شهدت العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء، عدواناً إسرائيلياً استهدف مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية"حماس"، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، بينهم مسؤولون بارزون في الحركة ورجل أمن قطري.

وأكدت وزارة الداخلية القطرية، في بيان رسمي، أن فرق البحث عثرت على أشلاء بشرية في مواقع متفرقة بمكان الاستهداف، مشيرة إلى أن فريق "تحديد هوية ضحايا الكوارث" يواصل جهوده للتعرف على هوية الضحايا المجهولين.

وأعلنت الداخلية رسمياً استشهاد:

  • جهاد رياح حسن لبد، مدير مكتب القيادي في "حماس" خليل الحية.
  • همام خليل الحية، نجل نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.
  • مؤمن جواد حسونة.
  • عبد الله عبد الواحد وأحمد المملوك من مرافقي وفد الحركة.
  • بدر سعد محمد الحميدي الدوسري، أحد عناصر قوة الأمن الداخلي القطرية (لخويا) الذي ارتقى أثناء أداء مهامه.

الضربة استهدفت، وفق الاحتلال، "قيادة حماس في الخارج" بتنسيق مباشر مع جهاز "الشاباك"، فيما أكدت مصادر إسرائيلية أن العملية حملت اسم "قمة النار".

لكن صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أبدت تشاؤماً من النتائج، مؤكدة أن العملية لم تحقق أهدافها في تصفية قادة "حماس"، رغم استخدام قنابل شديدة الانفجار على المبنى الذي كان يجتمع فيه كبار المسؤولين.

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة معاريف عن دائرة المتحدث باسم جيش الاحتلال أن فشل عملية الاغتيال في الدوحة رفع من شعبية قيادة حماس ووفدها المفاوض، وأضر بشكل كبير بالدعاية الإسرائيلية التي كانت تتهم الحركة بإعاقة الصفقة وتروّج لسردية "العيش في الفنادق".
 

قطر: السيادة خط أحمر
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية القطرية بأشد العبارات التصريحات "المتهورة" لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، معتبرة إياها محاولة لتبرير "الهجوم الجبان على الأراضي القطرية".
وشددت الدوحة على أنها ستتخذ "كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن سيادتها"، متوعدة بالعمل مع شركائها لمحاسبة نتنياهو على "ممارساته غير المسؤولة".

وأضافت الخارجية أن استضافة مكتب حماس في الدوحة كان يتم بشكل علني وبرعاية أميركية وإسرائيلية في إطار جهود الوساطة، مؤكدة أن نتنياهو يحاول "تزييف الحقائق للهروب من أزماته الداخلية وعزلته الدولية".
 

قمة عربية إسلامية طارئة
وفي رد سياسي سريع، أعلنت وكالة الأنباء القطرية عن قمة عربية إسلامية طارئة ستستضيفها الدوحة الأحد والاثنين المقبلين لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على دولة قطر.

كما طلبت الدوحة من مجلس الأمن الدولي تأجيل اجتماعه الطارئ إلى الخميس لإتاحة المجال لمشاركة رئيس وزرائها، في وقت ارتفعت فيه أصوات عربية ودولية للمطالبة بتحرك عاجل لوقف التصعيد.
 

ردود فعل دولية
إيران: هيئة الأركان الإيرانية قالت إن العدوان أثبت "عدم اكتراث واشنطن حتى بحلفائها"، مشيرة إلى أن الجرائم الإسرائيلية تتم بتنسيق تام مع الولايات المتحدة.

روسيا والصين: أدانتا بشدة الهجوم، محذرتين من انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع. بكين اعتبرت الضربة "تخريباً متعمداً لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة"، فيما وصفت موسكو العملية بأنها "محاولة لنسف الجهود الدولية للتسوية".

https://www.instagram.com/reel/DOYgyAnjKmM
https://www.facebook.com/reel/1139156091460371
https://www.tiktok.com/@aljazeera/video/7548088375148809488