تسود مصر موجة غضب واسعة في الدوائر السياسية والحقوقية من جريمة قتل وتصفية عشرات المصريين ودفنهم في صحراء سيناء دون اجراءات قانونية...وسط مخاوف من كشف المزيد من وقائع القتلبدم بارد للمصريين ودفنهم سرا.
كشف تحقيق أجرته مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان (SFHR) مدعومًا بصور أقمار صناعية وزيارات ميدانية، عن وجود مقابر جماعية شرق العريش تضم عشرات المدنيين الذين يُرجح أنهم قُتلوا في عمليات إعدام ميدانية خلال ذروة النزاع في شمال سيناء بين عامي 2015 و2017.
الدراسة، التي قارنت بين آثار مركبات عسكرية وبيانات تقنية لمعدات الجيش المصري، تضع مسؤولية هذه الانتهاكات بشكل مباشر على القوات المسلحة، وسط أدلة تؤكد إحكام سيطرتها الكاملة على المنطقة منذ 2013.
آثار المركبات وتحديد نوعها
أظهرت صور الأقمار الصناعية بتاريخ 14 يونيو 2015 و4 ديسمبر 2017 وجود آثار مركبات داخل وحول حفرة تعرف بـ"Pit A".
عند مقارنتها بآثار مركبات ثقيلة في مواقع عسكرية قريبة، تبين أن المسافة بين العجلات أصغر، ما يشير إلى أن المركبات المستخدمة قد لا تكون دبابات أو مدرعات برادلي، بل أقرب إلى عربات هامفي، تويوتا هايلوكس، لاندكروزر، أو مدرعات Cougar 6x6 MRAP.
التحليل أظهر أن أصغر دائرة دوران مرصودة في صور يونيو 2015 بلغ نصف قطرها 5.8 أمتار، وهي مطابقة تقريبًا لقدرة سيارات هايلوكس أو لاندكروزر، ما يعزز فرضية استخدامها في الموقع.
الزيارات الميدانية واكتشاف الرفات
في ديسمبر 2023 ويناير 2024، تمكن فريق SFHR من زيارة الموقع رغم المخاطر الأمنية قرب الحواجز العسكرية.
اقتصر الفحص على "Pit A"، حيث عُثر على رفات بشرية بينها 36 جمجمة بعضها معصوبة العينين، إضافة إلى ملابس وصنادل ذات طابع مدني. الفريق وثّق وجود بقايا بشرية سطحية، كما أجرى حفرًا ضحلًا كشف عن مزيد من الهياكل العظمية.
أما "Pit B"، فتمت ملاحظته من بعيد، ورُصدت فيه ملابس وبقايا بشرية، ما يرجح وجود مزيد من الدفنات.
الأدلة البصرية تطابقت مع مقاطع فيديو مسربة وموثقة من قبل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية تُظهر إعدامات خارج نطاق القانون في المنطقة.
دلائل على مسؤولية الجيش
تشير الأدلة إلى أن المنطقة شهدت عسكرة متزايدة بين 2013 و2016، مع إنشاء مواقع عسكرية متصلة بخنادق ترابية وفرض حظر تجول صارم منذ 2014.
كما رُصدت مراحل نشاط متعددة في المقبرة:
- بين يناير ويونيو 2015 ظهرت أولى آثار المركبات.
- في يونيو 2016 ظهرت مسارات جديدة نحو الحفرة.
- بحلول أغسطس 2016 ظهرت ثلاث فوهات جديدة.
- بين فبراير ويونيو 2017 تكثفت آثار المركبات بشكل لافت.
- بين ديسمبر 2017 ويونيو 2018 ظهرت مسارات إضافية بين "Pit A" و"Pit B".
- حتى عام 2023، ظلت بعض الآثار تظهر متقطعة، ما يؤكد تردد مركبات على الموقع بشكل دوري.
هذه الزيارات المتكررة، إلى جانب السيطرة العسكرية المحكمة على المنطقة، تجعل من المستبعد أن يكون الفاعلون من غير العسكريين أو حلفائهم المحليين.
تقديرات أعداد الضحايا
رغم أن فريق SFHR تمكن من توثيق 36 جمجمة في "Pit A"، فإن المؤسسة تقدر أن عدد الضحايا في الحفرتين معًا يتجاوز 300 شخص.
انتشار الرفات بشكل سطحي وضحل يشير إلى أن عمليات الدفن لم تكن احترافية بل متعجلة، ما يعكس ثقة المنفذين في غياب الرقابة واحتكارهم السيطرة على المنطقة.
لقراءة التقارير كاملة:
تقرير مؤسسة سيناء & تقرير وفورنسيك اركتيكتشر
ردود الفعل
كتب أبو عامر " مؤسسة حقوقية تعلن عن اكتشاف مقبرة جماعية تضم اكثر من 300 قرب العريش نتجت عن تصفيات خارج القانون".
مؤسسة حقوقية تعلن عن اكتشاف مقبرة جماعية تضم اكثر من 300 قرب العريش نتجت عن تصفيات خارج القانون
— سلوا قلبى (@AwAmer11267796) September 22, 2025
وتهكم علي بليلي " و بكره تشوفوا مصر".
و بكره تشوفوا مصر 🇪🇬
— علي بليلي (@BlylyLy80652) September 23, 2025
وقال داتوك أحمد عامر " دماء المصريين تراق على يد جيش السيسي اهالي سيناء الذين دافعوا عن تراب مصر على مدار 6 سنوات ويزيد قتلوهم ودفنوهم في مقبرة جماعية مسؤول عنها السيسي وعرجاني".
دماء المصريين تراق على يد جيش السيسي
— داتوك أحمد عامر Datuk Ahmad Amir (@AAli44236023074) September 23, 2025
اهالي سيناء الذين دافعوا عن تراب مصر على مدار 6 سنوات ويزيد قتلوهم ودفنوهم في مقبرة جماعية
مسؤول عنها السيسي وعرجاني #السيسي_خاين_وعميل
وأشار أبو الشوق " بس ده شئ عادي ومتوقع أنت فاكر الناس المختفيين قسريا دول فين؟؟ في السجون مثلا؟؟يأكلوهم ويشربوهم ليه لما ممكن يخلصوا عليهم ويدفنوهم ومحدش يحس بيهم علي العموم وعند الله تجتمع الخصوم".
بس ده شئ عادي ومتوقع
— ابو الشوق كاديلاك (@Keemo0071) September 22, 2025
أنت فاكر الناس المختفيين قسريا دول فين؟؟
في السجون مثلا؟؟يأكلوهم ويشربوهم ليه لما ممكن يخلصوا عليهم ويدفنوهم ومحدش يحس بيهم
علي العموم وعند الله تجتمع الخصوم
وختاما فالتحقيق، الذي اعتمد على صور الأقمار الصناعية، التحليل الفني للمركبات، الزيارات الميدانية، وتوثيق فيديوهات مسربة، يخلص إلى أن المقابر الجماعية شرق العريش نتاج مباشر لعمليات إعدام خارج نطاق القانون نفذها الجيش المصري أو ميليشيات مرتبطة به.
الأدلة تشير إلى أكثر من 300 ضحية، كثير منهم مدنيون، دُفنوا في حفر ضحلة تحت إشراف أو بعلم القوات العسكرية.
هذه النتائج تؤكد أن ما جرى في سيناء ليس مجرد "عمليات مكافحة إرهاب"، بل انتهاكات خطيرة تستوجب تحقيقًا دوليًا عاجلًا ومساءلة المسؤولين عنها.