تصاعدت مأساة حريق مصنع غزل البشبيشي بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، بعد إعلان الجهات الرسمية ارتفاع عدد الضحايا إلى 11 حالة وفاة، بالإضافة إلى عشرات المصابين الذين نُقلوا إلى مستشفيات المحلة والمنصورة لتلقي العلاج، بعضهم ما يزال في حالة حرجة.

الحادثة التي اندلعت في الساعات الأولى من صباح الجمعة خلفت حالة من الغضب الشعبي، وسط انتقادات حادة لتأخر وصول سيارات الإسعاف والمطافي.
 

تأخر استجابة فرق الإنقاذ
وبحسب روايات شهود العيان من العمال والأهالي، فإن الحريق بدأ في الطابق الثالث من المصنع نتيجة تماس كهربائي، قبل أن يمتد بسرعة إلى بقية الطوابق بسبب كثافة المواد القابلة للاشتعال.
وأكد شهود أن "ألسنة اللهب تصاعدت لأكثر من ساعة قبل وصول سيارات الإطفاء"، مشيرين إلى أن تأخر التدخل ساهم في تفاقم الخسائر وارتفاع عدد الضحايا.

الأمر نفسه تكرر مع سيارات الإسعاف التي لم تصل إلا بعد وقت طويل، ما أدى إلى نقل المصابين بسيارات خاصة وتكاتك، في مشهد عكس حالة فوضى أثارت استياء الأهالي.
وعبّر أحد ذوي الضحايا عن غضبه قائلاً: "لو كانت الإسعاف وصلت أسرع كان ممكن ناس من اللي ماتوا يتلحقوا".
 

حصيلة الضحايا والخسائر
حتى الآن، تم تسجيل 11 وفاة، بينهم عمال شبان في العشرينات والثلاثينات، إضافة إلى أكثر من 25 مصاباً يعانون من حروق واختناقات متفاوتة الخطورة.
وأكدت مصادر طبية أن بعض الحالات نُقلت إلى مستشفيات الحروق المتخصصة لخطورة إصاباتهم.

أما على مستوى الخسائر المادية، فقد أتى الحريق على معظم محتويات المصنع، بما في ذلك الآلات ومخزون الغزل والنسيج، وسط تقديرات أولية بخسائر تصل إلى عشرات الملايين من الجنيهات.
 

استياء شعبي وتساؤلات
الحادثة فجرت موجة غضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل المواطنون عن مدى جاهزية فرق الدفاع المدني وقدرتها على التعامل مع حرائق المصانع، خاصة أن مدينة المحلة تعد إحدى القلاع الصناعية الكبرى في مصر.
وطالب الأهالي بفتح تحقيق عاجل لمعرفة أسباب التأخر في الاستجابة، ومحاسبة المسؤولين عن القصور الذي أدى إلى تفاقم المأساة.
 

دعوات للتحقيق والتعويض
في الوقت الذي أعلنت فيه النيابة العامة فتح تحقيق لكشف ملابسات الحريق، يطالب أهالي الضحايا والمصابين بسرعة صرف تعويضات عادلة، وضمان توفير الرعاية الطبية الكاملة للمصابين.
كما شدد خبراء على ضرورة مراجعة اشتراطات السلامة في المصانع، وإلزام أصحابها بوسائل إطفاء وإنذار مبكر، لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث.

ويبقى حريق مصنع غزل البشبيشي جرس إنذار جديد يكشف هشاشة منظومة الطوارئ في مواجهة الكوارث، ويطرح أسئلة مؤلمة عن ثمن الإهمال الباهظ الذي يدفعه العمال البسطاء.