أثار إعلان شركة أوبر تكنولوجيز عن استثمار عشرات الملايين من الدولارات في شركة "فلايتريكس" الإسرائيلية المتخصصة في توصيل الطلبات عبر الطائرات المسيّرة، عاصفة من الغضب في الأوساط العربية والإسلامية. ويأتي هذا التعاون ليكشف لأول مرة دخول "أوبر" إلى مجال تكنولوجيا التوصيل بالدرونز عبر شريك إسرائيلي، ما اعتبره نشطاء وخبراء "تطبيعاً اقتصادياً" جديداً مع الاحتلال، يتجاهل تماماً مشاعر الملايين من مستخدمي المنصة في العالم العربي والإسلامي.
استياء واسع على المنصات الرقمية
امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات الوسوم المنددة بـ"أوبر"، حيث دعا ناشطون إلى مقاطعة الشركة، معتبرين أن استثماراتها في شركة إسرائيلية تعني "مساهمة مباشرة في دعم اقتصاد الاحتلال" الذي يستخدم الطائرات المسيّرة في قتل المدنيين الفلسطينيين.
واعتبر مغردون أن التعاون مع "فلايتريكس" التي تعمل في مجال الطائرات بدون طيار، يرسل رسالة خطيرة، لأن ذات التكنولوجيا مرتبطة بشكل وثيق بالأنشطة العسكرية الإسرائيلية.
فعلق الناشط سيف الإسلام عيد "لن أستخدم أوبر مرة أخرى".
لن أستخدم أوبر مرة أخرى. https://t.co/4WoeFY2ylU
— Saif Alislam Eid سيف الإسلام عيد (@eid_alislam) September 21, 2025
وقال مؤمن افندي "الان سأمحو تطبيق اوبر من تليفوني".
الان سأمحو تطبيق اوبر من تليفوني https://t.co/Sl3EtscAIY
— Mamoun Fandy (@mamoun1234) September 21, 2025
الخبراء: استثمار يتجاوز الاقتصاد
رأى محللون أن دخول "أوبر" في شراكة مع شركة إسرائيلية ليس مجرد صفقة تجارية، بل خطوة سياسية غير مباشرة تعزز التطبيع، خصوصاً أن الشركة الأميركية تعتمد بشكل واسع على الأسواق العربية التي تمثل مصدراً أساسياً لإيراداتها.
وأكد خبراء في الاقتصاد السياسي أن الخطوة قد تكون مقدمة لاستخدام إسرائيل لخبرتها في الطائرات المسيّرة لنقلها إلى مجالات مدنية بغطاء شركات عالمية، بينما في الواقع تمثل امتداداً لتفوقها العسكري والتكنولوجي.
فكتب د. مراد علي "أعلنت أوبر استثمار جديد في شركة إسرائيلية للطائرات المسيّرة (الدرونز)، لدعم اقتصاد الاحتلال وتوسيع هيمنته التكنولوجية... وفي الوقت الذي تتحرك فيه الشركات الغربية بذكاء لحسم معركة "وعي المستقبل"، ما زلنا نستهلك ولا نُنتج، نتابع ولا نبادر وبدلاً من بناء كيانات مستقلة تخدم قضايا الأمة، مازال معظم رجال الأعمال العرب غارقين في : - بناء مجد شخصي زائف".
أعلنت أوبر استثمار جديد في شركة إسرائيلية للطائرات المسيّرة (الدرونز)، لدعم اقتصاد الاحتلال وتوسيع هيمنته التكنولوجية...
— Mourad Aly د. مراد علي (@mouradaly) September 21, 2025
وفي الوقت الذي تتحرك فيه الشركات الغربية بذكاء لحسم معركة "وعي المستقبل"، ما زلنا نستهلك ولا نُنتج، نتابع ولا نبادر
وبدلاً من بناء كيانات مستقلة تخدم قضايا… pic.twitter.com/qxa990HY8p
المنظمات الحقوقية تحذر
من جانبها، حذّرت منظمات حقوقية عربية وإسلامية من أن الاستثمار يبيّض صورة شركات إسرائيلية متورطة بشكل غير مباشر في دعم سياسات الاحتلال.
وأشارت هذه المنظمات إلى أن تكنولوجيا الطائرات المسيّرة التي تقدمها إسرائيل، ارتبطت تاريخياً بجرائم الحرب ضد الفلسطينيين، حيث استخدمت الدرونز في الاستطلاع والقصف والاغتيالات.
دعوات لمقاطعة "أوبر"
انطلقت دعوات في عدد من الدول العربية والإسلامية لمراجعة تطبيق "أوبر" والبحث عن بدائل محلية أو إقليمية، معتبرين أن المقاطعة الشعبية أداة فعالة للضغط على الشركة للتراجع عن تعاونها مع الكيان الإسرائيلي.
وأكد ناشطون أن شركات التكنولوجيا العملاقة لا تتحرك إلا أمام الخسائر المالية، وأن المستخدم العربي والإسلامي قادر على إيصال رسالة واضحة إذا تحرك بشكل جماعي.
فكتب الداعية الدكتور محمد الصغير "شركة #أوبر تعلن عن شراكة واستثمار ”استراتيجي" بعشرات ملايين الدولارات في شركة إسرائيلية متخصصة في توصيل الطرود عبر الطائرات المسيرة. قاطعوا أوبر، ولا تجعلوا أموالكم أداة لمساعدة للاحتلال، ووسيلة لقتـ.ـل إخوانكم في #غزة ! #المقاطعة_مقاومة".
شركة #أوبر تعلن عن شراكة واستثمار ”استراتيجي" بعشرات ملايين الدولارات في شركة إسرائيلية متخصصة في توصيل الطرود عبر الطائرات المسيرة.
— د. محمد الصغير (@drassagheer) September 21, 2025
قاطعوا أوبر، ولا تجعلوا أموالكم أداة لمساعدة للاحتلال، ووسيلة لقتـ.ـل إخوانكم في #غزة ! #المقاطعة_مقاومة#قاطعوا_أوبر pic.twitter.com/wgXsd0VNG7
كما دعا الصحفي ناصر بن راشد "شركة #أوبر تدعم المسيرات الإسرائيلية في خضمّ حرب الإبادة على غزة ، لابد من حملة مقاطعة عالمية . #قاطعوا_أوبر #فلسطين #غزة"
المجلس الثوري المصري "أعلنت شركة #أوبر أنها دخلت في شراكة استراتيجية باستثمارات عشرات الملايين من الدولارات في شركة Flytrex الإسرائيلية للطيران المسير لتوصيل الطعام. فهل وافق على هذا القرار صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) الذي يعد واحداً من كبار المساهمين في شركة أوبر، ويمتلك حصة كبيرة تبلغ 72.84 مليون سهم؟ هل يستثمر الصندوق السيادي السعودي أموال المسلمين في شركات المسيرات الإسرائيلية التي تذبح اهلنا وأخواتنا وأبنائنا في غزة ليل نهار؟ من يرضى بهذا!! #قاطعوا_أوبر".
أعلنت شركة #أوبر أنها دخلت في شراكة استراتيجية باستثمارات عشرات الملايين من الدولارات في شركة Flytrex الإسرائيلية للطيران المسير لتوصيل الطعام. فهل وافق على هذا القرار صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) الذي يعد واحداً من كبار المساهمين في شركة أوبر، ويمتلك حصة كبيرة تبلغ… pic.twitter.com/E9lJ6jdMtJ
— المجلس الثوري المصري (@ERC_egy) September 19, 2025
انعكاسات مستقبلية
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تؤثر على صورة "أوبر" في العالم الإسلامي، خاصة مع تصاعد حملات المقاطعة التي نجحت مؤخراً في الضغط على شركات كبرى بسبب ارتباطها بمصالح إسرائيلية.
وأوضح المراقبون أن "أوبر" تراهن على المستقبل التكنولوجي للتوصيل بالدرونز، لكنها تجاهلت أن هذا الاستثمار يضعها في مواجهة مباشرة مع جمهور واسع يرفض أي تطبيع اقتصادي مع إسرائيل.
وبينما تلتزم "أوبر" الصمت حتى الآن تجاه موجة الغضب، يعتقد خبراء أن الشركة ستضطر عاجلاً أو آجلاً إلى تبرير خطوتها أو تقديم توضيحات لمستخدميها، وإلا فإنها قد تدفع ثمناً باهظاً في صورة خسائر مالية وسمعة مهددة.