يوسف ضعف ما يتلقاه السعودي #عمرو_اديب؟ ماذا ستجني شركة المتحدة المخابراتية من وراءه مقابل 5 ملايين دولار سنويًا؟ ماذا يريدون أن يسمع شعب مصر في ذكرى ذلك اليوم المجيد؟".
في كل قضية كبيرة، هناك دائماً محامى تعويضات يتربح على حساب الضحايا والمظلومين و #باسم_يوسف أحد هؤلاء. أبلى بلاء حسناً في الدفاع عن #فلسطين في الاعلام الغربي، والغالبية تغاضت عن دوره القذر في التمهيد للانقلاب، وٱفة حارتنا النسيان. لكن أي رسائل تلك التي تستحق أن يتقاضى عنها باسم… pic.twitter.com/P8AuSUUw9E
— المجلس الثوري المصري (@ERC_egy) September 27, 2025
الصحفي جمال سلطان كتب: "على مسؤولية الزميل العزيز، الإعلامي البارز الأستاذ محمد علي خير وزملاء إعلاميين آخرين من داخل المطبخ، الشركة المتحدة "المملوكة للمخابرات المصرية" تتعاقد مع الإعلامي الشهير باسم يوسف لتقديم برنامج، أو ربما فقرة في برنامج، بإحدى القنوات التابعة لها، مقابل 22 مليون جنيه مصري شهريًا (أقل قليلًا من نصف مليون دولار)، بإجمالي عقد سنوي 264 مليون جنيه (أكثر قليلًا من خمسة ملايين دولار). والاتفاق أن يكون برنامجه متعلقًا بالشأن الفلسطيني، دون تدخل في الشأن المصري الداخلي. هل تراه ينجح؟ هل تراه يستطيع؟!".
على مسؤولية الزميل العزيز، الإعلامي البارز الأستاذ محمد علي خير وزملاء إعلاميين آخرين من داخل المطبخ، الشركة المتحدة "المملوكة للمخابرات المصرية" تتعاقد مع الإعلامي الشهير "باسم يوسف" لتقديم برنامج، أو ربما فقرة في برنامج، بإحدى القنوات التابعة لها، مقابل 22 مليون جنيه مصري شهريا… pic.twitter.com/5BCK8SktN7
— جمال سلطان (@GamalSultan1) September 26, 2025
وجوه إعلامية في مقصلة الترويض
تجارب السنوات الماضية تزخر بأمثلة تكشف كيف تعامل النظام مع الأصوات التي حاولت الخروج عن النص.
فالإعلامي إبراهيم عيسى، بعد أن قدم برامج نقدية جريئة، جرى إيقافه أكثر من مرة وإبعاده عن الشاشات لفترات طويلة.
ولم يختلف الحال مع يسري فودة، الذي أُجبر على مغادرة الساحة بعدما تحولت برامجه إلى مصدر إزعاج للنظام.
حتى عمرو أديب، الذي يُعد من أبرز الموالين، يعيش تحت سقف صارم يمنعه من تجاوز الخطوط الحمراء.
هذه النماذج تؤكد أن كل مساحة "حرية" تُمنح سرعان ما تتحول إلى مصيدة تنتهي بالإقصاء أو التهميش.
وختامًا، فعودة باسم يوسف إذن ليست مجرد ظهور إعلامي، بل اختبار جديد لعلاقته بالجمهور الذي عرفه رمزًا للسخرية السياسية في زمن الثورة.
وبين من يراه مجرد أداة في يد السلطة، ومن يعتبره صوتًا لا يزال قادرًا على الدفاع عن القضايا الكبرى، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يستطيع باسم يوسف أن يثبت حضوره مجددًا، أم أن قيود الصفقة ستفقده ما تبقى من بريقه؟